الشريط الإخباري

“رماد الحرب.. حلب تنبض بالموسيقا” ..تجسيد إرادة الحياة لمدينة لا تموت

حلب-سانا

امتزج إبداع الموسيقيين السوريين عبر جوقة ناريكاتسي من حلب بقيادة المايسترو الأب إلياس جانجي واوركسترا دمشق بقيادة الفنان محمد زغلول في الحفل الموسيقي الذي استضافته الكنيسة المارونية في ساحة فرحات بحي العزيزية في حلب.

الحفل الذي حمل عنوان “من رماد الحرب.. حلب تنبض بالموسيقا” هو الأول منذ أكثر من خمس سنوات وأشرفت على تنظيمه وزارة السياحة ومطرانية حلب المارونية.

وعلى مدى ساعة من الزمن عزف أكثر من سبعين موسيقياً 12 مقطوعة موسيقية من مؤلفات الموسيقي النمساوي العالمي موتزارت وتميز أداء العازفين بالإبداع والموهبة والقدرة الموسيقية على أداء مقطوعات موسيقية عالمية تحتاج إلى الكثير من الحرفية والتمكن والتناغم والتجانس بين العازفين لما تمتاز به المقطوعات من أعمال عبقري الموسيقا النمساوي من خصوصية وصعوبة في الأداء.

وأشار الأب جانجي إلى أن هذا الحفل رسالة للعالم أجمع مفادها أن حلب باقية ولا تموت رغم المحن التي مرت بها هذه المدينة التي لطالما تغنت بتاريخها وحضارتها وفنها الأصيل واصفا مشاركة أوركسترا دمشق بتعبير عن تمازج وترابط أبناء الشعب السوري.

وبين ان تقديم أعمال موتزارت شيء صعب ولكن له مغزى مفرح فالمقطوعات المنتقاة تنتقل بين سلم الحزن والفرح والطريقة التي نستطيع التعبير من خلالها عن فرح كبير مشيرا إلى أن الموسيقيين في الحفل قدموا الأعمال باحترافية كبيرة وعالية في الاداء.

بدوره أوضح قائد أوركسترا دمشق أن هذا التعاون مع جوقة ناريكاتسي ليس الأول ويأتي هذا الحفل تعبيراً عن الفرحة بانتصار حلب التي نفضت غبار الإرهاب عنها وهي اليوم تفوح بعطر الموسيقا التي تجسد ارادة الحياة مشيراً إلى أنه رغم التعب والإرهاق الذي شعر به الموسيقيون إلا أنهم كانوا سعداء جداً لتفاعل الجمهور الحلبي معهم الذي طالما تميز بالذوق الموسيقي الرفيع.

ولفت الموسيقي سمير كويفاتي إلى أن أهالي حلب الذين تحدوا الموت والخوف والإرهاب وانتصروا في معركتهم اجتمعوا اليوم بكل أطيافهم في هذا الحفل الموسيقي ليقولوا ان السوريين متمسكون على الدوام بإرادة الحياة وثقافة المحبة والسلام التي تجمع بينهم ومنها يستمدون العزيمة و الإصرار لإعادة بناء الإنسان والوطن.

وأشارت الفنانة ميادة بسيليس الى أن الجمهور الحلبي تابع أمسية موسيقية فريدة افتقدها لسنوات طويلة واصفة الحضور الجماهيري الكثيف بتعبير عن الحالة الإيجابية البناءة التي يعيشها أبناء حلب بعد تخليص المدينة من الإرهاب.

من ناحيته بين المطران يوسف طوبجي رئيس الطائفة المارونية بحلب أن رسالتنا على الدوام هي رسالة سلام ومحبة وتم تجسيدها اليوم بلغة الموسيقا وهي لغة الروح التي يتشارك بها كل البشر على مختلف ثقافتهم في مواجهة لغة الحرب والقتل والدمار لافتاً إلى أن إقامة هذه الأمسية في هذه الكنيسة التي دمر الإرهاب جزءا منها ما هو إلا تأكيد على استمرارية الحياة بإرادة وعزيمة أقوى.

يشار إلى أن جوقة ناريكاتسي أسسها المايسترو الراحل بوغوص عباجيان عام 1983 بهدف إحياء الموسيقا الكلاسيكية وفي عام 2010 قاد الفرقة الأب جانجي وهو من مواليد حلب درس في معهد صباح فخري للموسيقا كما درس العلوم الموسيقية في جامعة الكسليك بلبنان لمدة خمس سنوات متخصصاً في علم الهارموني وتأليف الأصوات الموسيقية ثم درس في معهد الموسيقا المقدسة التابع للفاتيكان متخصصاً في علم قيادة الفرق الموسيقية وتابع دورات تدريبية لقيادة الأوركسترا في معهد مونتريا ل الوطنية بكندا ومعهد السيمفوني الأرمني بأرمينيا وقاد حفلات موسيقية عديدة داخل وخارج سورية.

 

انظر ايضاً

(انتصار حلب)… معرض فني إحياء للذكرى السابعة لانتصار حلب على الإرهاب

حلب-سانا إحياء للذكرى السابعة لانتصار حلب على الإرهاب، ووفاء لأرواح الشهداء الأبرار، أقام فرع اتحاد …