حمص-سانا
دعا الباحث الاجتماعي عباس سليمان إلى تشجيع الطفل على اللعب لدوره المهم في بناء شخصيته وتنمية مهاراته واكتشاف مشكلاته النفسية وحلها منبها لضرورة اختيار الألعاب بدقة بحيث تثير دهشة الصغير وتدفعه للبحث والاكتشاف بعيدا عن الشعور بالملل والخيبة أو الإحباط والضعف.
وفي محاضرة له بثقافي حمص لفت الباحث سليمان إلى أهمية اللعب في حياة الأطفال والانعكاس الإيجابي الذي يحققه في تنمية قدراتهم البدنية والذهنية واستقرار حالتهم النفسية مستبعدا الاعتقادات التي ترى أنه حالة سلبية تعطل الوظيفة المعرفية للطفل وتشغله عما حوله.
ورأى سليمان أن اللعب عامل مهم في تنمية مهارات مثل الإدراك والتصور والتذكر والتفكير وهو مرتكز أساسي لإطلاق الخيال الإبداعي للطفل مبينا أن إصدار الأصوات يعتبر نوعاً من أنواع اللعب عند الأطفال لذلك يترتب على الأهل تشجيعهم بالابتسام لهم أو احتضانهم أو إظهار علامات الرضا والسعادة والثناء عندما يصدرون المقاطع الصوتية لتعزيز مهاراتهم اللغوية.
ولفت الباحث الاجتماعي إلى أن اللعب يسهم في بناء وتنمية شخصية الأطفال من خلال إعطاء الطفل حرية التصرف في اللعب ودفعه لملاحظة الواقع المحيط وتعريفه على العلاقات التي تربط بين المواد والأشياء المختلفة فضلا عن دوره في الكشف عن الآفات النفسية التي قد يعاني منها الصغير والتخلص منها حيث يمنح اللعب القدرة على التكيف مع المحيط ويخفض التوتر ومشاعر الإحباط.
وعن شروط اختيار الألعاب يوضح سليمان أن ازدياد دقة الألعاب وتعقد تفاصيلها يزيد اللهفة والحاجة لاستخدامها والبحث عنها عند الأطفال “لكن على الأهل توخي الدقة والحذر عند اختيار ألعاب أطفالهم إذ يجب ألا تزيد درجات تعقيدها على حدود قدراتهم الاستيعابية كي لا تسبب لهم الإحباط والشعور بالضعف والملل بدل أن تثير لديهم الدهشة والاستغراب والإقبال على المعرفة”.
يذكر أن دراسة نشرتها مجلة بيئية استرالية في شباط الماضي أظهرت أن الأطفال الذين يلعبون خارج المنزل هم أكثر ميلا للعمل من أجل حماية الطبيعة في مراحل عمرية متقدمة مقارنة بمن يقضون وقتهم بالجلوس أمام التلفاز أو استخدام الهواتف المحمولة.
حنان سويد