اللاذقية-سانا
مع التطور التكنولوجي تصارع بعض الحرف للبقاء وتعتبر صناعة الرحى إحدى الآلات البدائية المستخدمة قديما لطحن الحبوب ويذكر التسعيني أبو حسام أحد أشهر مصنعي هذه الأداة في الساحل السوري أن قيمة الرحى تتجلى بارتباطها بعادات اجتماعية ضاربة في القدم.
ورغم أن هذه الأداة لم تعد تأخذ مكانها المعتاد في أحد أركان المنزل الريفي إلا أن البعض يصر حتى الآن على الاتكال عليها لأن أداءها وطعمها مختلف على حد قولهم.
وعرف أبو حسام من قرية بجرنة في ريف جبلة الذي يشارك في مهرجانات عديدة بمهنة الدق أو الطرق على الرحى التي تستخدم لطحن الحبوب بحيث تصبح قادرة على طحن أو جرش الحبوب مهما بلغت خشونتها وسماكتها.
والرحى عبارة عن حجرين مستديرين ويختلف حجمها حسب رغبة طالبها ووفق اغراض استعمالها وصناعتها لاتحتاج إلى جهد عضلي كبير كما يقول أبوحسام مشيرا إلى أن كل ما تحتاجه التركيز والدقة، حيث تجلب حجارتها المعروفة بانها من حجر البازلت الأسود من قرية المرقب التابعة لمدينة بانياس لشهرتها بهذا النوع من الحجارة وتحفر بداخلها حفرة دائرية لتثبيت عود خشب السنديان الذي بفضله تتحرك الرحى بشكل دائري كونه يستخدم كمقبض.
ويضيف ” بعد جلب الحجر أقوم بطرقه بمطرقة لها شفرة حادة نقطة نقطة لينتج لدينا خطوط متعرجة على الحجر وهي التي تطحن حبوب القمح فيما بعد” .
ولا يقتصر عمل الحرفي أبو حسام على الرحى بل يقوم بتركيب مقابض “أنصاب للقدوم والقزمة والشوكة والشاعوب” لعشقه الأدوات التراثية القديمة وغيرها من الأدوات الزراعية حيث يحضر أعواد السنديان أو القطلب ويزيل عنها القشرة السميكة ويقصها بطريقة تتناسب مع حجم الأداة.
وأورث أبو حسام فنه لولده الذي أمتهن أيضا حرفة رائجة حاليا وهي رصف الصدف على الجدران وعلى الأوعية ويقول عن ذلك.. أجمع الصدف من على الشاطئ وأنظفها وأحيانا أقوم بتلوينها ومن ثم ألصقها بطريقة فنية على الجدار اما باستخدام البيتون أو مادة لاصقة أخرى كما أقوم برصف الحجارة الطبيعية على الأرضيات بطريقة فنية رائعة وعملي لا يقتصر عند هذا الحد إذ انني أقوم بتزيين عبوات الزجاج باستخدام خيط الخيش وأضيف أشياء كالصدف وغيرها وهي عمليه سهلة جدا وما تحتاجه هو نظرة فنية ودقة متناهية.