الشريط الإخباري

التشكيلي عيسى النهار: الفنان ابن بيئته وريشته لسان ناطق بأحوالها

الحسكة-سانا

من يتمعن بلوحات الفنان التشكيلي عيسى النهار يرى ما بين تصاويرها الخفية تعاريج نهر الخابور وأشجار الصفصاف على مجراه وبيوت الطين وجمالية صفرة حقول القمح والشعير في مواسم الحصاد وغيرها من تفاصيل وألوان وأحاسيس تعكس تأثير البيئة والمحيط بنشأة الفنان وتوجيه موهبته.

ويقول الفنان النهار في حديث لـ سانا الثقافية: “ولدت ونشأت في إحدى قرى محافظة الحسكة وبدايات الموهبة الطفولية ظهرت من خلال اللعب بالطين الذي كان يعطيني حرية كبيرة في العمل وتشكيل مجسمات لأشخاص وحيوانات بوضعيات مختلفة بعدها بدأت تجاربي في الرسم حيث كنت أبحث في ذلك الوقت عن إثبات نسبة الرسام إلى نفسي من خلال الاقتراب إلى تجسيد الواقع والابتعاد عن الفطرة والعفوية والشفافية”.

ويضيف النهار: “محاولة إثبات الذات قادتني إلى قوانين والتزامات حدت من حرية تعبيري بسبب المحاولات الفنية الواقعية وقيودها والتي تقيس الحالة الإبداعية بمدى اقترابها من واقع الشيء ولكن الرؤية الحقيقية للعمل الفني فيما بعد أصبحت لدي أكثر وضوحاً وهذا يؤدي إلى تبيان معالم الجمال الفني لهذا العمل”.

وحول علاقة الفن بالواقع والبيئة المحيطة بالفنان يرى النهار أن الفنان ابن بيئته وريشته لسان ناطق بأحوالها والمحيط له دور وأثر كبير على نتاجه وبالتالي لا يمكن أن ينفصل عن الواقع ولا عن القضايا المرتبطة به التي يعيشها وخاصة من الناحية الفكرية والتعبيرية أما من الجانب التكنيكي في بناء اللوحة فهو يعتمد على الأسلوب والتفرد والخصوصية ليستطيع الفنان التعبير بطريقة خاصة ومختصرة تلامس واقعه وقضايا وطنه.

وعن علاقة الفنان برسوماته يوضح الفنان النهار أن لكل فنان علاقة وثيقة باللوحة وتعاملا خاصا بها من خلال الأفق الذي ستخرج منه الحالات والتجليات التي تدور في ذهن الفنان فاللوحة قبل الرسم يرى فيها العمل الفني مجسداً بطول وعرض ولون وحالة وفضاءات وخطوط وتداخلات لونية وعلاقتها وتأثيرها مع باقي المفردات “أي حالة تفكير” ثم يبدأ العمل ليقوم الحس بجمع وربط كل هذه المتغيرات وصياغتها وانسجامها والحاكم لهذه العلاقات هو الحدس الذي يقود إلى الإبداع.

وبحسب الفنان النهار فإن للحدس دورا مهما في عملية الإبداع انطلاقا من مفاهيم البديهة والرؤية والإدراك والواقع والخيال والحقيقة والوهم ثم تظهر مفردات وخطوط داخل اللوحة تتطلب من الفنان البقاء والإظهار لأنها ولادة حدسية تظهر فجأة كما يظهر النور في الظلمة فتزداد اللوحة مصداقية وعمقا تعبيريا حتى تكتفي اللوحة وتطلب منه التوقف لتظهر للعلن بعد أن يكون هو اقتنع من بنائها كاملاً ونقدها كأول متلق وقارئ لها.

وحول واقع الحركة التشكيلية في الحسكة يقول النهار: “هناك جمهور واسع يستمتع جداً بمتابعة المعارض ومشاهدة الأعمال الفنية ولكن في الحقيقة قراءة العمل الفني تحتاج إلى ثقافة عامة وثقافة بصرية ولونية وهذه الحالة تكون متفاوتة بين الناس حيث أن أغلب الجمهور يضع حاجزا نفسيا بينه وبين العمل الفني ويرفضه بحجة عدم فهم ماهية العمل” مشيرا إلى أن تكرار حالة التواصل تصبح لدى القارئ ثقافة بصرية ونقدية تقربه أكثر للحوار والمناقشة مع العمل الفني.

أما بالنسبة للواقع الثقافي والفني بالحسكة فيرى النهار أن محافظة الحسكة من المحافظات المميزة وخاصة في مجال الفنون التشكيلية حيث تشهد نشاطا لافتا في هذا الجانب من خلال إقامة أكثر من 15 معرضا للفنون التشكيلية فيها في كل العام وهي حالة جيدة وصحية تعكس أهمية هذا الجانب في حياة أبناء المحافظة.

يشار إلى أن الفنان عيسى النهار من مواليد محافظة الحسكة 1969 خريج كلية التربية وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين له عدة معارض فردية وجماعية داخل المحافظة وخارجها تم تكريمه في عدد من المهرجانات الثقافية والفنية وعمل مديرا لمركز الفنون التشكيلية بالحسكة لأكثر من خمس سنوات ويعمل حاليا مديرا للمركز الثقافي بمدينة الحسكة.

نزار حسن

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency