دمشق-سانا
في محله الصغير الذي تنتشر فيه عشرات القطع الخشبية المصنوعة بتقنية وفن وذوق يجلس بسام أمام آلة متواضعة لنشر وتقطيع الأخشاب يعمل بشغف دون اكتراث للغبار الذي يكسو ملابسه البسيطة جراء تقطيع الخشب وزخرفته.
وبمنتهى الرضا وابتسامة عذبة تعطيه نصيبه من اسمه يخبرنا بسام عن عمله الذي تحسن بعد أن حصل على قرض من برنامج مشروعي ليقيم ورشته الصغيرة في مدينة جرمانا بريف دمشق.
بسام علي رضا أحد المستفيدين من برنامج مشروعي الذي أطلقته الأمانة السورية للتنمية عام 2011 وفي عام 2015 أصبحت وزارة الادارة المحلية والبيئة شريكا استراتيجيا فيه بعد توقيع اتفاق تمت بموجبه مأسسة عمل البرنامج وتوسيعه ليصل إلى أكبر عدد من المستفيدين والمناطق الجديدة ودعم التجمعات السكانية من أجل تأسيس صناديق مالية غير ربحية تهدف لتقديم تمويل متناهي الصغر لدعم مشاريع صغيرة تكون مدرة للدخل.
في بداية لقاء مندوبة سانا معه يقول بسام “الحمد لله على كل شيء” مشيرا إلى أن عمله توقف نتيجة الظروف التي تمر بها البلاد إلا أن القرض الذي حصل عليه من برنامج مشروعي رغم ضآلته ساعده في الانطلاق مجددا كون محله يقع في حارة شعبية وهو ملك له وقطعه تعتمد على العمل اليدوي.
يعيل بسام أسرة من خمسة أشخاص بينهم شاب تعرض لإصابة بالغة نتيجة قذائف الإرهاب التي استهدفت المدينة ما جعله مقعدا.
ويسدد القرض التشغيلي البالغ 200 ألف ليرة على مدار ثلاث سنوات بعد فترة سماح مدتها ثلاثة أشهر اعتبارا من تاريخ إعطاء القرض بمقدار5500 ليرة شهريا فيما يسدد القرض التعليمي والبالغ 50 ألف ليرة بعد أول شهر من الحصول عليه بمعدل ثلاثة آلاف ليرة شهريا .
بسام عبر عن شكره للجهة المانحة والتي وقفت إلى جانبه ومنحته قرضا آخر باسم ابنه العاجز ما ساهم في زيادة انتاجه وتسويقه مؤكدا أنه يحب عمله الذي يعطيه سعادة لا توصف فهو “يتعامل مع الأخشاب التي يقوم بحفرها وتحضيرها على أنها جزء منه لتصبح أشكالا فنية تستخدم في الأعياد لغاية الضيافة”.
وحول أعداد العائلات الحاصلة على قرض من برنامج مشروعي بين رئيس لجنة البرنامج في مدينة جرمانا منير الأطرش في تصريح لـ سانا أن البرنامج انطلق عام 2013 في المدينة وبعد تشكيل اللجنة اسس صندوق المنح برأسمال 10 ملايين ليرة وزعت لنحو 54 طالبا وطالبة ومول نحو76مشروعا.
وأشار الأطرش إلى أنه وبعد عمل أكثر من ثلاثة اشهر تم التواصل مع المسؤولة عن البرنامج في الأمانة السورية للتنمية لزيادة رأسمال الصندوق وخلال 5 أشهر تم رفد الصندوق بـ 7 ملايين ليرة اضافية وزعت لنحو60 مقترضا بمعدل 125ألف ليرة لكل مشروع وبعد توقيع اتفاق الشراكة مع وزارة الادارة المحلية والبيئة تم منح الصندوق 5 ملايين ليرة أخرى وخلال هذا الشهر قدم إلى الصندوق 10 ملايين ما رفع رأسماله إلى 5ر22 مليون ليرة مبينا ان قيمة القروض الممنوحة والمدورة تقارب 60 مليون ليرة منحت لنحو 550 مقترضا.
مدير التخطيط والتنمية المحلية في وزارة الإدارة المحلية والبيئة المهندس مدين دياب أوضح في تصريح مماثل أن صناديق الإقراض الدوارة توجد حاليا في7 محافظات هي دمشق وريف دمشق والسويداء واللاذقية وطرطوس وحماة وحمص بإجمالي تمويل قدره 214ر2 مليون ليرة وإجمالي إقراض 579ر3 ملايين ليرة موزعة على 630 صندوقا فيما وصل عدد المستفيدين إلى 49883 مستفيدا مشيرا إلى أنه تمت إعادة تدوير رأس المال في محافظة حلب ب10 صناديق ومحافظة القنيطرة بصندوق واحد ومحافظة الحسكة بـ 3 صناديق .
واستهدف برنامج مشروعي خلال الأزمة الفئات الأشد فقرا ولا سيما أسر وذوي الشهداء والجرحى والمخطوفين والطلاب الراغبين في متابعة التحصيل العلمي وأصحاب الدخول المنخفضة وكان النواة لمساعدة هؤلاء في تأسيس مشروع صغير ومتناهي الصغر مكنهم اقتصاديا واجتماعيا.
سفيرة اسماعيل