اللاذقية-سانا
تظهر المرأة في معرض الفنانة سناء بلول جميلة وقوية ولديها من التحديات الاجتماعية الكثير لكنها تسعى جاهدة لإثبات ذاتها ونيل تقدير محيطها وتجاوز عقبات مجتمعها الذي يحاصرها بشخوصه المختلفة من أب وأخ وزوج لتبرز هذه التفاصيل من خلال صمت نساء الفنانة بلول ونظرات أعينهن العميقة الباحثة عن إجابات لكل الأسئلة.
المعرض الذي استضافته دار الأسد للثقافة والمستمر حتى العاشر من الشهر الجاري حمل عنوان “هل تدري هي تقول” يعتبر الرابع في سلسلة المعارض الفردية للتشكيلية بلول التي خصصت لهذا الحدث أربعين عملا فنيا تعتبر زبدة نتاجها الفني خلال ثلاثة اعوام استطاعت خلالها رسم العديد من الأعمال التي تعتبر المرأة بطلة لها.
وترى بلول ان معايير اختيارها لأعمال المعرض تقوم على محاور اللون والتقنية المستخدمة للإنجاز والتي تميزت بجرأة الألوان وضربات الريشة التي باتت اكثر حرية وتنوعا الى جانب عمق الحالات التعبيرية التي ظهرت بها النساء في اللوحات.
تنوع حجوم اللوحات المطروحة ضمن معرض الفنانة بلول يعود إلى اختلاف طبيعة المكان الذي نفذت فيه أعمالها فبحكم تنقلها من مرسم لآخر والعمل أحيانا ضمن مكان ضيق كان لزاما عليها انتاج بورتريهات صغيرة الحجم تعتبرها بلول قادرة على التعبير عن مكنونات الأنثى وإيصال همساتها للجمهور وتقول: “أعتقد انني أقطف الآن ثمار تجاربي الطويلة التي قضيتها في دراسة حالات المرأة وتجسيدها فمشروع تخرجي الذي تناول أيضا محور المرأة يختلف في الشكل والتقنية عما أطرحه الآن ما يدل على نضج تجربتي وتطورها”.
أسماء عديدة وسمت بها بلول أعمالها التي ظهرت فيها الأزمة في سورية من خلال لوحة “آه يا وطني” التي نرى فيها المرأة مترقبة محتضنة عدة حمائم بانتظار إطلاقها ومرتدية اللون الأحمر في إشارة للدماء الكثيرة التي سفكت على مذبح الدفاع عن البلاد في وجه الإرهاب.
وعن رمزية وجود الحمام في عدد كبير من اللوحات قالت بلول: الحمام هو رمز للسلام الذي ينشده الكثير من السوريين في الوقت الراهن ونامل جميعا أن نراها مرفرفة في سماء بلادنا في إشارة إلى عودة الأمن والسلام الذي ننتظره.
الطبيعة أيضا لم تغب عن المعرض فقدمتها التشكيلية بلول بأسلوب انطباعي وتعبيري ظهرت فيه ألوان الخريف الصفراء بطريقة جذابة رغم رمزية الفصل الدال على الكآبة أما الربيع وأزهاره فأعطته الفنانة مساحة خاصة فيها الكثير من الفرح والتفاؤل بالغد.
وبينت بلول أن مدة إنجاز كل عمل تعتمد على همتها وعزيمتها ورغبتها بالرسم فتارة تنجز اللوحة خلال ساعتين من الزمن وتارة يستغرق العمل الفني سنوات ليخرج بشكله النهائي.
الفنانة التشكيلية عدوية ديوب التي زارت المعرض واطلعت بإسهاب على لوحاته اشارت الى تطور تجربة الفنانة بلول التي حضرت لها معرضا سابقا تناول النساء بمنحى مختلف فبرزت النساء هذه المرة أكثر أنوثة وحميمية خاصة في اللوحات ذات الحجوم الصغيرة كما اعتبرت أن مجرد استمرار الفنانة بلول بالعطاء في ظل ظروف الأزمة وصعوباتها هو إنجاز يسجل لصالحها في مسيرتها الفنية وتابعت قائلة: تحاول التشكيلية بلول التنويع والتطعيم بالألوان كما أن المرأة تشكل هاجسا لديها ونلاحظ في لوحاتها تناغما وتجانسا لونيا إلى جانب وجود تناقض لوني في البعض الآخر وكنت أفضل بشكل شخصي لو بقي المعرض محصورا بالمرأة دون التطرق لمحور الطبيعة ومكوناتها كي لا يتشتت عقل المتلقي رغم جمال ما طرحته في هذا المجال خاصة ما هو مرتبط بالبحر وتجلياته.
اما التشكيلي تيسير رمضان فقد أثنى على حالة التعبير اللوني الخاصة بلوحات بلول منوها بوجود بساطة في بعض اللوحات والاعتماد على حركات الجسد والأصابع وإعطاء ايقاعات كلامية في بعضها من خلال الحالات التعبيرية الظاهرة لكل امرأة مشيرا إلى أن الفنانة حاولت أن تعبر عن شيء كامن في أعماقها ونجحت في ذلك.
وتنحدر الفنانة سناء بلول من مدينة طرطوس وهي خريجة كلية الفنون الجميلة/جامعة دمشق عام 1998 ولديها أربعة معارض فردية إلى جانب عدد كبير من المشاركات ضمن معارض جماعية وتعمل في الوقت الحالي على إنجاز مشروع خاص بالطبيعة ومكوناتها.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: