الشريط الإخباري

معرض ظرف زمان…عندما ينتقل الفن إلى الشارع

اللاذقية- سانا

في أحد الأزقة المؤدية إلى شارع 8 آذار وسط مدينة اللاذقية وجد المارة أنفسهم وجها لوجه ودون سابق انذار أمام عشرين عملا فنيا حملت توقيع الفنانين طلال علي ومضر سليمة اللذين اختارا ان يكون الشارع حاضنا لمعرضهما الفني “ظرف زمان”.

ليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها اللاذقية معرضا فنيا يقام في الشارع فسبق أن قدم الفنان سموقان في الثمانينيات تجربة مشابهة ليكررها الفنان مضر سليمة عام 2005 بالتعاون مع خمسة فنانين آخرين ويستأنفها بعد غياب 12 عاما هذه المرة بعناوين لم تغب عنها انعكاسات الأزمة وتناقضاتها ولا سيما أنها تعتبر حصيلة عامين من العمل الفني الذي ظهر على شكل ثنائيات الفرح والحزن والموت والحياة والخوف والجرأة.

وأوضح الفنان سليمة أن “اعتماده البالونات الملونة كحامل اساسي لم يكن عبثيا فالبالون ذو المنظر المبهج هو في الحقيقة كتلة فارغة تلفت الأنظار دون أن تحمل قيمة حقيقية” لافتا إلى أن المعرض حقق الغاية المرجوة منه بمجرد تفاعل المارة الملموس مع الأعمال.

وقال سليمة “بالطبع سأكرر هذه التجربة بطروحات جديدة أو باستكمال مشروع التناقضات الذي أعمل عليه لكنني حاولت هذه المرة تنويع الأعمال سواء بتقديم لوحات عن الطبيعة المحيطة بنا أو من خلال اعتماد توليفة أنماط فنية كالتجريدي والسريالي والانطباعي والتعبيري دون التركيز على خط دون آخر”.

استخدام الألوان الزيتية بشكل أساسي في اللوحات جاء ملائما لطبيعة المعرض فالأعمال المخصصة للعرض في الشارع لا تحتمل الألوان المائية أو استخدام الرصاص بل تعتمد الألوان الزيتية نظرا لقدرتها على مقاومة عوامل الطقس المختلفة لكن الفنانين علي وسليمة استطاعا التكيف مع هذه الظروف سواء بتثبيت اللوحات أو استخدام التقنيات المناسبة لها وهو ما أشار إليه الفنان طلال علي مؤكدا أنه يمتلك عددا كبيرا من الأعمال المرسومة بتقنيات وألوان متنوعة لكنه اختار نتاجات عدة أعوام بما يناسب ظروف المعرض وطبيعته.

علي الذي اعتبر أن المعرض يشكل نوعا من الصدمات الإيجابية للجمهور وأصر على أن نجاح المعرض لا يرتبط بعملية بيع اللوحات بل بمجرد لفت الأنظار واستقطاب الجمهور ودفعه إلى التوقف والنظر لمضمون الأعمال مبينا أنه ركز في أعماله المختارة على المدرسة الانطباعية بخطوط نافرة تظهر فيها الحالات الانسانية والمشاهد الطبيعية والبورتريهات وكأنها تطل من خلف زجاج نافر وهي تقنية يفضلها إلى جانب تقنيات أخرى لم يتسن له عرضها هذه المرة.

عدد كبير من الفنانين التشكيليين والمهتمين بالشأن الفني اطلعوا على ما يحتويه المعرض فالفنان التشكيلي وائل فضة وجده “مبادرة فنية مميزة تحمل أفكارا متجددة سواء من ناحية الطروحات أو طريقة التقديم” ولا سيما أنه اطلع على تجربة مضر سليمة السابقة في العرض ضمن الشارع ووجد في هذه المرة تطورا ملحوظا من ناحية الأساليب وواقعية الأعمال.

أما الحسن حربا فعبر عن سعادته بهذه المفاجأة التي رسمت ابتسامة صغيرة على وجهه معتبرا أن السوريين كانوا وسيبقون منبعا للفرح وعلامة مميزة في مجال الفنون مهما تعرضوا لظروف قاسية تستهدف صمودهم وبقاءهم.

ياسمين كروم