كيلين: الأزمة الأوكرانية جاءت نتيجة لتدخل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في شؤونها الداخلية

موسكو-سانا

أكد المندوب الروسي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أندريه كيلين أن الأزمة الأوكرانية جاءت نتيجة لتدخل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في شؤون أوكرانيا الداخلية معربا عن رفض موسكو سياسة الضغوطات والتدخل في شؤون دول أخرى التي تمارسها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.

نقلت وكالة إيتار تاس الروسية عن كيلين قوله خلال اجتماع عقدته المنظمة في العاصمة البولندية وارسو لبحث تنفيذ التزامات الدول الأعضاء في المجال الانساني أن التدخل الأمريكي والأوروبي في الشؤون الأوكرانية أدى إلى إثارة الأزمة فيها مشددا على أن الولايات المتحدة تدخلت بشكل صارخ في الشؤون الداخلية لأوكرانيا وخرقت مبادىء هلسنكي وميثاق الأمم المتحدة.

وأضاف أن هذه السياسة قد أسفرت عن كارثة إنسانية في بعض المناطق الواقعة في نطاق مسؤولية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا موضحا أن الولايات المتحدة هي التي شجعت على الانقلاب في كييف فى شباط الماضي والعملية العقابية في شرق البلاد الأمر الذى أسفر عن مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص وجعل مئات الآلاف يفرون من منازلهم.

وأكد كيلين أن واشنطن تحاول الأن تحويل المسؤولية عن هذا إلى الآخرين بما في ذلك روسيا مشيرا إلى أن هذه الأزمة أظهرت بل وسعت الثغرات الجوهرية في مجال الأمن الأوروبي.

وبهذا الصدد لفت كيلين إلى ضرورة خلق مجال أمن مشترك من فانكوفر الى فلاديفوستوك مبينا أنه على الرغم من الصعوبات الراهنة وبقاء أزمة الثقة في العلاقات فإن روسيا تنطلق بحزم من ضرورة مواصلة الجهود لخلق مجال إنساني واحد كجزء لا يتجزأ من المجال المشترك لأمن متساو وغير منقسم من فانكوفر إلى فلاديفوستوك.

وفي سياق متصل قال المندوب الروسي إن الولايات المتحدة تزعم أنها ترصد حالة حقوق الإنسان في بلدان أخرى على الرغم من أن لا أحد طلب منها أن تفعل ذلك مشيرا إلى أنها لا تستطيع حل مشكلاتها الخاصة في مجال حقوق الإنسان في الوقت نفسه موضحا أنه خلافا لبلدان أخرى لم توسع الولايات المتحدة مشاركتها في المعاهدات والاتفاقيات الدولية على مدى السنوات القليلة الماضية.

وأضاف كيلين إن الممارسة الإنتخابية في الولايات المتحدة بعيدة عن الكمال حيث لم يتم إغلاق سجن غوانتانامو المشين وقال أن الأطفال لا يزالون واحدة من أقل المجموعات المحمية في الولايات المتحدة حيث تزدهر عمالة الأطفال والإتجار بهم بما في ذلك لأغراض الاستغلال الجنسي وهذا استعراض للديمقراطية.

وأوضح أنه لم يتم التحقيق بشأن المعاملة القاسية للأطفال الذين تم تبنيهم بشكل صحيح كما أن الأحداث في مدينة فيرغسون كشفت أفضل من أي شيء آخر حدة المشاكل القديمة من العنصرية والفصل العنصري مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي وكندا يرفضان بعناد الإقرار والإعتراف بالتصعيد الواضح من قبل النزعات الخطيرة التي ينبغي على منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مواجهتها.

كما أكد كيلين أن عدم احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية بما في ذلك حق الشعوب في تقرير مصيرها قد يكون لها عواقب وخيمة رأينا بالفعل أن هذه السياسة في بعض بلدان المنظمة أدت لانتهاكات عديدة لقواعد حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي مثل مجازر مدنية وكوارث إنسانية.

وكان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أكد في العاشر من الشهر الجاري أن الغرب يتحمل مسؤولية اندلاع الأزمة الأوكرانية معتبرا أن التطورات في هذا البلد تستخدم لإنعاش حلف الناتو.