بغداد-سانا
أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن العراق لن يتعامل مع استفتاء الانفصال في كردستان ونتائجه مشددا على أنه ستكون هناك خطوات لاحقة لمواجهته.
وقال العبادي في كلمة موجهة إلى الشعب العراقي: ” إن خارطة العراق تتعرض اليوم مع اقتراب تحقيق النصر النهائي على إرهابيي داعش لمحاولة تقسيم من شأنها تمزيق وحدته والتفريق بين أبناء الوطن الواحد على أساس قومي وعرقي وتعريضهم جميعا لمخاطر لا يعلم إلا الله مداها وعواقبها الوخيمة “.
واستغرب العبادي ظهور دعوات التفرقة والعودة إلى عهد الظلام والتسلط والدكتاتورية في الوقت الذي توحد فيه الشعب العراقي لصد عصابة “داعش” المجرمة وأبعد الخطر عن أربيل ومدن الشمال.
وأضاف العبادي: ” إن العراق لن يتخلى عن مواطنيه الكرد وسيبقى يرفض الدولة الطائفية والدولة العنصرية وسيبقى لكل العراقيين ولن نسمح أن يكون ملكا لهذا وذاك يتصرف فيه كيفما يشأ ودون حساب للعواقب “.
وشدد العبادي على أن معظم مشاكل كردستان داخلية وليست مع الحكومة المركزية في بغداد وبالتالي فإنها ستتفاقم مع دعوات الانفصال والصعوبات الاقتصادية والمالية فيه من نتاج الفساد وسوء الإدارة.
وتوجه العبادي إلى سكان شمال العراق بالقول: ” اسألوا المسؤولين في الإقليم اين تذهب أموال النفط وهم استولوا على ما يقارب 900 ألف برميل نفط يوميا أي ما يعادل ربع النفط المنتج في باقي العراق ولماذا لا يدفعون رواتب الموظفين في الاقليم رغم تخفيضها الى مستويات دنيا مع أنهم يحصلون على كميات نفط أعلى بكثير من نسبة السكان في الإقليم مقارنة ببقية مدن العراق بينما نحن هنا في المركز وعلى الرغم من الصعوبات الاقتصادية الكبيرة وكلف الحرب الباهظة لم نخفض الرواتب ولم نوقفها”.
وأضاف العبادي: : ” اسألوا مسؤولي الاقليم لماذا لا تدخل واردات النفط في حساب واضح معلن يطلع عليه المواطنون كما نفعل نحن هنا في الحكومة المركزية ولماذا لا يسمحون للرقابة المالية على الأموال العامة”.
وأشار العبادي إلى ” أن من أس باب مشاكل اقليم كردستان الداخلية تجميد عمل البرلمان مدة 22 شهرا واستمرار حكومة الإقليم من دون غطاء قانوني بسبب سياسات المسؤولين فيه ” لافتا إلى أن هذه المشاكل ستتفاقم ولن يكون هناك إسناد من مجتمع دولي ولا من الجيران بسبب المواقف العدائية لمسؤولي كردستان ضد كل جيرانهم وضد المجتمع الدولي.
وشدد العبادي على أنه لا يمكن الاستمرار بفرض الأمر الواقع بالقوة لأن هذا المنطق سيفشل مؤكدا ان التفرد بقرار يمس وحدةَ العراق وأمنه ويؤثر في كل مواطنيه وفي أمن المنطقة عبر اجراء الاستفتاء على الانفصال من طرف واحد هو قرار مخالف للدستور وللتعايش السلمي بين المواطنين ولن يتم التعامل معه ولا مع نتائجه وستكون هناك خطوات لاحقة لحفظ وحدة البلاد ومصالح كل العراقيين.
من جهته أصر مسعود برزاني على إجراء الاستفتاء على الانفصال رغم معارضة أغلبية دول العالم زاعما أن الشراكة مع الحكومة المركزية في بغداد فشلت.
وقال برزاني خلال مؤتمر صحفي في أربيل شمال العراق: ” إن الاستفتاء هو الخطوة الأولى ليعبر إقليم كردستان عن رأيه ثم تبدأ عملية طويلة وهو ليس لتحديد الحدود أو فرض الأمر الواقع بل نريد التحاور مع بغداد لحل المشاكل والحوار قد يستمر عاما أو عامين”.
الحكومة العراقية تطالب الدول الأجنبية بوقف تجارة النفط مع شمال العراق والتعامل مع الحكومة المركزية فيما يتعلق بالمطارات والحدود
وخلال اجتماع برئاسة العبادي اليوم أكد المجلس الوزاري للأمن الوطني في العراق أن الحكومة العراقية لن تتحاور أو تتباحث حول موضوع استفتاء انفصال “كردستان” في شمال العراق ونتائجه غير الدستورية داعيا الجميع إلى “العودة لجادة الصواب والتصرف بمسؤولية تجاه العراق عموما وشعبه في “كردستان” خصوصا”.
وطالب المجلس إقليم “كردستان” بتسليم جميع المنافذ الحدودية ومن ضمنها المطارات إلى سلطة الحكومة الاتحادية كما طلب من دول الجوار ومن دول العالم التعامل مع الحكومة العراقية الاتحادية حصرا في ملف الحدود والمطارات والنفط وذلك كي تتولى السلطات العراقية الاتحادية تنظيم وتسهيل انسيابية حركة البضائع والأشخاص من وإلى الإقليم.
وشدد المجلس على أن الاستفتاء “ممارسة غير دستورية تعرض أمن واستقرار العراق إلى الخطر وهو إجراء أحادي لا يعبر عن أي شعور بالمسؤولية تجاه الشركاء وينقل الأوضاع نحو التأزم ويقطع الطريق على كل محاولات البناء الوطني الإيجابي الذي تسعى إليه الحكومة لمرحلة ما بعد تنظيم داعش الإرهابي”.
وبحث المجلس الإجراءات التي ستتخذها الجهات المعنية ومن ضمنها فريق استرداد الأموال العراقية بمتابعة حسابات “إقليم كردستان” وحسابات المسؤولين في الإقليم ممن تودع أموال تصدير النفط في حساباتهم وكذلك دعوة الادعاء العام لملاحقة كل موظفي الدولة ضمن الإقليم من الذين ينفذون إجراءات الاستفتاء المخالفة لقرارات المحكمة الاتحادية.
من جهته أكد مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض أن الحكومة المركزية ستؤدي مسؤوليتها التي كفلها الدستور لحماية وحدة الأراضي العراقية وعدم تقسيمها.
وأشار الفياض إلى أن الاستفتاء هو عمل استفزازي وكسر للأطر التاريخية بين العرب والكرد وسيكلف الجهات الراعية له ثمنا باهظاً.
يشار إلى أن المحكمة الاتحادية العليا في العراق أصدرت الاثنين الماضي أمرا يقضى بإيقاف اجراءات الاستفتاء في شمال العراق مؤكدة أن قرار الاستفتاء “غير دستوري”.
وكان مجلس الأمن الدولي أعرب عن معارضته للاستفتاء المقرر في شمال العراق محذرا من عواقب مثل هذه الخطوة الاحادية على وحدة البلاد واستقرارها وعلى استقرار المنطقة.
وأغلقت إيران اليوم المجال الجوي مع كردستان بطلب من حكومة بغداد بينما وصف رئيس وزراء النظام التركي بن علي يلدريم الاستفتاء بأنه غير مشروع محملا حكومة كردستان مسؤولية عواقبه.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:
http://vk.com/syrianarabnewsagency