حمص-سانا
لم يستطع جعفر أن يعتاد على فكرة إعاقة والده الذي بترت ساقه أثناء تأدية واجبه الوطني في مواجهة الإرهاب حيث تمكن الطفل البالغ من العمر 11 عاماً من مساعدة والده في تركيب طرف سفلي مصنوع من الخشب والبلاستيك يعينه على المشي والالتحاق بعمله مرة أخرى.
ويقول والد الطفل عبد الكريم سليمان المحمد البالغ من العمر 35 عاماً أنه في بداية الأزمة في سورية انضم إلى رفاق السلاح للدفاع عن الوطن فأصيب بطلق ناري أدى إلى بتر ساقه اليمنى وكسور وشظايا بالساق اليسرى وأذية بالعين وشظايا متعددة بالجسم وبعد علاج استمر ستة أشهر تمكن من السير على رجل واحدة ويضيف كنت أجلس في المنزل وأتابع انتصارات الجيش وبطولات أصدقائي وكنت اتحسر على نفسي لأني لم أتمكن من العودة إلى أرض المعركة.
وأضاف أثناء مداعبتي لطفلي جعفر اخبرني أنه يستطيع مساعدتي في تركيب رجل صناعية حيث طلب مني أن احضر له بوري بلاستيك وصمم من بعض الخشب شكل مشط القدم إضافة إلى بعض المفاصل لتثبيت القسم السفلي بالعلوي ثم قام بربط الساق الجديدة بالقسم العلوي من ساقي وأحضر بعد ذلك جوارب وطلب مني أن أرتديها.
وأضاف المحمد تدربت نحو أسبوع على المشي إلى أن تمكنت بمساعدة الطرف الجديد من السير على قدمي ورويداً رويداً بدأت أتمشى في حارتي لأثبت للجميع أن الإنسان يستطيع أن يصنع المعجزات.
وتابع كان هدفي العودة إلى ساحات القتال وبعد أشهر تمكنت من تركيب طرف صناعي بدل الطرف الذي صنعه طفلي وعدت إلى المعركة دون أن أخبر أحد أني أسير بطرف صناعي مضيفاً أن أحد القادة العسكريين لاحظ أنني اركض بطريقة مختلفة عن زملائي فسألني عن السبب لم أخبره خوفاً من أن أعود إلى منزلي ولكنه عندما علم بأني أسير بطرف صناعي طلب مني العمل في مجال آخر لأنه لا يريد أن يخسر شاباً جسوراً وشجاعاً.
وأشار المحمد إلى أنه يعمل حاليا بمركز تابع لجمعية البستان الخيرية حيث يقوم بمساعدة الجرحى ومتابعة أمورهم وعلاجهم.
زوجة المحمد أكدت أن معنوياته لم تضعف أبداً وأن همه الأول والأخير أن يكون إلى جانب أصدقائه في المعركة لافتة إلى أنها ووالدته كانتا تستمدان منه القوة والصبر والعزيمة.
أما الطفل جعفر فأوضح كيفية تصنيعه للطرف الصناعي لوالده قائلا بعد أن خسر والدي رجله بدأت أفكر بالليل والنهار بطريقة أجعله من خلالها سعيداً ومن خلال متابعتي برامج الأطفال عرضت على والدي أن أصنع له رجلا صناعية وفعلا تمكنت بمساعدته من صناعة هذه الرجل التي مكنته من السير والتواصل مع الآخرين مؤكداً أنه فخور بوالده.
سكينة محمد