S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
حماة – سانا
بعد أن كانت في الماضي عبارة عن جمعية عادية محدودة الأنشطة تقدم خدماتها المادية والمعيشية والاجتماعية والصحية لنحو 3 آلاف أسرة في حماة أصبحت في ظل الظروف الراهنة علامة فارقة على صعيد محافظة حماة وتحولت إلى مؤسسة ضخمة ذات مشاريع خيرية وتنموية وإنتاجية وتأهيلية يفوق عدد المستفيدين منها حاليا 90 ألف أسرة سواء في المحافظة او من الوافدين إليها من باقي المحافظات.
الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية تحرص من خلال مجمل المبادرات والمشروعات التي تنفذها لتخفيف المعاناة عن المتضررين والوافدين والفقراء.
ويقول محمد رشواني المدير التنفيذي للجمعية في تصريح لمراسل سانا إن نشاطات الجمعية شملت تنفيذ مشاريع تنموية وإنتاجية وتدريبية واجتماعية نوعية وانتقلت من تقديم المعونات والسلات الغذائية إلى تشغيل المتضررين من الحرب والوافدين ودعمهم في إطلاق مشاريع لديهم خبرة وتجربة في إدارتها وتشغيلها بهدف إيجاد فرص عمل دائمة تناسب ظروفهم ومهاراتهم المهنية وتضمن كرامتهم وراحتهم واستقلاليتهم.
نصر الخاني مدير قسم المشاريع في الجمعية قال لـ سانا “إن من أبرز المشروعات التنموية والإنسانية الرائدة المنفذة من قبل الجمعية بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مشروع حلم الذي يشتمل على 10 برامج رئيسية تهدف في مجملها إلى النهوض بالأوضاع الإنسانية للوافدين للمحافظة كالمشروع الطبي ويقدم الخدمة الطبية المجانية التي استفاد منها خلال العام الجاري نحو 155 ألف شخص في حين تم إجراء 2700 عملية جراحية متنوعة فضلا عن تقديم 2640 جهازاً طبياً وحركياً مثل كراسي العجرة والعكاكيز بأنواعها وأجهزة مساعدة على المشي ووكر وفرشات هوائية لزوم المرضى المقعدين.
وأوضح الخاني أن مشروع حلم يتضمن أيضا خدمات الدعم النفسي والتي تستهدف كل الشرائح عبر تنفيذ أنشطة وبرامج متعلقة بهذا الشأن مع إحالة المرضى الذين يحتاجون لعلاج نفسي الى مركز للأطباء المتخصصين على نفقة الجمعية وكذلك هناك برنامج دعم الاحتياجات الخاصة للأطفال من عمر 3 إلى 9سنوات الذين يعانون من التوحد وإعاقات ذهنية متوسطة وخفيفة ومتلازمة داون حيث يستهدف المشروع هؤلاء الأطفال وأسرهم بهدف تعزيز تواصلهم الاجتماعي
وتنمية وتحريض قدراتهم الذهنية وهناك برنامج حماية الطفولة التي تعنى بمشكلات الأطفال غير فاقدي الأهل حيث يتم العمل على إرجاعهم للمدرسة وتأهيلهم وتدريبهم على مهن ودمجهم في مجتمعهم ومعالجة أي حالة تشرد أو عمالة مبكرة يواجهونها.
وأضاف الخاني إن المشروع أيضا يتضمن برنامج الوقاية ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي الرامي إلى نشر الوعي في المجتمع حول حقوق المرأة والحد من مظاهر العنف التي تمارس بحقها من مختلف النواحي وتمكينها وتأمين فرص عمل لها علاوة على تقديم خدمات طبية واستشارات قانونية متخصصة لها في حال تعرضها لأي حالة عنف مع متابعتها لضمان التعافي منها.
ويتضمن المشروع ايضا برنامجا تعليميا يركز على طلاب الشهادتين الوافدين من خلال تأمين دروس وكتب وقرطاسية لهم مجاناً لافتا إلى أن عدد الطلاب المستفيدين من هذا البرنامج خلال العام الجاري يزيد على 3 آلاف طالب.
ويستأثر برنامج استعادة سبل العيش حيزاً مهماً من مشروع حلم حيث ينقسم إلى ثلاثة محاور هي التدريب المهني وتوزيع الحقائب المهنية المتضمنة أدوات صيانة وإصلاح وتوزيع منح إنتاجية صغيرة كدعم مالي لمن فقد عمله خلال الظروف الراهنة ونزح عن منزله في تأسيس مشروع مدر للدخل له ولأسرته وذلك بعد إخضاعه لدورة حول كيفية إدارة مشروع والجدوى الاقتصادية والإنتاجية منه حيث كشف مدير قسم المشاريع في الجمعية أنه تم خلال العام 2017 تمويل 60 مشروعاً صغيراً بمبلغ نحو 800 ألف لكل منها وجميع المستفيدين من الوافدين إلى حماة.
كما خفف برنامج المساعدات العينية ضمن مشروع حلم من وطأة ومعاناة نزوح الأهالي عن منازلهم حيث فاق عدد الأجهزة المنزلية الموزعة عليهم 2400 جهازا وهذا البرنامج يأتي تماشياً مع برنامج تأهيل مباني العائدين لمنازلهم الذي استهدف هذا العام 50 منزلا متضررا جزئيا من حيث إعادة ترميمه وذلك في بلدة معردس بكلفة إجمالية بلغت 50 مليون ليرة سورية ناهيك عن تقديم معونات إغاثية شملت ألبسة شتوية وفرشا ومجموعات إغاثية متنوعة.
وتنفذ الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية بالشراكة مع منظمة اليونيسيف أيضاً مشروع عطاء الذي يستهدف جميع المتضررين والفقراء جراء الأزمة مع التركيز على الشرائح الأكثر احتياجا كالأطفال والنساء والنهوض بواقع النظافة وتدوير النفايات والمياه والاصحاح إضافة إلى البرامج الموسمية التي جرت العادة على اطلاقها ومنها برنامج العودة للتعلم وهو عبارة عن عمل ميداني يحض الأسر على إرسال أبنائها للمدارس ومتابعة تحصيلهم الدراسي.
عبد الله الشيخ
