باريس-سانا
استفاقت فرنسا من سباتها بعدما بات الإرهاب الذي دعمته وتغاضت عنه في سورية والعراق يدق أبوابها بقوة لتعلن على لسان وزير داخليتها برنارد كازنوف أنها ستمنع مواطنيها من التوجه إلى سورية للقتال في صفوف تنظيم داعش الإرهابي معتبراً أن الحكومة الفرنسية تأخذ على محمل الجد كل التهديدات ضد فرنسا
وستتخذ ببرودة أعصاب إجراءات لضمان أمن الفرنسيين.
وعدد الوزير الفرنسي في مؤتمر صحفي عقده اليوم ما اعتبرها إنجازات الحكومة الفرنسية في مواجهة الإرهاب متجاهلاً الدعم المتواصل من قبل حكومته للإرهابيين في سورية والذين تصفهم بالمعتدلين مشيراً إلى اعتقال أكثر من 74 فرنسيا وتفكيك خلايا إرهابية والتمكن من اعتقال من نفذ الهجوم على أحد المتاحف الفرنسية.
وزعم كازنوف أن فرنسا ليست خائفة من تهديدات تنظيم داعش لها بل هي مستعدة للرد على تهديداته ولن تستسلم للإرهابيين مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تهددها فيها جماعات إرهابية تهاجم قيم التسامح والإنسانية واحترام حقوق الإنسان والديمقراطية التي تدافع عنها فرنسا منذ الأزل على حد قوله.
ووفقاًلوكالة الصحافة الفرنسية فإن تنظيم داعش الإرهابي دعا مؤيديه المتطرفين في تسجيل مصور بث على الإنترنت بأكثر من لغة إلى قتل المدنيين وخصوصا الأمريكيين والفرنسيين ومواطني الدول المشاركة في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة التي كانت ترددت بداية في التصريح بأنها في حالة حرب ضد هذا
التنظيم.
وفي دلالة على خشية الحكومة الفرنسية من الغضب الشعبي الفرنسي المتعاظم جراء تورطها في دعم الإرهابيين أكد كازنوف أن الحكومة الفرنسية تفعل ما بوسعها لمنع القيام بعمليات إرهابية على الأراضي الفرنسية وتحارب الدعاية للإرهابيين على الانترنت مبيناً أن قوات الأمن الفرنسية مجندة بشكل كامل لمواجهة أي مخاطر ذات صلة بأنشطة الجماعات الإرهابية النشطة في سورية والعراق.
كما حاول كازنوف إيهام الرأي العام الفرنسي أن الحكومة الفرنسية إنما تعتمد على تضامن جميع المواطنين الفرنسيين معها ويقظتهم وعلى الإدانة الواسعة لجرائم داعش من قبل المسلمين في فرنسا مستشهداً بالقانون الذي قدمته الحكومة الأسبوع الماضي لتعزيز وسائل مكافحة الإرهاب وتبنته الجمعية الوطنية الفرنسية والذي اعتبر أنه يعزز الإجراءات الأمنية ويحافظ على الحريات العامة في الوقت ذاته.
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اعترف قبل نحو شهر تقريباً بتزويد التنظيمات الإرهابية في سورية بالأسلحة بينما أكد مصدر رسمي مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لسانا رداً على هذا الاعتراف أن سورية تدين إصرار الرئيس الفرنسي هولاند على المضي في حملة التضليل المسعورة التي دأبت عليها الحكومة الفرنسية منذ بداية الأزمة الراهنة في سورية الأمر الذي جعل من بلاده شريكاً أساسياً ومباشراً في سفك الدم السوري.