الشريط الإخباري

جرن الحنطة والرحى أداتان تراثيتان حاضرتان في تلكلخ

حمص-سانا

لايزال جرن الحنطة رغم بساطته وبعده عن التعقيد وغزو الأدوات الكهربائية الحديثة للمطابخ يحتل مكانته في بعض بيوت الريف الحمصي فهو يحمل أسرار أشهى الأكلات كالهريسة والقمحية والسليقة بحكايات تنقل من جيل إلى آخر.

وجرن الحنطة عبارة عن قطعة حجر كبيرة محفورة في وسطها وبجانبها مدقة ثقيلة الوزن وقديماً كان يعد أهم قطعة في جهاز العروس وتقول السيدة سنية “65 عاماً” من أهالي تلكلخ أنها تعودت طهو كل أكلات القمح التي ورثتها عن أمها وجدتها بالجرن الحجري لأنها تلاقي استحساناً من عائلتها واحفادها لافتة إلى أنها تحرص على الاكثار من هذه الأكلات في الشتاء لأنها تغذي وتبعث على الدفء.

وأشارت إلى أن الأكلات التي تعد على الجرن تحتاج إلى جهد كبير في تحضيرها لذلك غالباً ما يقتصر إعدادها على المناسبات التي تجتمع فيها العائلة.

كذلك تجد منتهى مرعي نفسها “مرغمة” على استخدام الجرن لمذاق اكلاته المميز وتقول “أشعر بمتعة كبيرة أثناء استخدامي للجرن في إعداد مأكولاتي وأحياناً أجتمع مع جاراتي لدق الحنطة وندندن الأغاني الشعبية القديمة التي كانت تغنيها لنا امهاتنا وجداتنا”.

آلة تراثية أخرى لاتزال لها حضورها في بيوت الريفيات وهي الرحى التي تتكون من حجرين مستديرين وفي وسط الحجر الأعلى فتحة مستديرة يخترقها قلب الحجر السفلي الذي يشكل محوراً ثابتاً يدور حوله الحجر الأعلى حيث يصب الحبوب المراد جرشها.

وتشير فاطمة علي من إحدى قرى تلكلخ إلى أن هذه المفردة التراثية “أصبحت جزءاً من حياتها” فمنذ  60 عاماً تستخدمها بجرش القمح للحصول على الطحين لتصنع الخبز لأفراد أسرتها.

وتقول “أحب أن أصنع الخبز بنفسي فأنا أشعر بمتعة لا أستطيع أن أصفها وأنا أدير الرحى عندما تكون النسوة بجانبي يقمن بمساعدتي ولا نمل من تدويره ونتناوب عليه ونحن نتبادل الأحاديث”.

ويحتل الجرن والرحى مكانة مميزة في بعض البيوت الريفية “كرمز للكرم” على حد قول عواطف عيسى من سكان تلكلخ التي أشارت إلى “أنه لا يكاد يخلو بيت في قرى تلكلخ من جرن الحنطة والرحى لكونهما من الأدوات الأساسية لتحضير الطعام القروي اللذيذ”.

رئيس دائرة التنمية الريفية بتلكلخ لؤي العلي أشار إلى أن الدائرة عبر مراكزها تقوم بتقديم كل ما يلزم للمرأة الريفية للحفاظ على المنتجات التراثية لافتاً إلى أهمية المعارض التي ينفذها المركز بهدف دعم منتجات النساء وتسويقها إضافة للتعريف بالتراث القروي وأهمية الحفاظ عليه.

 

مثال جمول