السويداء-سانا
إضافة إلى عمارها القديم وموقعها المميز حيث تتربع فوق منطقة صخرية وعرة تحيط بها صبات بركانية ذات تشكيلات طبيعية جميلة تتأتى شهرة بلدة عريقة الواقعة على بعد نحو 24 كم إلى الشمال الغربي من مدينة السويداء من مغارتها التي تعتبر منحوتة فريدة صاغتها انامل الطبيعة.
ويشير مدير سياحة السويداء يعرب العربيد إلى أن الاغريق اطلقوا على القرية اسم أهاريت ويعني ينبوع الماء المتدفق موضحا ان البلدة شهدت حضارات متعددة حيث سكنها الانباط والرومان والعرب وتركوا الكثير من الشواهد والآثار.
ولفت العربيد إلى أن إعمار “عريقة” قديم ومن أهم آثارها بقايا معبد وثني يقع وسط البلدة ويعود إلى القرن الثاني الميلادي وبقايا أبنية متهدمة بيزنطية وإسلامية .
ويلفت العربيد إلى أن البلدة اكتسبت شهرة واسعة من خلال مغارتها التي تبعد نحو 100 كم عن دمشق حيث تحولت المغارة في السنوات الأخيرة إلى مقصد سياحي مهم ومتميز وأنيرت من الداخل وأقيم في التجويف الصخري قبل باب المغارة مطعم واستراحة في “مكان مدهش” بعد أن دخلت في طور عملية الاستثمار السياحي بشكل فعلي.
وتعد المغارة من أكبر الكهوف البازلتية ذات المنشأ الطبيعي في منطقة اللجاة وتعود لنحو 450 ألف سنة بحسب الباحثين حيث تم اكتشافها عام 1968 وهي تمتد في أقصى اتساع لها لمسافة 1460 متراً وتتألف من ثلاثة كهوف متصلة بأنفاق فيما بينها يبلغ طول الواحد منها نحو 450 متراً ويفصل بينها سردابان وتشكيلات صخرية حيث تنساب المياه من بين الصخور ويقع إلى جوارها نبع يروي القرية وبساتينها.
وتتميز المغارة بدرجة حرارة ثابتة صيفاً وشتاءً تبلغ 5ر17 درجة مئوية وهي بعمق بين 35و70 متراً عن سطح الأرض وبسماكة صخور بازلتية محيطة بها تتراوح بين 7 و45 متراً ويقع على مدخلها الرئيسي باب منحوت من الحجر البازلتي يعود تاريخه إلى العصر الكنعاني ويأخذ شكل قوس عرضه عند القاعدة 15متراً ويبلغ ارتفاعه وسطيا 10 أمتار.
ونتيجة لموقع البلدة المهم فقد أصبحت مركزاً لعدة مشاريع حيوية في المنطقة أهمها كلية الآداب والعلوم الإنسانية الثانية التابعة لجامعة دمشق ومنشأة للسجاد اليدوي.
يشار إلى أن بلدة عريقة ترتفع عن سطح البحر نحو 800 متر وتشكل بوابة لصبة اللجاة البازلتية ويخترقها من الشرق طريق الحج القديم وتحيط بها قرى نجران وحران ولبين وجرين وداما والخرسا ووقم ومجادل.
سهيل حاطوم