بغداد-سانا
أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن العراق سيواجه الإرهاب ويسقط المؤامرة التي تدعمها دول إقليمية مخاطبا هذه الدول بالقول “إرهابيوكم سيفرون إلى بلدانكم وستهتز الكثير من الأنظمة وستجد نفسها بمواجهة عناصر إرهابية لا تعرف إلا القتل والسلب والنهب وعقول متخلفة وفتاوى تكفيرية يسندها علماء سوء لم يسمعوا أي كلام رفض من حكوماتهم”.
من يرتكبون الجرائم بحق الشعب العراقي مدعومون من قوى وأجندات خارجية
وأوضح المالكي في كلمة له اليوم أن من يرتكبون الجرائم بحق الشعب العراقي ويدمرون بناه التحتية من جسور ومنشآت حيوية ومؤسسات ودوائر حكومية وبنوك ومصارف ما هم إلا “قتلة ومأجورون مدعومون من قوى وأجندات خارجية” مشددا في الوقت ذاته على أن العراق موحد بكل طوائفه في مواجهة تنظيم القاعدة الإرهابي حيث بادر “الشعب العراقي إلى التطوع والانضمام إلى الجيش العراقي لمواجهة الإرهابيين وحماية بلده”.
وأشار المالكي إلى أن الادعاء بأن الإرهابيين ما هم إلا “ثوار من العشائر وأصحاب مطالب يمثل استمرارا لعملية تزييف الحقائق وإساءة جديدة للعشائر وأصحاب المطالب الحقيقية التي تحترمها الحكومة العراقية وعلى استعداد للاستجابة لها” متسائلا “من الذي يقبل من أبناء العشائر العراقية بقتل 400 سجين و175 طالبا من طلاب الكلية العسكرية والقوى الجوية بدم بارد”.
ولفت المالكي إلى أن قائمة هذه الممارسات الإجرامية لا تعبر عن تاريخ ووحدة وموقف العشائر طويلة داعيا “العشائر إلى إعلان براءتها من القتلة والمجرمين المرتبطين بأجندات مدعومة من قوى خارجية”.
تخندق بعض الأطراف العراقية على حساب المصلحة العليا وفر بيئة ملائمة لانتشار الإرهاب
واعتبر المالكي أن تخندق بعض الأطراف العراقية على حساب المصلحة العليا وفر بيئة ملائمة لانتشار الإرهاب مدعوما من قوى خارجية تستهدف استقرار العراق ووحدته الوطنية وعمليته السياسية مبينا أن “الإرهابيين في تنظيم ما يسمى /دولة الإسلام في ا لعراق والشام/ يحاولون خلق أجواء من التأزم والطائفية وفي ظل ذلك برزت عصابات النهب والسلب والقتل وتصفية الحسابات”.
وأكد المالكي أن ما حصل في الموصل لم يكن ناجما عن ضعف القوات المسلحة وإرادتها وتصميمها “حيث أن خيوط المؤامرة تسللت من أجواء العملية السياسية التي أرادت التخريب إلى صفوف القوات المسلحة فكانت الهزيمة معبرة عن المؤامرة” مبينا أنه تم التمكن من إيقاف حالة التدهور “وأقبل الشعب العراقي بمعنويات مرتفعة وبشكل كبير وواسع للتطوع في الوحدات العسكرية والأمنية العراقية لمواجهة الخطر الإرهابي”.
وندد المالكي بإعلام آل سعود ومشيخة قطر وإعلام بعض الدول العربية الذين يدعمون الإرهابيين ويهاجمون الجيش العراقي مضيفا إن “الرسالة التي نوجهها للجميع تتمثل باجتماع القوى السياسية العراقية ووسائل الإعلام أمس لتوحيد الموقف في مواجهة تنظيم القاعدة الإرهابي”.
العراق سيلقن الإرهابيين دروسا وضربات ويسحب من أيديهم وأيدي الذي يقفون خلفهم تصوراتهم الموهومة
وأشار المالكي إلى أن الأزمة في سورية لم تتوقف على حدود سورية والارهاب سيعبر حدودها وإلى أن العراق سيلقن الإرهابيين دروسا وضربات ويسحب من أيديهم وأيدي الذي يقفون خلفهم “تصوراتهم الموهومة بأنهم يستطيعون إسقاط العملية السياسية والوحدة الوطنية والعراق كي يؤسسوا على أنقاضه دويلات وملوك طوائف وأمراء حرب”.
ولفت المالكي إلى أن الموجات الكبيرة من المتطوعين وعملية استقبال الآلاف شابها شيء من الارتباك بسبب كثافة وزخم التطوع لكن المنظومة الإدارية بدأت تأخذ دورها ومهمتها في استقبال المتطوعين المتحمسين لقتال تنظيم القاعدة الإرهابي وزجهم في ميدان المواجهة وهم سيكونون عماد الجيش العراقي القادم المبني على إرادة وعقيدة صلبة.
وأضاف المالكي إن “عملية الفصل ومحاسبة الضباط الذين لم يؤدوا واجبهم الشرعي والوطني ستستمر وسنلاحق كل الذين يثبت أنهم تخلوا عن مواقعهم وسيكون هناك جيش يؤمن بالعراق ووحدته ويرفض الطائفية والتسييس ويلتزم السيادة الوطنية ولا يساوم عليها” مؤكدا أنه ستتم “محاسبة كل من يتسلح من أي طرف باستثناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية العراقية”.
ما يحصل في العراق هو مؤامرة ومخطط إقليمي مشؤوم صرفت عليه أموال ووضعت له مخططات وصممت له حرب إعلامية هائلة
وجدد المالكي التأكيد على أن ما يحصل في العراق “هو مؤامرة ومخطط إقليمي مشؤوم عقدت له جلسات وصرفت عليه أموال ووضعت له مخططات وصممت له حرب إعلامية هائلة وتعاونت معه بعض القوى السياسية المحلية ووقفت خلفهم دول لا تريد للعراق الخير والقوة”.
ودعا المالكي جميع العراقيين إلى الوحدة في مواجهة الإرهاب وإعادة الزخم للعملية السياسية من اجل العراق واستقراره مشيرا إلى أن العراق أنجز مرحلة مهمة من العملية السياسية والديمقراطية والدستورية “ولم يبق للجلسة الأولى لمجلس النواب إلا أيام وسيجتمع فيها تحت ظل الوطن والقانون والدستور لتبدأ انتخابات رئيس مجلس النواب ونائبيه ومن ثم انتخاب رئيس الجمهورية ومن ثم تكليف مرشح الكتلة الأكبر لرئاسة الوزراء”.
يشار إلى أن الجيش العراقي يشن منذ عدة أيام عمليات عسكرية واسعة ونوعية في ظل دعم كبير من أبناء الشعب العراقي بمواجهة المجموعات الإرهابية المنتمية لما يسمى تنظيم /دولة الإسلام في العراق والشام/ الإرهابي وتمكن من استعادة السيطرة على مناطق واسعة شمال العراق والقضاء على عدد من الإرهابيين وتدمير أوكارهم وعرباتهم.