الغارديان: مسؤولون أوروبيون يحذرون من هجوم إرهابي ضخم على أوروبا

لندن-سانا

حذر مسؤولون أوروبيون رفيعو المستوى من أن هجوما إرهابيا ينفذه متطرفون إسلاميون قد يكون أمرا محتوما تقريبا ولا سيما مع عودة الأوروبيين من تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي من سورية والعراق الى بلدانهم .

ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن المسؤولين الذين وصفتهم بالمطلعين على الخطط الامنية والدبلوماسية والاستخباراتية التي تتخذ حاليا في اوروبا في محاولة لمواجهة هذا التهديد ” إن الهيئات الأوروبية تخضع لضغوط اميركية كبيرة لاحتواء هذا الخطر المتمثل في الآلاف من المواطنين الأوروبيين الذين يقاتلون في سورية والذين سيعودون الى بلدانهم والى الولايات المتحدة نفسها غير ان اوروبا تجد صعوبة في ذلك وهي تصارع لتطوير ادوات واليات متناسقة لتخفيف خطر وقوع عمل وحشي”.

وقال مسؤول أوروبي مشارك في النقاشات الأمنية والسياسية حول احتمال وقوع هجوم في أوروبا ” إن الأمر مخطط له بشكل مسبق .. ولدينا مؤشرات واضحة بان هذا ما يفعله المقاتلون الاجانب الآن .. وهو الخطر والتهديد الاساسي الذي يواجهنا”.

ومن المقرر أن يجتمع وزراء داخلية الدول الـ 28 الاعضاء في الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ خلال اسبوعين لبحث سبل التوصل الى سياسة موحدة لمواجهة الخطر.
وقال المسؤول الأوروبي للغارديان “إن مجلس الشؤون الداخلية في الاتحاد تساوره المخاوف من هذا الامر” لافتا إلى أن مسؤولي إدارات الشرطة لا يعلمون بعد كيف يتكيفون مع الامر وهم متخوفون من أن تخرج الامور عن السيطرة بشكل كامل وقد يكون الامر قد تاخر كثيرا للاستعداد لهذا الخطر.

في حين قال جيل دي كيرشوف المنسق الاوروبي لشؤون مكافحة الارهاب في مقابلة منفصلة “إن مديرين تنفيذيين من مزودي وسائل التواصل الاجتماعي ومن بينهم مسؤولو تويتر ويوتيوب و فيس بوك وغوغل سيحضرون اجتماع وزراء الداخلية في لوكسمبورغ في محاولة لحرمان تنظيم /داعش/ الارهابي من استغلاله المؤثر والقوي جدا للانترنت”.

وحدد دي كيرشوف عدد مواطني الاتحاد الاوروبي الذين انضموا للتنظيمات الارهابية في سورية بنحو ثلاثة الاف شخص مضيفا “ليس لدينا احصائيات محددة غير ان تدفق المقاتلين لم يتوقف .. العدد كبير وهو لا يتوقف عن الازدياد”.

ولفتت الغارديان الى أن مسؤولين أميركيين “رفيعي المستوى” في الاستخبارات والامن الداخلي حضروا اجتماعات صناع السياسة في الاتحاد الاوروبي بسبب مخاوف واشنطن بشان قدرة بعض الارهابيين الاوروبيين على الدخول الى الولايات المتحدة بسهولة كبيرة بموجب برنامج الغاء تاشيرات الدخول وهم يدرسون هذا الاحتمال بجدية كبيرة.

ومن بين البرامج التي يناقشها مسؤولو الاتحاد لمواجهة عودة الارهابيين الذين صدروهم الى سورية ويعملون حثيثا لمنعهم من العودة الى بلدانهم برنامج / تسجيل اسماء الركاب/ لجميع رحلات الاتحاد الاوروبي الجوية ويعارض هذا البرنامج البرلمان الاوروبي على اساس حماية الحريات المدنية فالبرنامج سيراقب ويجمع معلومات عن ملايين المسافرين العاديين.

وفيما يقابل المسؤولون الالمان المتمسكون بحماية البيانات الشخصية للمواطنين البرنامج بفتور فانهم يطالبون بتطبيق اجراءات مراقبة وسيطرة اكثر صرامة وتشديدا في منطقة /شينغين/ بموجب/ نظام المعلومات في شينغين/ .

غير أن بريطانيا التي يعتقد بانها مصدر نحو ربع “الجهاديين” الاوروبيين الموجودين في سورية ليست عضوا في نظام شينغين لانها اختارت ان تكون خارج جميع ادوات الاتحاد المتعلقة بالقضاء والشوءون الداخلية .

وتقول متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية إن السلطات في بريطانيا تعتقد بان اكثر من 500 بريطاني او اشخاص لهم علاقة ببريطانيا سافروا الى سورية والعراق .. معتبرة ان مسالة اعطاء ارقام محددة بهذا الخصوص امر صعب “بالطبع”.

فيما يقول محافظ بروكسل ايفان مايور “إن خطر عودة الجهاديين ليس امرا افتراضيا انه مؤكد وحقيقي” مشيرا إلى انه يدرس 14 ملفا لمتطرفين من بلجيكا .

ويبدو ان دول الغرب باتت تدرك تماما الان ان اللعب بالنار امر محفوف بالمخاطر فالنار لابد ان تنتشر وتحرقها في النهاية وان اطلاقها لالاف الاشخاص المشحونين بايديولوجية الارهاب والتطرف وكراهية الانسانية وتقديم الدعم غير المحدود لهم وتمويلهم وتدريبهم وارسالهم الى الدول الاخرى على امل تنفيذ اجندات الغرب في تقويض هذه الدول وتدميرها لابد ان ينعكس عليها في نهاية الامر ليمتد الدمار والارهاب ليطال اراضيها ومواطنيها في النهاية .