دمشق-سانا
يتطرق الشاعر أوس أحمد أسعد في مجموعته الجديدة “كنهر أعلى السروة أو كجناح” لمواضيع متنوعة تذهب في مناح إنسانية واجتماعية عبر رؤى وخيالات واسعة وتداعي الذكريات.
وللدلالات مكانتها في مجموعة أسعد فهو يعتمد على الإيحاءات المعبرة عن كلمات استعارها ليستخدمها كنايات في جمله التعبيرية كقوله في قصيدة “سنونوة واحدة لا تكفي”: “على الجبهات وفي الخنادق ثمة مجهولون كثر .. يسطرون الشعر بطريقتهم .. ويسبحون باسم الحياة أيضا”.
ثم تأتي في قصيدة “لا توقظ الموت دعهم يحلمون” صورة الشهداء في تكوين تشكيلي مليء بالعاطفة الوطنية الصادقة وبالمحبة التي يكنها لمن ضحى بروحه في سبيل وطنه فهم عنده كالورود فيقول: “شقائق النعمان .. دماء الشهداء .. تتدلى من النوافذ العالية .. وشقوق المساءات .. من يجيب نداء شقيقات النعمان”.
وإلى من يشعلون الحروب يوجه أسعد سهام نقده بأسلوب يجمع بين السخرية والجد فجاءت القصيدة موجعة حتى تتمكن من الوصول إلى ما تصبو إليه فقال: “سأطعنكم بالمديح حتى آخر نرجسة .. يا من تنصبون فخاخا للبطولة على مرآة الشهداء .. سأغدق عليكم النياشين والألقاب .. حتى تتقوس أكتافكم وتنحني صدوركم ممرغة بالوحل”.
المجموعة الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب والتي تقع في 160 صفحة من القطع المتوسط جاءت معبرة عن خلجات منبثقة في ضمير الشاعر عبر حداثة شفافة تصل إلى مستوى الشعر بجدارة.
للشاعر أوس أسعد ست مجموعات شعرية منها ستفتك بك امرأة عالية التفاح وسوناتا عذوبة تبعثر الكستناء وغابة المفردة ونشيد الغبار المطلق.
محمد خالد الخضر