دمشق-سانا
بمشاركة ممثلين عن مختلف الوزارات والهيئات والجامعات والمؤسسات والمراكز البحثية نظمت الهيئة العليا للبحث العلمي في مقرها بدمشق اليوم ورشة عمل من أجل إيجاد الاليات التنفيذية للترابط بين الخبراء والباحثين السوريين المغتربين والجهات العلمية البحثية في الوطن الأم سورية بما يضمن الارتقاء بمستوى البحث العلمي الداخلي والتطوير التقاني.
وأكد المدير العام للهيئة العليا للبحث العلمي الدكتور حسين صالح في كلمته أن الورشة تأتي ضمن سلسلة من الأعمال التي تقوم بها الهيئة تحضيراً لإطلاق السياسة الوطنية للعلوم والتقانة والابتكار الشهر القادم مبيناً أن التعاون الدولي يشكل أحد مدخلات هذه السياسة ومن ضمنها التعاون مع الباحثين المغتربين السوريين الذين يملكون خبرات مهمة في مختلف القطاعات الزراعية والصحية والخدمية.
ولفت الدكتور صالح إلى أن الهيئة تعمل على وضع إطار علمي شرعي أخلاقي ونظام للتعاون مع هؤلاء الباحثين من أجل استثمار الخبرات الكامنة لديهم بما يسهم في خدمة السياسة الوطنية التي تعد أبرز مهامها وفقا لمرسوم إحداثها رقم 68 لعام 2005 مشيراً إلى أن الهيئة ستنظم خلال العام القادم ورشات عمل تخصصية تستقدم خلالها هؤلاء الباحثين بالتنسيق مع وزارة الخارجية والمغتربين ومختلف القنوات الدبلوماسية والشرعية.
من جانبها أكدت معاون وزير التعليم العالي لشؤءون البحث العلمي الدكتورة سحر الفاهوم أن الوزارة وجميع قطاعات الدولة بحاجة للاستفادة من كل منبع علمي سواء داخل الوطن أو خارجه حيث توجد خبرات سورية مؤءهلة في الخارج لا يستهان بها ترغب في المساعدة ودعم الوطن ويجب العمل على جلبها وتقديم التسهيلات لها وإيجاد التشريعات اللازمة من أجل ذلك بما يحقق الاستثمار الأمثل لأبحاثهم ولا سيما المتعلقة بأحدث وسائل التكنولوجيا والتقنيات المتطورة معربة عن أملها في أن تكون توصيات الورشة عملية وتحقق هذا الأمر.
وخلال الورشة قدم مدير إدارة المغتربين بوزارة الخارجية والمغتربين محمد إبراهيم عرضاً حول دور ومهام الوزارة فيما يتعلق بالمغتربين السوريين ومساهمتهم في البرنامج الوطني التنموي لسورية ما بعد الحرب الإرهابية على سورية المزمع طرحه نهاية هذا العام مبيناً أن نسبة لا بأس بها من السوريين المغتربين في الخارج يمتلكون مؤءهلات علمية وثقافية ومهنية عالية أهلتهم لشغل مواقع رفيعة في مجتمعاتهم الجديدة.
ولفت إبراهيم إلى أن إشراك الكفاءات الاغترابية بشكل ممنهج في عملية التنمية الوطنية بمختلف جوانبها يشكل أحد أهداف العمل الأساسية التي تسعى وزارة الخارجية والمغتربين لتحقيقها مبينا أن برنامج العمل الخاص باستثمار الكفاءات في المغترب يقوم على ربط الكفاءات والخبرات المغتربة مع المؤسسات والقطاعات المختلفة في سورية وكذلك تشجيع الاستثمار الاغترابي حيث تشمل برامج عمل الوزارة كل ما يتعلق بإعادة الإعمار.
وأشار ابراهيم إلى انه تم مؤءخرا إحداث مكتب في وزارة الخارجية والمغتربين باسم مكتب الشؤون الاقتصادية وإعادة الإعمار مهمته التنسيق بين السفارات السورية في الخارج والجهات الحكومية المعنية من أجل تسهيل إجراءات إعادة الإعمار لقطاعات الدولة المختلفة مؤكداً أن الوزارة مستعدة لتوفير الربط بين الهيئة العليا للبحث العلمي والخبراء المغتربين وفق احتياجات الجهات العامة المختلفة وتحديد الأولويات تماشياً مع السياسة الوطنية للعلوم والتقانة والابتكار وتحديد الخبرات المطلوبة من هؤلاء المغتربين وكذلك العمل على إحداث قاعدة بيانات لديها عن الخبراء والباحثين السوريين من أجل سهولة التواصل معهم.
من جهتها استعرضت الدكتورة أيسر ميداني رئيسة مجلس أمناء شبكة العلماء والتقانيين والمجددين والمبتكرين السوريين في المغترب “نوسيتا” تجربة الشبكة بهذا المجال في سورية مبينة أن الهدف الرئيسي لهذه الشبكة التي تأسست عام 2001 هو تمكين الاختصاصيين السوريين العاملين في الدول الصناعية الكبرى من المساهمة بفعالية في التطوير العلمي والتقني لبلدهم الأم سورية إضافة إلى تأمين تدريب مهني وأكاديمي للسوريين العاملين في عدة مجالات بالتعاون مع إخوانهم في دول المغترب وتعزيز وإغناء منظومة الإبداع والابتكار الوطنية السورية ومكانة سورية العلمية ومشاركتها الفاعلة في الساحات العلمية الدولية.
ولفتت الدكتورة ميداني إلى أن الشبكة تعمل على دعوة الباحثين السوريين للمشاركة في المشاريع والبرامج العلمية التي تقام في المؤسسات العلمية والأكاديمية المتطورة في الدول المتقدمة والتي تدار من قبل العلماء والخبراء السوريين في هذه الدول وإقامة نظام للتواصل المستمر بين أعضاء الشبكة في المغترب ونظائرهم في الوطن الأم سورية.
ومن مركز الدراسات والبحوث العلمية تحدث الدكتور آصف دياب عن التكنولوجيات الجديدة والبازغة التي يقترح أن يعمل بها الباحثون والعلميون والتقنيون السوريون المغتربون في مرحلة ما بعد الازمة مستعرضاً خلال ورقة عمل قدمها عدة محاور أبرزها التكنولوجيا والابتكار لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي والمنظومة السورية للابتكار ومكوناتها والشكل العام لسيرورتها والتحديات التي تفرضها التكنولوجيات الجديدة وتداعياتها وسمات التكنولوجيات الأكثر تأثيرا ومعاييرها المسيطرة وتداعيات العمل في التكنولوجيات الواعدة في سورية.
وكانت الهيئة العليا للبحث العلمي نظمت خلال الأيام الماضية ورشتي عمل بهدف تعزيز الصلة والترابط بين الجهات العلمية البحثية والقطاعات الإنتاجية والخدمية الطالبة للبحث العلمي والمستفيدة منه إضافة إلى تسليط الضوء على العديد من الحالات الناجحة في هذا المجال بما يؤدي إلى تعزيز جسور الثقة بين الجانبين لما فيه خير الوطن والمواطن وكذلك مناقشة النظام الداخلي الأساسي للجنة الوطنية لأخلاقيات المعارف العلمية والتكنولوجية من أجل إقراره والعمل به مع إطلاق السياسة الوطنية للعلوم والتقانة والابتكار الشهر القادم.
وأصدرت الهيئة في الثاني عشر من شهر تشرين الأول الماضي تقريرها الأول حول السياسة الوطنية للعلوم والتقانة والابتكار والذي أعدته بالتعاون مع العديد من الجهات الوطنية العامة والخاصة.
يذكر أن رئاسة مجلس الوزراء أطلقت عام 2013 مشروع رسم السياسة الوطنية للعلوم والتقانة والابتكار بهدف التعرف على الوضع الراهن للعلوم والتقانة في سورية ووضع الاستراتيجية الوطنية العلمية وخطط تنفيذها ما يتناسب مع متطلبات كل مراحل اعادة الإعمار.
هيلانه الهندي