دمشق-سانا
ما زال مهرجان يا مال الشام الثقافي يتابع فعالياته في دمشق القديمة معبرا عن مدى اهتمام الادباء والشعراء بتحدي الأزمة ومجيئهم من كل أنحاء سورية لتشكيل باقة ثقافية تكون عنوان الشعب السوري وحضارته.
وعن استمرار الفعاليات قال احمد كنعان مدير المهرجان ان “المهرجان في أيامه الأخيرة بدأ يأخذ خطا بيانيا متطورا في نوعية المشاركات التي يقدمها الأدباء السوريون فكانت تحمل هموم أهلهم وناسهم عبر أجناس أدبية مختلفة وفقرات فنية مسرحية قدمتها بعض الفنانات الشابات” لافتا إلى بعض المشاركات العربية التي جسدت عاطفة الوقوف بجانب الشعب السوري.
وعبرت الفنانة ليزا ميخائيل في زوايتها نافذة على المسرح عن صمود الشعب السوري ضد الجهل والتخلف والقتل وحمل السلاح بصورة غير شرعية من خلال نص مسرحي بعنوان “الذكاء العاطفي” الذي قدمته بعاطفة المرأة السورية التي تحمل هموم وطنها وتداعيات أزمته.
أما الشاعر حسن الراعي فقد قدم قصائد شعرية متنوعة تباينت بين اسلوب الشطرين والتفعيلة مستخدما الايحاءات الشعرية والبنى الفنية الراقية التي اشارت لوجود موهبة شعرية متطورة وواعدة كقصيدته “قليلة كالبحر أنت” حيث يقول.. “لي في ارتعاش الموج لؤلؤة.. تطل على ابتهال الشوق.. تبتكر انفلاق البحر عن حورية تصغي الى قلبي .. وتعطي وجهها لدمي”.
في حين عبرت الشاعرة جمال طنوس عن حالة امرأة عاشت تجارب اجتماعية عديدة في حياتها انعكست على عواطفها وتكوينها الشعري فكان نصها حبات ضياء الذي جسد مشاعرها النفسية وتأثرها بالطبيعة الجميلة فقالت..
أعيش كما الفصول.. تتوالى حياتي.. لاثبات نوافذ مفتوحة للريح يدفئني الصيف.. أتعرى في الخريف.. وأغرق في حضن الشتاء.. واستسلم لنسغ الربيع.. يكسيني حللا ما يشاء.
وفي نصه المنديل المعطر عبر الشاعر الإعلامي سامر محمد البشلاوي عن مرحلة اجتماعية يعيشها الشباب في عمر معين يصارعون الحب أو يتوافقون معه بين أحلامه وآلامه منتقيا لخلجاته بوحا نثريا فقال..
ما بين زهر وزهرة.. أحبك أنثى.. وما بين عطر راحل وعطر آت.. يأسرني عطرك.. أرى في طياته بوح ثغر.. يخبرني عنك.
بينما التزمت الشاعرة سنا هايل صباغ في نصوصها النثرية بحب الشام وتمكنت من الوصول الى مستوى شعري لافت لما تمتلكه من رؤى وعواطف اجتمعت فيها عواطف شعب يريد ان يرمز لسورية بالشام وأن يعتبرها بداية ونهاية العالم كونها الوطن الأغلى تقول في نصها شام.. ما حاجتي لسجادة صلاة.. والطهر يصعد من رباك والثرى.. ما حاجتي لبوصلة.. تحدد اتجاه الريح.. وأنت القبلة عندي.. وأنت سدرة المنتهى.
وجاء نص ابتسام الحروب عرس السماء ليحاكي الشهيد في عظمته وسموه في نص شعري يتراوح بين الرمز والمباشرة تقول.. عاد العريس مكللا بدمائه.. أماه لا تتألمي فالمجد جاء ووقفت أرثي ها هنا.. قلبي أنا.. أرثي أحاديث المساء وكانت قصيدة حكاية للشاعر محمد حسام القداح تحمل كثيرا من البنى الشعرية والدلالات التي وصلت بصاحبها إلى مستوى راق في القصيدة ولاسيما أن الشام تحتل مكانة أثيرة لدى الشعراء نظرا لما فيها من جمال لا يوجد في سواها يقول.. لي أرض الشام.. الحكاية.. تنبثق المعجزات في حضرتها.. تحيا بعد موتها الكلمات يقف التاريخ.. ينادي بعضه.. ها هنا قد بعثت.. من ها هنا كانت البداية.
وبأسلوب القص الشعري اهتمت الكاتبة علا دمسرخو إضافة إلى الاسقاطات التاريخية التي استعارتها من الاسطورة لتعبر عن رفضها للواقع الذي يعيشه الشعب السوري بين تطور وتراجع في العبارة وذلك في أغلب نصوصها القصيرة التي قرأتها.
وعن رأيه بالمهرجان قال الكاتب مرهف زينو أن مهرجان يا مال الشام في أحد جوانبه “هو تأكيد على الهوية الحضارية لسورية ولدمشق وتأكيد على ارادة الحياة لدى السوريين حيث شارك فيه عدد ليس قليلا من الادباء الذين عبروا عن الحب والفرح في سورية وانتصارها على كل من يحاول النيل منها”.
كما يذهب المهرجان بحسب ما أشار إليه زينو إلى تقديم عدد من المواهب على مختلف أنواعها وأعمارها وذلك بفضل الرعاية والعناية الخاصة من التلفزيون العربي السوري بقناته الأولى التي تساهم في التعريف بالمهرجان وعرض فعالياته.
محمد الخضر – شذى حمود