دمشق-سانا
تركزت مناقشات الجلسة الرابعة للملتقى الحواري الفكري الوطني الذي انطلقت أعماله في مكتبة الأسد صباح اليوم تحت عنوان “المواطنة والعروبة والقدس الشريف في ظل الرسالات السماوية والفقه الدستوري والمبادئء الدولية “حول تأثير الاعلام الجديد على مفهوم المواطنة والقدس في الفقه الدستوري والقانون الدولي والمواطنة والمذهبية والهوية وثقافة الحوار والعيش المشترك.
وفي عرض حمل عنوان المواطنة والقدس والعروبة في الفكر والقانون الدولي أوضحت الدكتورة أمل يازجي استاذ مساعد في القانون الدولي بكلية الحقوق جامعة دمشق أن القانون الدولي جاء ليدعم ويشرح مفهوم المواطنة التي تبدأ بحمل الجنسية وتنتهي بأعلى مراتب المواطنة وقالت:”من أول الحقوق التي تقر للشعوب هو حق تقرير المصير وكل الوثائق الدولية تتحدث عن هذا الحق وجاءت تلك الوثائق متتالية لتمنح هذه الشعوب كل الوسائل للوصول إلى تقرير مصيرها”.
وأشارت يازجي إلى أن فكرة تمزيق فلسطين جاءت في القرار /181/أي بعد نشوء منظمة الأمم المتحدة وبعد استقرار مفهوم حق الشعوب في تقرير المصير مؤكدة أن كل من يعتبر أن القدس مدينة دولية أو أنها مجزأة يعبث بحق أساسي من حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره ويعبث بكامل فلسطين وعلى رأسها مدينة القدس الشريف معتبرة أن القانون الدولي لا يمكن أن يمنح الأداة للمعتدي لمحو الهوية.. والمواطنة في القانون الدولي تكون كاملة عندما يحصل الشعب الفلسطيني على حقه في العودة وتقرير المصير.
وعن تأثير الإعلام الجديد على مفهوم المواطنة أوضح الدكتور بطرس حلاق عضو الهيئة التدريسية في مجمع الفتح الاسلامي أن شبكات التواصل الاجتماعي هي أحد أشكال الإعلام الجديد واستطاعت الاستئثار خلال فترة قصيرة بالشريحة الأساس في المجتمع وتمكنت من خلق عالم افتراضي لكل فرد اعتبره الأفضل وولدت لديه إحساساً بانه ينتمي لهذا العالم كما طرحت مفاهيم كثيرة خاطئة منها المواطنة الافتراضية التي ولدت كوسيلة وبدء موت الهوية الوطنية كقيمة وكرابطة روحية بين الفرد وامته وولدت موجة الاغتراب وتشتيت قيم الانتماء لدى الشباب داعيا المؤسسات الاجتماعية والتعليمية والتربوية والجامعية إلى الاهتمام أكثر بإنشاء جيل يعي ما ينتقي من التكنولوجيا الحديثة والاستفادة منها بشكل ايجابي لوطنه.
جهته أشار الدكتور سفير أحمد الجراد مدير عام مؤسسة القدس الدولية في عرضه عن مخاطر نظرية التخندق والاكتفاء بما يقدم لنا من معلومات بغض النظر عن ماهيتها ونوعها ومخاطرها ومصادرها إلى ضرورة التنبه إلى الأفكار التكفيرية التي نشرها التنظيم الإرهابي “داعش” في المناطق التي سيطر عليها وكيفية العمل على محوها وإحلال أفكار مكانها ذات قيمة انسانية مؤكداً ضرورة التنسيق والتكاتف بين مختلف النظم التعليمية والتربوية والدينية للحصول على المفهوم الصحيح للمواطنة والتفريق بينها وبين التعايش.
ودعا الجراد العالم الاسلامي وجميع الفصائل الفلسطينية إلى التوحد لمواجهة ما يخطط لمدينة القدس واعتبارها هي البوصلة.
محمد خير عكام عضو الهيئة التدريسية في كلية الحقوق وعضو مجلس الشعب أكد أن المواطنة كانت احد المبادئء الأساسية في صياغة الدستور السوري والمواطنين متساوون في الحقوق والواجبات إلا أن المعنى السياسي للمواطنة يختلف لدى بعض الدول وقال:”إن أي انتماء يجب إلا يكون على حساب الانتماء الوطني والهوية”.
بينما أوضح أحمد المفتي المشرف الثقافي والفني على الرواق الشامي للفنون والتراث والحضارة في مجمع الفتح الإسلامي أن المواطنة هي قضية وطنية وكل ما جاءت به اتفاقية سايكس بيكو مفروض علينا داعياً جميع أطياف المجتمع إلى الدفاع عن مدينة القدس الشريف.
وأكد الدكتور حسام الدين فرفور المشرف العام على مجمع الفتح الاسلامي أن الكيان الاسرائيلي عبارة عن عصابات جلبت من جميع أنحاء العالم ليس له حدود ولا هوية ولا انتماء ولا دستور و القدس يعني فلسطين بحدودها وهويتها ومعالمها لافتاً إلى أن المواطنة هي توازن بين الحقوق والواجبات.
وناقش الملتقى في جلسته الختامية كيفية بناء سورية الحديثة على أساس المواطنة فيما بعد الأزمة “التشخيص والعبر والحلول” ومفهوم المواطنة والقدس في الفكر الانساني والقيم العالمية .. وبناء ثقافة المواطنة وقدسية القدس الشريف وفلسطين …والشام المباركة والقدس المشترك الإنساني “أرض الرسالات ومهد النبوات وملتقى الحضارات”.
سفيرة اسماعيل