دمشق-سانا
ارتبطت شخصية بابا نويل بعيد الميلاد على مر الأجيال وسحرت قلوب الأطفال منذ نعومة أظفارهم في كل أنحاء العالم حيث لا تكتمل احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة بالنسبة للأطفال دون بابا نويل لكن القصص والروايات تعددت حول نشأته وأصله والجذور الثقافية لهذه الشخصية.
وبابا نويل أو “سانتا كلوز” كما هو معروف في عدة لغات هو شخصية مشهورة تعود لرجل عجوز يتحلى بابتسامة مشرقة دائما مع قسمات وجهه التي تتسم بالطيبة والعطاء ويرتدي بزة يطغى عليها اللون الأحمر وبأطراف بيضاء وتغطي وجهه لحية ناصعة البياض وغالبا يدل عليه صوت جرسه الرنان.
وكما هو مشهور في قصص الأطفال فإن بابا نويل يعيش في القطب الشمالي مع زوجته السيدة كلوز وبعض الأقزام الذين يصنعون له هدايا الميلاد والغزلان التي تجر له مزلاجته السحرية ومن خلفها الهدايا ليتم توزيعها على الأطفال أثناء هبوطه من مداخن مدافئ المنازل أو دخوله من النوافذ المفتوحة وشقوق الأبواب الصغيرة .
وفي الأمس القريب وضعت واحدة من أطول المعارك السلمية في العالم أوزارها بين دولتي غرينلاند وفنلندا وذلك بعد أن تنازلت غرينلاند عن مطالبتها ب “بابا نويل” وإقرارها بأنه كان يعيش وفق الأسطورة في منطقة لابلاند بفنلندا وتحديدا في مدينة روفانييمي حيث أراد كلا البلدين استخدام بابا نويل كعلامة تجارية مميزة تدر مداخيل كبيرة وتجذب مئات الآلاف من السياح كل عام.
وتقول الروايات أن قصة سانتا كلوز واقعية ومأخوذة من قصة القديس نيكولاس وهو أسقف “ميرا” إحدى مقاطعات آسيا الصغرى عاش في القرن الخامس الميلادي حيث كان القديس نيكولاس يقوم أثناء الليل بتوزيع الهدايا للفقراء ولعائلات المحتاجين دون أن تعلم هذه العائلات من هو الفاعل.
وأما الصورة المعروفة لـ بابا نويل بشكلها الحالي فقد ولدت على يد الشاعر الأمريكي كليمنت كلارك موريس الذي كتب قصيدة “الليلة السابقة لعيد الميلاد” عام 1823 حيث يقوم الأطفال بكتابة رسائل إلى بابا نويل ووضعها قرب شجرة عيد الميلاد ويستيقظون صباح العيد لفتحها والحصول على الهدية.
ومع تطور الحضارة والعمران ودخول التكنولوجيا واختلاف الثقافات تعددت الأشكال التي يظهر فيها بابا نويل فهو قد يظهر في الأماكن العامة وبين الناس وفي احتفالات المدارس وقد يعمد أحد أفراد الأسرة إلى الخروج بزي بابا نويل كما انتشر في السنوات الأخيرة لباس بابا نويل بمقاسات صغيرة للأطفال وبألوان مختلفة لكن الصورة التقليدية لـ سانتا كلوز تبقى هي الخالدة في الأذهان.
وكانت شجرة عيد الميلاد هي الطقس الآخر المرتبط بأعياد الميلاد ورأس السنة حيث يقوم الناس عادة بوضع شجرة خضراء داخل البيت تكون غالبا من أشجار الصنوبر دائمة الخضرة ويتفننون بتزيينها بأشكال متعددة كرمز للخير والرخاء الذي يأملون أن يتحقق مع فجر العام الجديد.
وترجح الروايات أن الألمان أول من استخدمها في الأعياد بينما عرفتها أمريكا عام 1776 وقد تم تزيين أول شجرة في مدينة ستراسبورغ الفرنسية سنة 1605 بالتفاح الأحمر والورود وأشرطة من القماش ولا تزال محفوظة حتى اليوم.
بينما كانت أول شجرة ضخمة تلك التي أقيمت في القصر الملكي في إنكلترا سنة 1840 في زمن الملكة فيكتوريا ومن بعدها انتشر بشكل سريع استخدام الشجرة كجزء أساسي في احتفالات أعياد الميلاد ليس فقط في الدول الأجنبية ولكن أيضا في العديد من الدول العربية حيث يتم تنصيبها قبل العيد بعدة أيام .
وتنتشر شجرة عيد الميلاد بشكل واسع هذه الايام ليس داخل المنازل فقط بل في الأماكن العامة والأسواق وأمام المحال التجارية كتقليد سنوي وظهرت بألوان وأشكال وأحجام مختلفة وزينة متنوعة وتم الاعتماد على الأشجار الصناعية بدرجة كبيرة في تجهيزها وهي لا تزال تضفي في الأيام الأخيرة من كل عام رونقا خاصا وجمالية اعتاد الناس على انتظارها .