دمشق – سانا
أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين فعالية أدبية مشتركة لكل من ملتقى الأجيال والمنتدى الثقافي الفلسطيني في قدسيا تضمنت قراءة من أعمال الأديب جبران خليل جبران ومشاركات شعرية وقراءات نقدية حولها.
بدأت الندوة بقراءة لقصيدة المحبة لجبران من كتاب النبي باللغة الانكليزية التي ترجمها الناقد والكاتب خالد شمس الدين ثم تحدث للحضور عن خصوصيتها وما فيها من معان.
ثم ألقى الشاعر فارس دعدوش قصيدة بعنوان “الهلال” ذهبت إلى الرمزية وللمعاني الداخلية التي يقصدها الشاعر بأسلوب غنائي ومما قال: “يا أيها القمر المحدب من عناء همومنا.. إن لم تزرنا ليلة.. قسما سنصعد للسما.. شهداء نحوك زائرينا”.
عقب ذلك شاركت الشاعرة لينا مفلح بعدة قصائد من بينها قصيدة بعنوان “حين يصرخ المساء” مزجت فيها بين الغزل والحب الإنساني عبر سلسلة من الرموز انسجمت مع إيقاع القصيدة الداخلي فقالت.. “قمري العذري ونافذة..وعواء الرغبة..ثالوث السر اللاكوني يقدس ربه..عيناك اللاتاريخ لغيرهما وصلاتي في المحراب..كمئذنتين وقبة”.
بدوره قرأ الشاعر قاسم فرحات قصيدة أهداها إلى روح الشهيد غسان كنفاني بعنوان “الخزان” ثم ألقى عدة قصائد تغنى فيها بالنضال الفلسطيني وبمقاومة الاحتلال الاسرائيلي فقال في إحداها.. “كم مرة لبس الضباب طريقنا.. فتلعثمت خطواتنا ما تصنع نمشي ونمشي خلف ظل هارب.. وقلوبنا في حلمها تتسكع حتى نصير إلى مشارف لحظة.. شباكها للأغنيات مشرع”.
تلا ذلك مشاركة الشاعرة والكاتبة سمر تغلبي عبر قصيدة بعنوان “ذاك” وقصتين قصيرتين تمحورت الأولى حول فتاة فقدت والدها ولم تستطع تجاوز حزن عميق لف حياتها والقصة الأخرى حول فتاة تسعى إلى التحرر من تسلط تتعرض له في مجتمع ذكوري حيث ربطت فيها الكاتبة بين الإبداع المفارق المميز ودرجة التحرر الفكري والاجتماعي الذي تصل إليه الفتاة بمعنى تزداد الأنثى ابداعاً كلما ازدادت تحرراً.
وفي مشاركته قدم الشاعر يونس السيد علي قصيدتين التزم فيهما بموسيقا اللغة على بحرين من بحور الخليل وفي قصيدته بعنوان “أنا راحل لغدي” حاول تلمس دروب الشعراء الكبار عبر صياغة الحكمة وتقديم محتوى تأملي فكري إلى جانب الصورة الشعرية المدهشة.
ورأى الكاتب عبد الفتاح إدريس عضو الامانة العامة للاتحاد أن الشاعر فارس دعدوش متمكن من أدواته الفنية وقادر على الاستحواذ على المتلقي وجذبه حتى نهاية القصيدة بينما رأى الشاعر جمال المصري أن دعدوش اشتغل على التكنيك “مبنى القصيدة” أكثر مما اشتغل على العمق النفسي والجدلي فيها معتبرا أنه لو التزم الشاعر بحرف الروي لكانت القصيدة موفقة أكثر بأبعادها المتعددة.
وحول ما قدمته الشاعرة مفلح رأى المصري أن عليها أن تتوج قصائدها بخاتمة مدهشة داعيا إياها لأن تحسن من مهاراتها في الالقاء.
أجرى مدير الملتقى الكاتب والناقد سامر منصور حوارا حول أهمية دور موسيقا اللغة والايقاعات الموسيقية في النص الشعري ومدى مساهمتها في تحقيق الشاعرية حيث اختلف الحضور حول هذه النقطة ومن بينها مداخلة رأت ” إنه لمن قبيل المغالطة أن نأخذ عنصراً من عناصر القصيدة ألا وهو موسيقاها ونصنف الشعر تبعاً لهذا العنصر.. شعر عامودي “شعر تفعيلة قصيدة النثر”.