لندن-سانا
في حادثة تثير تساؤلات جديدة حول الاجراءات الأمنية المزعومة التي تدعي السلطات البريطانية اتخاذها لمنع توجه الإرهابيين إلى سورية في ظل تزايد أعداد البريطانيين الذين ينضمون إلى التنظيمات الإرهابية كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية عن تمكن الإرهابي البريطاني المدعو عمر حسين من السفر على متن رحلة من مطار غيتويك البريطاني إلى تركيا تحت أنظار السلطات البريطانية لينضم بعد ذلك إلى تنظيم داعش الإرهابي في سورية بعد تسلله عبر الحدود التركية .
وأوضحت الصحيفة أن الإرهابي حسين الذي أجرى مقابلة خاصة مع مراسلها ابول طاهر عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تحدث عن سفره من مطار غيتويك والوصول إلى مدينة اسطنبول التركية والتسلل بعدها عبر الحدود إلى سورية تحت مرأى ومسمع السلطات البريطانية ورغم علمها بعزمه الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية.
وكشف الإرهابي حسين وهو من منطقة باكينغهامشير جنوب شرق بريطانيا أن ضباط قسم مكافحة الإرهاب البريطاني قاموا باعتقاله في مطار هيثرو في حزيران عام 2013 أثناء محاولة السفر الأولى التي قام بها إلى سورية وجرى تفتيش منزله واحتجاز جواز سفره لكن وبعد ستة أشهر من حادثة اعتقاله تلك حاول السفر مجدداً لكن هذه المرة من مطار غيتويك ونجح في ذلك رغم علم السلطات البريطانية بمحاولته السابقة للسفر إلى تركيا التي تعد بمثابة معبر للإرهابيين الذين يريدون الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية الموجودة في سورية والعراق .
ويسلط هذا الاختراق الأمني الضوء على فشل الاجراءات الأمنية التي تتذرع الحكومة البريطانية باتخاذها في محاولة لمنع توجه مواطنيها إلى سورية بهدف الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية إذ أن السلطات البريطانية لا تعير اهتماماً للجرائم المروعة التي يرتكبها هؤلاء البريطانيون بعد انضمامهم إلى الإرهابيين بل يتركز اهتمامها على محاولة درء خطرهم ومنع عودتهم إلى أراضيها .
من جهة ثانية كشفت الكاتبة في صحيفة الاندبندنت البريطانية ليزي ديريدن أن والد أحد الإرهابيين البريطانيين الذين انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي في سورية اعترف بتورطه في تفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998 كما أقر أمام محكمة أمريكية في نيويورك بأنه كان يعمل كمتحدث لتنظيم القاعدة الإرهابي بعد هذا الهجوم.
وأوضحت ديريدن أن الإرهابي عادل عبد الباري هو والد الإرهابي البريطاني عبد الماجد عبد الباري البالغ من العمر 24 عاماً الذي كان يعمل مغنياً في بريطانيا قبل أن يسافر إلى سورية لينضم إلى تنظيم داعش الإرهابي.
وازدادت في الآونة الأخيرة التقارير التي تكشف زيادة عدد البريطانيين الذين ينضمون إلى تنظيم داعش الإرهابي وبعد أن أصدرت السلطات البريطانية احصائية رسمية تشير إلى وجود 500 بريطاني يقاتلون في صفوف هذا التنظيم الإرهابي أوضح أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني أن العدد الحقيقي يصل إلى 1500 بريطاني.
وفي السياق ذاته كشفت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن الأجهزة الأمنية في بريطانيا تحقق في شريط فيديو نشرته مجموعة إرهابية تتكون في معظمها من إرهابيين بريطانيين تابعين لتنظيم داعش الإرهابي ولها صلة بمقتل عامل الإغاثة البريطاني ديفيد هاينز والصحفيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف .
وأشارت الصحيفة إلى أن شريط الفيديو الجديد يظهر جريمة جديدة نفذها إرهابيون من مجموعة يطلق عليها اسم “راية التوحيد” حيث أقدموا على إطلاق النار على خمسة أشخاص جرحى وفي نهاية الفيلم يتحدث إرهابيان اثنان منهم بلهجة بريطانية .
وكانت الحكومة البريطانية وفي مسعى منها لتفادي عودة إرهابييها إلى بريطانيا وإرغامهم على البقاء في سورية ليواصلوا إجرامهم ووحشيتهم هناك بعيداً عن أراضيها اتخذت اجراءات واسعة بدأتها بقرار وزارة الداخلية البريطانية بنزع الجنسية عن مزدوجي الجنسية المتورطين بالإرهاب ليعود رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ويعلن عن خطة واسعة تقضي بسحب الجنسية من البريطانيين الذين يقاتلون في صفوف التنظيمات الإرهابية ولاسيما “داعش” في سورية والعراق واعتقالهم بشكل تلقائي في حال عودتهم مع تهديدات لهم بالسجن لفترات طويلة ومصادرة ممتلكاتهم.