«إبداع» قَطَري في دعم الإرهاب- بقلم أحمد ضوا

تفوّق الابن على الأب في مشيخة قَطَر بدعم الإرهاب وبثّ السموم في الجسد العربي، ولِمَ لا، فالجين واحد والبيئة ذاتها، والعميل والأجير لا يمكن أن يخلّف ورائه إلا ما يتفوّق عليه في هذه السمات السيئة المنتشرة كثيراً في مشيخات النفط.

الأدلة على تفوّق تميم على حمد في دعم التنظيمات الإرهابية كثيرة، ولكن أبرزها المعولم، تمثّل بتوجيه مشيخة قَطَر لذراعها الإرهابي «جبهة النصرة» بخطف أشخاص من نوع ثقيل، ليقوم الشيخ تميم بالإفراج عنهم عبر دفع فديات مالية لـ«جبهة النصرة»، متذرّعاً بالعمل الإنساني، ومتجاهلاً أن القوانين الدولية تحرّم دفع الفدية للتنظيمات الإرهابية.‏

آخرعملية قطرية من هذا النوع كانت بمثابة فضيحة للمجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول التي تزعم رعايتها لحملات مكافحة الإرهاب وكان مسرحها المنطقة معزولة السلاح بين سورية وكيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث أقدمت مجموعات تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي على خطف عدد كبير من جنود القوات الدولية بتوجيه من مشيخة قَطَر، وغطاء من جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يشرف بشكل كامل على الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية بحق السوريين في هذه المنطقة، وكان الهدف ضخ المزيد من الأموال في جيوب هذا التنظيم، لتجد طريقاً إلى الجيب الإسرائيلي الذي لا يخفي دعمه وعلاقته الودية مع «جبهة النصرة» الإرهابي.‏

خلال المحاولات الأممية والإقليمية للإفراج عن جنود القوات الدولية، خرقت الأمم المتحدة قوانين مكافحة الإرهاب، وفاوضت إرهابيين مدرجين على قائمتها الإرهابية، ومع ذلك أخفقت هذه الجهود، ليأتي صانع المسرحية الإرهابي تميم ويطلب من ذراعه الإرهابي الإفراج عن الرهائن مقابل فدية مالية تجاوزت مليوني دولار ستذهب لشراء الأسلحة من «إسرائيل».‏

ما فعله شيخ قَطَر المُتيّم بالتنظيمات الإرهابية في ساحة الجولان نسخة طبق الأصل عن مسرحية توسطه ودفعه أكثر من ثلاثة ملايين دولار للإفراج عن الصحفي الأمريكي «بيتر تيو» الذي اختطفه تنظيم «داعش» الإرهابي على الحدود السورية التركية وتم تسليمه إلى الأمم المتحدة عبر «جبهة النصرة» من الشريط الشائك في المنطقة العازلة بين سورية والعدو الإسرائيلي، الأمر الذي يؤكد التعاون الوثيق بين قَطَر و«إسرائيل» والتنظيمات الإرهابية في العدوان الإرهابي على سورية.‏

إن الأدلة التي تدين انغماس السعودية وقَطَر و«إسرائيل» وتركيا في دعم الإرهاب ماثلة للعيان، ولكن مع الأسف يحظى قادة هذه الدول باحترام من قبل الأمين العام للأمم المتحدة والولايات المتحدة والدول الغربية التي تسخّر الإرهاب لخدمة مصالحها القومية والعدوانية، وبالمقابل تفتعل الحملات لمكافحة الإرهاب عندما تعطش خزائنها للمزيد من المال النفطي الخليجي.‏

على مدى سنوات الحرب الإرهابية على سورية تكشّفت الكثير من الأمور التي تدل على استعاضة القوى الاستعمارية الدولية عن جيوشها بالتنظيمات الإرهابية التي تحقق مصالحها، وتبيّن أيضا أن هناك الكثير من الدول الأجيرة حاضرة لمدّ هذه التنظيمات بالمال والسلاح مقابل رضى مشغّليها، وانسحب ذلك على من يشغل أيضاً مناصب إقليمية أو دولية.‏

إن مشيخة قطر وجوارها الحدودي استفادو من هذا الواقع ومن الغطاء الأميركي في دعم التنظيمات الإرهابية، ووصل بها الأمر في سعيها لدعم التنظيمات الإرهابية إلى ضرب القوانين الإنسانية وروح قانون مكافحة الإرهاب الذي مازالت واشنطن ترفض وضع تعريف محدد وواضح له.‏

في نهاية المطاف، لن يكون بمقدور أي قوة في العالم الهروب من القانون الطبيعي، ومصير مشيخة قطر وحمدها وتميمها ومن يجاورهم من داعمي الإرهاب في العالم لن يكون أقل من مصير بن لادن والملا عمر وغيرهم كثر عندما ينقلب السحر على الساحر.‏

صحيفة الثورة

انظر ايضاً

وزير العدل يلتقي وفداً من المحامين الأتراك بدمشق

دمشق-سانا التقى وزير العدل القاضي شادي الويسي وفداً تركياً رفيع المستوى من محامين ووكلاء محامين …