موسكو-سانا
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن استمرار الألاعيب الإعلامية حول الادعاء باستخدام الحكومة السورية أسلحة كيميائية أمر غير مقبول.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره المكسيكي لويس فيديغاراي في موسكو اليوم “نريد أن نؤكد أن تلك الآلاعيب المعلوماتية غير المقبولة كانت ولا تزال تتواصل وكان آخرها ما يتعلق بحادثة استخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون”.
وأضاف “نشرنا جميع التقييمات والمعلومات التي أعدها خبراء كرسوا كل حياتهم لمسائل الأسلحة الكيميائية وأظهرنا بطلان الاستنتاجات التي توصلت إليها آلية التحقيق المشتركة وبادرنا مسبقا إلى دعوة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وإدارة آلية التحقيق المشتركة إلى تحسين معايير التحقيق ولكننا لم نسمع أجوبة عن أسئلتنا وكان من الواضح أن هؤلاء الناس يتعرضون لضغوطات واسعة النطاق ويتم التلاعب بمواقفهم”.
ووصف لافروف الإجراءات التي اتبعتها آلية التحقيق المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في حادثة خان شيخون بـ “الأخطاء السافرة والنشاطات غير النظيفة” لكن الولايات المتحدة رفضت مشروع القرار الذي تقدمنا به لإصلاح تلك الأخطاء وقالت إن “كل ما تقوم به آلية التحقيق مقياس ذهبي وإن الحديث في مجلس الأمن يدور فقط عن تمديد سريان هذه الآلية دون أي انتقادات ما يعني أننا سنخضع للذين لا يزالون يؤثرون على عمل هذه الآلية”.
وقال لافروف “إن الولايات المتحدة وحلفاءها استخدموا حق الفيتو ضد مشروع القرار الروسي الذي ينص على تصحيح عمل الآلية لأنهم لا يريدون أن يروا آلية التحقيق نظيفة وفعالة”.
وبخصوص اللقاء المزمع عقده بين رؤساء روسيا وإيران وتركيا في سوتشي في ال22 من الشهر الجاري لبحث تسوية الأزمة في سورية بين لافروف أن “اللقاء سيعتمد على تقييم الأوضاع في ظل تقدم الدول الثلاث في محادثات أستانا وإنشاء مناطق خفض التصعيد واتخاذ الخطوات لتطوير المصالحات الوطنية في سورية”.
ولفت لافروف إلى أنه مع اقتراب هزيمة تنظيم “داعش” والإرهابيين الآخرين في سورية تظهر ظروف جديدة لتنشيط الحوار السوري السوري وفقا لقرار مجلس الأمن 2254 وقال إن “اللقاء الثلاثي في سوتشي سيعطي زخما للمحادثات بين كل الأطياف السورية بما يسهم في إيجاد حل للأزمة في سورية”.
وأشار لافروف إلى أن لقاء على مستوى وزراء خارجية الدول الضامنة لمسار أستانا سيعقد نهاية الأسبوع بهدف الإعداد للقاء الثلاثي في سوتشي.
روسيا تحترم التزاماتها ولا تتدخل في شؤون الدول الأخرى
وفي مقابلة مع صحيفة اكسيلسيور المكسيكية أكد لافروف أن بلاده تحترم التزاماتها الدولية وحرية الشعوب ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وقال لافروف: إن “روسيا تتعامل بمسؤولية تجاه تنفيذ التزاماتها الدولية وتعتبر الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى مبدأ أساسيا في سياستها”.
لا يمكن تمديد مهمة آلية التحقيق المشتركة باستخدام السلاح الكيميائي في سورية إلا بعد تعديلها
إلى ذلك أكدت وزارة الخارجية الروسية أن تمديد مهمة آلية التحقيق المشتركة في استخدام السلاح الكيميائي في سورية يجب أن يتم بشرط استخلاص الدروس من عملها السلبي وتعزيز هذه الآلية.
وحملت الخارجية الروسية في بيان اليوم الولايات المتحدة والدول التي دعمت موقف واشنطن في مجلس الأمن مسؤولية وقف عمل هذه الآلية المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن واشنطن لا تحتاج إلى تمديد وتعزيز آلية التحقيق المشتركة بل الحفاظ عليها كما هي كأداة لتحقيق أهدافها في سورية.
وأكدت الخارجية أن مشروع القرار الأمريكي في مجلس الأمن سعى إلى الحفاظ على كل العيوب المكشوفة في عمل آلية التحقيق دون أي محاولة لمعالجتها وذلك بذريعة عدم قبول التدخل في عمل الآلية المستقلة.
ولفتت الخارجية الروسية إلى أن هذا النهج الأمريكي تبين بوضوح في التقرير الأخير للالية الذي اتهم سورية دون أي أدلة مقنعة باستخدام غاز السارين في خان شيخون في نيسان الماضي.
وذكرت الخارجية الروسية أن مشروع القرار الروسي الذي رفض من قبل واشنطن ولندن وباريس كان في المقابل يهدف إلى إزالة العيوب الأساسية في عمل آلية التحقيق حتى يكون نشاطها متماشيا أكثر مع مواصفات اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.
وكانت روسيا استخدمت حق النقض “فيتو” ضد مشروع قرار امريكى حول تمديد مهمة آلية التحقيق المشتركة بسبب تجاهله المقترحات الروسية بتطوير عمل الآلية بينما عمدت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة إلى منع مجلس الأمن من تبني مشروع القرار الروسي حول تمديد مهمة آلية التحقيق بعد تعديل التفويض الممنوح لها وتجميد تقريرها الأخير حول حادثة خان شيخون.