حمص-سانا
برزت القصة القصيرة جدا في سورية كأسلوب أدبي جديد استهوى الكثيرين من الأدباء والهواة فبرعوا في سبر أغواره.
والقصة القصيرة جدا نوع حديث من الأدب انتشر في الفترة المعاصرة حيث لا تتجاوز طول القصة بضعة أسطر وتتجلى أركانها في الجرأة والتكثيف وفعلية الجملة والسخرية والادهاش واستخدام الرموز والاعتماد على الخاتمة المتوهجة والعنوان المرتبط بها.
وفي الوقت الذي يرى فيه بعض النقاد ومناصري القصة القصيرة أن هذا النوع الأدبي من القصة القصيرة جدا لا قواعد له من حيث المضمون.. ومنهم من وصفه بالخاطرة أو الومضة الشعرية.. فإن شعبيته تتسع اليوم على صفحات التواصل الاجتماعي وفي الملتقيات الأدبية وعقد المؤتمر الأول له العام الماضي في دمشق.
وعن هذا النوع الأدبي أوضح رئيس رابطة القصة القصيرة جدا في سورية الناقد الدكتور محمد ياسين صبيح في حديث لسانا أن القصة القصيرة جدا
تواجه تحديا من بعض كتابها معتبرا أن هذا النوع الأدبي الجديد نجح خلال السنوات الثلاث الأخيرة في إبراز نفسه على الساحة الأدبية وأصبحت نشاطاته تنتشر بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تويتر” وغيرها.
وقال صبيح: إن “الرابطة سعت إلى تبني هذا النوع الجديد من الأدب من خلال الملتقيات التي تحتضنها والتي تسهم في تحسين أداء كتابها وأسلوبهم للإرتقاء به نحو الأفضل وتعمل بالتعاون مع كتابها على إيجاد مقر لها يمثلها كي تستطيع أن تقدم نتاجاتها من كتب ونشاطات مثل الروابط الأخرى”.
ولفت صبيح إلى أن فن القصة القصيرة جدا يقوم على قواعد التكثيف وعدم الإطالة في الشرح في الوقت الذي يشتبك به مع الأنماط الأدبية الأخرى مثل الخاطرة مع عدم التضحية بالحكائية والحدث.
بدوره تساءل الناقد علي الراعي عن أسباب عدم قبول الهيئة العامة للكتاب خلال السنوات الخمس الأخيرة لإصدار مخطوطات القصة القصيرة جدا لافتا إلى القيمة الأدبية للجنس الأدبي الجديد الذي احتضنته على مدى سنوات الصحف المحلية وشكل واحدا من الأنواع الصحفية وليست الأدبية.
مديرة المركز الثقافي بحمص الأديبة والكاتبة خديجة بدور قالت: إن “فن القصة القصيرة جدا من أحدث الأشكال الأدبية في اللغة العربية وهي تحمل مواضيع اجتماعية وسياسية إلى جانب المواضيع الأدبية وتعتمد على قصر الحجم والإيحاء المكثف والرجعة القصصية”.
وأشارت بدور إلى الأصوات التي قدمت نفسها بقوة في ميدان القصة القصيرة جدا واقتربت من الشعر وشكلت لوحة فنية في هذا الميدان الأدبي الجديد.
بدورها القاصة فاطمة الأسعد رأت أن فن القصة القصيرة جدا أبهر الجمهور بالحرفية في كتابة القصص التي كانت عرضت وكانت أشبه بلوحات شعرية لامست الواقع وهموم الناس والمرأة.
حنان سويد