دمشق-سانا
يتخذها البعض هواية ويراها البعض الآخر عالما متكاملا من المنافسة ففي الوقت الذي تمارس فيه ضمن مسابقات السرعة والقفز على الحواجز نجدها تتالق في بطولات وعروض الجمال .. هي الفروسية رياضة الآباء والأجداد.
تعد تربية الخيول من الهوايات التي يعشقها الكثير من الناس لكنها في نفس الوقت صعبة وتحتاج إلى المكان الملائم لتربيتها إضافة إلى الغذاء المناسب الذي يجعلها تتناسب مع طبيعة الرياضة التي تمارسها وخصوصا في سباقات القدرة والتحمل إضافة إلى توفير الرعاية الصحية المناسبة ليحافظ الجواد على قوته ورشاقته أثناء البطولات والسباقات.
ويرى المدرب والطبيب البيطري بشار الجنان أن الفروسية في سورية تحظى بإقبال كبير من مختلف الشرائح العمرية بعد التطور الكبير الذي شهدته سواء على صعيد تربية الخيول أو على صعيد البطولات الرسمية حيث حققت سورية التي تعد الموطن الأصلي للخيول العربية نقلة نوعية وصلت بها إلى العالمية.
وأضاف الجنان في تصريح لمندوب سانا أن تربية الخيول واقتنائها تتطلب توفير الجو الصحي الملائم فالتغذية الصحيحة من العوامل الأساسية في تربية الخيول والعناية بها لأن الاستفادة القصوى من الحصان في جميع المجالات الرياضية تصبح ممكنة إذا ما توفرت له الأعلاف الضرورية التي تمده بالفيتامينات والبروتينات والعناصر المعدنية الأساسية وتختلف احتياجات الخيول من الأعلاف بحسب فصائلها فالخيول متوسطة الوزن لا تحتاج إلى كميات كبيرة من العلف وعلى العكس فإن الخيول ثقيلة الوزن تستهلك كميات وفيرة من الأعلاف لأن جهازها الهضمي أكثر اتساعا وحجما من غيرها.
وبين الجنان أن الغذاء الرئيسي للجواد يتمثل في الأعلاف والعشب الأخضر والشعير الذي يعطي الخيل طاقة كبيرة لافتا إلى ضرورة تطعيم الخيول بالأمصال الوقائية لحمايتها من الأمراض الخطيرة بما فيها الأنفلونزا إضافة إلى معالجة آلام البطن أو المعدة ويكون أسبابها عسر الهضم أو الإصابة بالديدان.
وأوضح الجنان أن إصابات الجهاز التنفسي من الإصابات المتكررة عند الجواد والتي تتمثل في انسداد الممرات الهوائية ومن علاماتها أن يكون تنفس الحصان له صوت عال يمكن سماعه عند الراحة أو عند ممارسة التدريبات الخفيفة إضافة إلى إصابات الحافر والتي قد تهدد حياة الجواد وتظهر على شكل التهاب مؤلم يصيب الجزء الداخلي الحساس يدعى التهاب الصفائح الحساسة ويسبب تشوهات ويرجع السبب الرئيسي وراء هذا الالتهاب إلى تناول الخيول لأطعمة كثيرة بعد التدريبات مباشرة عندما تكون متعرقة نتيجة ممارستها لجهد كبير.
وختم الجنان حديثه مشيرا إلى ضرورة توفير المكان الصحي الملائم لإقامة الجواد من حيث التهوية الجيدة والأرضية الصحية المناسبة الخالية من الرطوبة لنوم الجواد ما يبعد عنه الكثير من الأمراض.
وعن تربية الخيول العربية بدمشق بين المربي نبيل محمد الكجك أن تربية الخيول في سورية متوارثة منذ زمن فالمربي ينظر إلى الجواد كشيء ثمين لايمكن الاستغناء عنه ولاسيما أنه موروث أصيل عن أجداده.
وقال الكجك الذي مازال يحافظ على تربية الخيول العربية منذ عقود طويلة من الزمن أنه رغم ارتفاع أسعار أعلاف الخيول في الفترة الأخيرة فإن مربي الخيول العربية في سورية عموما وفي دمشق تحديدا مصرون على الحفاظ على الجواد باعتباره رسالة أصيلة حملها الجواد من الماضي.
وأوضح الكجك 68 عاما أن الخيل التي اقتناها منذ صغره هي خيل عربية ومن سلالات متميزة ومعروفة في أنحاء العالم أبرزها المعناقيات والنواكية والكحيلة العجوز والحمدان السامري وهي من الخيول الموثقة في كتب الأنساب.
وختم الكجك .. أن مربي الخيول العربية يبذلون جهودا كبيرة في المحافظة على أنساب الخيول فهم يتسابقون على شراء الخيول الأصيلة واقتنائها لإنتاج أمهار من نفس السلالات وإدخالها مستقبلا في سباقات الجري التي تتميز فيه الخيول العربية إضافة إلى عروض الجمال ومسابقاتها.