طرطوس – سانا
في مواجهة ظروف صعبة فرضتها الحرب الارهابية التي تشن ضد سورية يتكاتف السوريون لإيجاد اليات تساعدهم على مواجهة هذه الظروف وتخفيف أعباء الحياة اليومية كوسائل تتكامل مع الجهود الحكومية في هذا الإطار فتؤمن للسوريين قدرة أكبر على مواجهة الصعوبات والعوائق اليومية.
في هذا الإطار برز المجتمع الأهلي كواحد من أهم الفاعلين والمندفعين لخدمة المواطن فقدمت الجمعيات والمؤسسات الأهلية نماذج مشرفة في العطاء والتفاني لعل من أبرزها مؤسسة “الشهيد” في محافظة طرطوس التي حملت على عاتقها مهام كبيرة في العناية بكل ما يخص أسر الشهداء معنوياً ومادياً ضمن الإمكانات المتاحة ومساعدة جرحى الجيش العربي السوري وتقديم الدعم النفسي لهم.
وآخر نشاطات مؤسسة الشهيد المتنوعة والهادفة كانت حملة “وعد التعليمية” التي أطلقتها بمناسبة قدوم العام الدراسي الجديد والتي عملت على توزيع الحقائب المدرسية على طلاب المدارس من أبناء الشهداء فوزعت أكثر من /650/ حقيبة ضمن حفل تكريم أقيم في نادي الضباط في المحافظة بحضور اكثر من /50/ عائلة شهيد.
وتبين “أنعام عمران” وهي مغتربة سورية في الصين أهمية العمل التطوعي و”نشر ثقافة التبرع لمساعدة ذوي أصدق وأنقى الناس وهم أهالي الشهداء الذين ربوا وصمدوا وعلموا أبناءهم حب الوطن والاستشهاد من أجله”.
وتلفت “أنعام” إلى أن “المغتربين جزء لا يتجزأ من هذا الوطن لذلك يشعرون بدورهم تجاه مساعدة أهالي الشهداء والجرحى والوقوف الى جانب الحكومة السورية بإمكانياتهم المتواضعة” موضحة أنهم ساهموا بحملة التبرع بالحقائب المدرسية بمناسبة قدوم العام الدراسي وزاروا قسماً كبيراً من أهالي الشهداء في مناطق الشيخ بدر والدريكيش والقدموس وبانياس وطرطوس وريفها وصافيتا بهدف اشعارهم بأنهم ليسوا وحدهم والجميع يقف معهم.
بدوره يبين “باسم أحمد” مدير مؤسسة الشهيد بطرطوس أن الفعاليات من حفلات تكريم وغيرها “تأتي من دافع المحبة والفخر بهذه الاسر الكريمة التي قدمت المثل في الصبر والتضحية إضافة لإ يصال رسالة باننا جاهزون لتقديم أي نوع من المساعدة ولن نتأخر عن متابعة أسر الشهداء لنكون لهم العون في غياب أولادهم الأبطال الذين افتقدتهم كل البيوت السورية”.
ويلفت “أحمد” إلى أن العناية ورعاية ذوي الشهداء وجرحى الجيش العربي السوري كانت السبب الرئيسي لتأسيس فرع مؤسسة الشهيد في محافظة طرطوس حيث يتألف كادر العمل فيه من زوجات وأخوات وأبناء الشهداء.
ويشير “أحمد” إلى أن المؤسسة خلال الفترة الماضية نفذت حفلات تكريم لامهات الشهداء وذويهم بمناسبة عيد الشهداء وتقوم حالياً بمسح اجتماعي ميداني لكل عوائلهم في المحافظة حيث انجزت حتى تاريخه/80/ بالمئة من عدد الشهداء وذلك بهدف تقديم الرعاية الصحية والعلمية والخدمية لهم وتشغيلهم في مشاريع تؤسسها المؤسسة ويعود ريعها الكامل لهم.
وأوضح “أحمد أنه تجري دراسة حاليا لافتتاح صيدلية خاصة بمؤسسة الشهيد ضمن مدينة طرطوس وافتتاح مشروع اخر بالتعاون مع نقابة صيادلة المحافظة هو اجزاء من صيدليات تبرع بها مجموعة من الصيادلة لخدمة ذوي الشهداء حيث تتواجد اكثر هذه الصيدليات في ريف المحافظة مشيراً الى ان المؤسسة تستعد حاليا لافتتاح مشغل خياطة يشغل عددا كبيرا من ذوي الشهداء كما ستفتتح عدداً كبيراً من المشاريع خلال الفترة القادمة ” لافتاً الى أن الفعاليات والمشاريع “تؤكد أن الروابط الاجتماعية داخل المجتمع السوري لا تهزها الأزمات ولا يضعفها التحريض وأن الشهداء هم أبناء الشعب كافة وليسوا فقط أبناء أسرة واحدة”.
ويعبر ذوو الشهداء في محافظة طرطوس عن اعتزازهم بشهادة أبنائهم وهم يؤدون واجبهم في خدمة الوطن ودرء الفتنة وحماية المواطنين من غدر العابثين فارتقت أرواحهم إلى بارئها وأعينهم ترنو إلى الوطن لتحرس بسمة أطفاله كما عبروا عن تقديرهم وشكرهم لكل الجهات والمؤسسات الحكومية والاهلية التي تركت أثراً طيباً في نفوسهم ما يدل على الوحدة الوطنية القوية بين أبناء الشعب السوري الواحد.