موسكو- سانا
أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة وصلت إلى “مستوى متدن خطير”.
يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع أول أمس قانونا يفرض عقوبات جديدة ضد روسيا وكوريا الديمقراطية وإيران خلف أبواب مغلقة وبعيدا عن الكاميرات معترفا فى الوقت ذاته بأن القانون الجديد تشوبه عيوب كبيرة كما ذكر .
ونقلت وسائل إعلام روسية عن بيسكوف قوله اليوم إن “الكرملين يشاطر رأي الرئيس الامريكي بأن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة وصلت إلى مستوى متدن خطير” مضيفا “نشاطر هذا الرأي تماما وربما يكمن الخطر في نقص التعاون بشأن المسائل ذات الأهمية والحيوية لبلدينا وشعبينا”.
وكان ترامب حمل الكونغرس الامريكي مسؤولية تدهور علاقات بلاده مع روسيا حيث قال في تغريدة على موقع تويتر أمس “علاقاتنا مع روسيا وصلت إلى مستوى منخفض خطير جدا لم تصله من قبل” مضيفا “يمكنكم أن تشكروا أعضاء الكونغرس على ذلك وهم الأشخاص نفسهم الذين لا يستطيعون منحنا برنامجا للرعاية الصحية”.
من جهته أكد مدير إدارة التحديات والتهديدات الجديدة في وزارة الخارجية الروسية إيليا روغاتشيف أن موسكو ترى أن آفاق تطوير الحوار مع الولايات المتحدة بشأن مكافحة الإرهاب تبقى غير واضحة في ضوء العقوبات الامريكية الأخيرة ضد روسيا.
وقال روغاتشيف للصحفيين في موسكو اليوم “بالنسبة لآفاق حوارنا مع الولايات المتحدة حول مكافحة الإرهاب فإنها تبدو بالنسبة لنا غير محددة في ضوء التصعيد الجديد من حرب العقوبات التي بدأتها واشنطن منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ضد روسيا”.
وأضاف روغاتشيف “اهتمام الرئيس الامريكي دونالد ترامب المعلن بتطوير التعاون مع روسيا في هذا المجال لم يتم إثباته على أرض الواقع حتى الآن في حين ان الوقت يمضي ولكن لا شيء يتغير عما كانت الأمور عليه في عهد الإدارة السابقة”.
وتابع روغاتشيف أن “التعاون الثنائي يتواصل في السنوات الأخيرة إلى حد ما في مسائل مكافحة الإرهاب والمجالات العسكرية ولدينا تجربة إيجابية بما في ذلك في سورية التي لدينا حولها ما يكفي من الخلافات مع الأمريكيين ولكن ذلك يدل أيضا على أننا قادرون على الانتقال إلى التفاهمات وأحدثها الاتفاق على إقامة مناطق تخفيف التوتر في سورية”.
يذكر أن الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية وقعت خلال الجلسة العامة لاجتماع أستانا 4 في العاصمة الكازاخية في الرابع من أيار الماضي على المذكرة الروسية الخاصة بمناطق تخفيف التوتر كما اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الأمريكي ترامب خلال لقائهما في مدينة هامبورغ الألمانية الشهر الماضي على إقامة منطقة تخفيف التوتر في جنوب سورية.
بدوره قال النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فرانز كلينتسيفيتش إن “روسيا لم تعد تقدم على أي تنازلات في علاقاتها مع الولايات المتحدة وستصبح أكثر براغماتية معها”.
وأضاف البرلماني الروسي في حديث للصحافة الروسية اليوم في موسكو إن “روسيا سوف تبني تعاونها مع الولايات المتحدة على أساس براغماتي بحت وسيكون التعامل فقط في المواقع التي لنا مصالح فيها وهذه هي طريقة صرفة للولايات المتحدة في التعامل مع غيرها”.
وأشار كلينتسيفيتش إلى أن “بدء نفاذ القانون في الولايات المتحدة بفرض عقوبات جديدة ضد روسيا ساهم في تحديد طبيعة العلاقة بين بلدينا لسنوات عديدة قادمة” معربا عن اعتقاده “بأن التعاون لن يتوقف كليا ولكن سيكون من الضروري تحديد المجالات التي يمكن مواصلته فيها”.
وتابع كلينتسيفيتش “أستطيع أن أتفق مع الممثل الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية بأن أحد أولويات هذا التفاعل هو سورية وهذه الأولويات ينبغي بطبيعة الحال أن تشمل أيضا القضايا المتعلقة بالأمن العالمي ولكن إذا كنا في السابق قد قدمنا في بعض الأحيان تنازلات على أمل خطوات مماثلة من الجانب الأمريكي فمن الآن وصاعدا لن يكون ذلك ممكنا”.
ووقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأول على قانون يفرض عقوبات جديدة ضد روسيا وكوريا الديمقراطية وايران خلف أبواب مغلقة وبعيدا عن الكاميرات معترفا في الوقت ذاته بأن القانون الجديد تشوبه عيوب كبيرة بينما أكدت الخارجية الروسية تعليقا على العقوبات أن السلطات الأميركية تتبع نهجا خطيرا وقصير النظر مشددة على أن جميع التهديدات ومحاولات الضغط التى تقوم بها لن تدفع روسيا لتغيير سياستها.
إلى ذلك أظهرت نتائج استطلاع للرأي في روسيا أن نصف المواطنين الروس تقريبا لا يتوقعون ظهور أي آثار للعقوبات الأخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة ضد روسيا.
وكشف الاستطلاع الذي أجراه المركز الروسي لدراسة الرأي العام وفق ما ذكرت وكالة نوفوستي أن 48 بالمئة من الروس لا يعتقدون أن العقوبات الأمريكية الجديدة ستؤثر على الوضع في روسيا بينما رأى 28 بالمئة أن العقوبات ستتسبب بوقوع تبعات سلبية على حياتهم على حين توقع 9 بالمئة أن آثار العقوبات ستكون إيجابية.
وفيما يتعلق بفرض الولايات المتحدة ودول غربية عقوبات ضد روسيا على خلفية عودة شبه جزيرة القرم إلى روسيا واندلاع الأزمة في شرق أوكرانيا رأى 39 بالمئة من الروس أن هذه العقوبات حسنت الوضع في بلادهم فيما تمسك 26 بالمئة بالرأي المعاكس بينما قال 29 بالمئة إن الوضع في روسيا لم يتغير بسبب تلك العقوبات.
وردا على سؤال حول تأثير العقوبات على حياتهم الشخصية قال 79 بالمئة من المواطنين الروس إنهم لم يشعروا بأي تأثير بينما اشار 18 بالمئة إلى أن العقوبات خلفت تداعيات على حياتهم من بينها ارتفاع الأسعار وانخفاض مستوى الحياة المعيشية ونمو البطالة وارتفاع قيمة الدولار واليورو مقابل الروبل وتقليص الرواتب وندرة وجود بضائع من الدول الخارجية في السوق الروسية وكذلك المشاكل في الحصول على تأشيرات السفر.
وحول العلاقات الروسية الامريكية وصف 39 بالمئة من المستطلعة آراؤهم العلاقات بأنها متوترة و 23 بالمئة بأنها باردة بينما وجد 21 بالمئة أنها عدائية وفقط 10 بالمئة اعتبروها طبيعية.
يشار إلى أن الاستطلاع أجري في الفترة ما بين ال30 و ال31 من تموز الماضي وشمل 1200 شخص تزيد أعمارهم على 18 عاما.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: