من علائم قرب فناء البشرية دعوة السعودية «الدّاعم الأول للإرهاب والتطرف في العالم» في قمة العشرين إلى محاربة ومنع جميع مصادر ووسائل وقنوات تمويل الإرهاب الذي شكلت المساهمة السعودية المادية والبشرية النسبة الأكبر فيه على مستوى العالم أجمع، ولم تنجُ من إرهابها أشد الدّول الراعية لها وهي الولايات المتحدة الأميركية التي ضرب الإرهاب السعودي أهم رموزها السياسية والاقتصادية في الحادي عشر من أيلول 2001 .
عندما يصدر الكلام عن «محاربة ومنع جميع مصادر ووسائل وقنوات تمويل الإرهاب» من وكر دعم الارهاب، فلذلك تفسيران الأول إحساس أسرة آل سعود بأن نيران الإرهاب بدأت تشتعل في أطرافها وتهدد وجودها، أما الثاني فيدرج في إطار الضغوط الدّولية والغربية، تحديداً إثر انكشاف التورط السعودي في دعم التنظيمات الإرهابية وخاصة التي تنفذ أجنداتٍ غربيةً، وتجدر الإشارة هنا إلى الكثير من التقارير الغربية والدّولية التي تقدّم الأدّلة الدّامغة على دعم أسرة آل سعود للإرهاب في سورية والعراق والعالم، ومنها تقرير جاكسون الذي أكد بالأدّلة الدّامغة تمويل السعودية للإرهاب في بريطانيا والعالم.
ولعل السؤال المترتب على موقف السعودية في قمة العشرين بشأن مكافحة الإرهاب هو كيف ستستمر أسرة آل سعود في الحكم إذا تخلت عن التطرف والفكر الوهابي الذي يشكل الدّعامة الأولى لاستمرارها في نهب وقهر الشعب السعودي؟…
يعرف كل المتابعين للتنظيمات الإرهابية وأجهزة الاستخبارات أن أسرة آل سعود أنشأت مؤسسات وجمعيات وأدوات مستورة مهمتها إنتاج الفكر المتطرف ودعم الإرهاب بشرياً ومادياً، وفي سبيل ذلك نشرت على أراضيها وفي الكثير من مساجد العالم دعاة شغلهم الشاغل الترويج للفكر المتطرف والإساءة إلى رسالة النبي محمد «ص» التي لخص جوهرها بمكارم الأخلاق، وما فعلته أسرة آل سعود على مدى عقود من الزمن في تشويه رسالة الإسلام يحتاج إلى قرون من الزمن لمحوه والتخلص من عواقبه على البشرية، الأمر الذي يؤكد أن ما قالته السعودية في قمة العشرين ليس إلا للاستهلاك الإعلامي لأن السعودية «في حال توفرت لديها النوايا الصادقة» عاجزة بكل معنى الكلمة عن تنفيذه وتطبيقه لكونه سيتسبب في الإطاحة بحكمها أولاً.
لا شكّ أن لجوء السعودية للدّعوة إلى «محاربة الإرهاب» على منبر قمة العشرين يأتي في ظرف سياسي خليجي، عماده التنافس بينها وبين قطر على تشغيل التنظيمات الإرهابية، ولو كانت أسرة آل سعود صادقة في دعوتها هذه لبادرت في إطار حسن النية قبل انعقاد القمة وأعلنت عن وقف دعمها للإرهابيين في سورية والعراق على أقل تقدير، ولكن حقيقة الأمر أنه ما زالت هذه الأسرة على نشاطها المعهود في دعم الإرهاب الذي يسفك دماء السوريين والعراقيين منذ سنوات.
ما تحدّث به وزير الدولة السعودي في قمة العشرين يجب ألا يبقى في الإطار الإعلامي والاستغلال السياسي ويجب أن توضع الأسرة السعودية أمام مسؤولياتها القانونية والأخلاقية عبر الإعلان عن خطة واضحة توقف فيها الترويج للفكر الوهابي المتطرف وتقفل جميع الجمعيات والأنشطة الدّاعمة للتنظيمات الإرهابية تحت أي صيغة كانت إضافة إلى سلوك طريق يجفف منابع تفريخ الإرهابيين والسعوديين.
ما نطقت به السعودية في قمة العشرين عن مكافحة الإرهاب ليس بجديد، وهي تفعل نقيض ما تقوله في هذا المجال دائماً، ولذلك لا بدّ من إخضاعها للمحاسبة القانونية الدّولية وإدراجها في قائمة الدّول الدّاعمة للإرهاب، واليوم هي مطالبة أكثر من أي وقت مضى بأن تقرن الفعل بالقول وأن تتخلى عن الفكر الوهابي المتطرف بشتى الطرق الممكنة.
صحيفة الثورة
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: