دمشق-سانا
قصائد وطنية ووجدانية تضمنها اللقاء الشعري الذي نظمه المركز الثقافي العربي في أبو رمانة تحت عنوان (قصائد بين الأصالة والمعاصرة) حيث قدمت الشاعرتان خلود قدورة ونبوغ أسعد نصوصا اقتصرت على الأسلوب الموزون والمدرسة الأصيلة بينما ركزت مواضيع النصوص على مواجهة الحرب الإرهابية على سورية والعدوان الصهيوني.
وفي نصها أرسل عيونك ذهبت الشاعرة قدورة للتضامن مع القدس والدعوة لنصرتها من أجل أن تبقى عربية محافظة على هويتها وذلك عبر البحر البسيط حيث قالت:
“أرسل عيونك نحو القدس منصرما.. واجمع رفاقك إن الأمر قد حسما
القدس ما القدس إن الله قدسها.. فاختر إذا نصرها ما عاش من هزما
واسمع نداء دم في الأرض يصرخنا.. من أجل عزتكم كم قد سفكت دما”.
بينما جاءت قصيدتها وشوشات غزلية النزعة تناولت فيها مشاعر فتاة تقع في الحب للمرة الأولى وما ينتابها من خلجات عاطفية بأسلوب عفوي بعيد عن التكلف فقالت:
“قال اقتربي لي يا شمسي.. لأوشوش روحك بالهمس
فسمعت كلاما ذوبني.. وأضعت النفس عن النفس
وحسبت بأني عصفور.. قد طار بظل الفردوس
وبأني ليلاه الولهى .. وبأن الخل غدا قيسي”.
وألقت الشاعرة نبوغ أسعد عددا من قصائدها التي انتقدت فيها مواقف العرب من الحرب على سورية بأسلوب شعري يعكس شدة الانتماء باتجاهين الأول التمسك بالوطن والثاني التمسك بأصالة النص الشعري فقالت في قصيدة المتآمرون:
“هم الذين على أعتابنا وقفوا.. باعوا الكرامة ما في رأسهم شرف ذاقوا المذلة حتى انهار موقفهم.. في طعمها المر ذاقوها وما عرفوا نحن الأسود إذا جاءت تنازلنا.. تلك الكلاب فإن الشمس تنكشف”.
وفي قصيدتها بوح وعتب تداعت ذكريات منزلها وبلدها وقريتها التي اضطرت بدافع الإرهاب إلى الابتعاد عنها فتدفقت العاطفة وجاءت الاستعارات والألفاظ لتكون في خدمة الحنين فقالت:
“خبأتك يا ورودي في الجبال.. فهلا قلت في شوق تعالي
تقاسمنا جراحات وبلوى.. تئن على متاهات السؤال
لماذا يا ورودي انكسرنا.. وكان مكاننا كالشمس عالي”.
ثم سلط الإعلامي سامر الشغري خلال اللقاء على بعض الرؤى والقراءات النقدية على النصوص معتمدا على التحليل البنيوي لتراكيب القصائد وعلى العاطفة الوطنية التي كانت سببا في كتابتها.
محمد خالد الخضر