أميركا تستغل محاربة الإرهاب لغزو المنطقة

طهران-سانا

أكدت صحيفة كيهان العربي الإيرانية أن ما تروج له الولايات المتحدة تحت اسم تحالف دولي لمحاربة الإرهاب ما هو إلا خطة جديدة لغزو المنطقة ولكن بصيغة وأسلوب جديدين مؤكدة أن هذه الخطة لن تلقى النجاح.

وقالت الصحيفة في مقال اليوم تحت عنوان أوباما وتناقض ذريعة مكافحة داعش: “إنه من الواضح للجميع أن واشنطن اليوم لا تتمتع أو تحظى بالقبول والرضا وأن سمعتها اليوم وصلت إلى الحضيض وبالوقت نفسه فإن شعبية الرئيس الأميركي باراك أوباما قد انخفضت لدى الشعب الأميركي إلى درجة لم يعد هناك وثوق بتصوراته وأفكاره فضلًا عن شعوب المنطقة التي أعلنت وبوضوح عن رفضها لكل ما يرتبط بأميركا من مشاريع وخطط.”

وأوضحت الصحيفة أن ما يعرفه الجميع بل ما صدر عن كبار المسؤولين في الإدارة الاميركية وكان آخره ما صرحت به وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في آخر كتاب لها من أن “داعش” صناعة أميركية أي أنها ترعرعت وكبرت وتفرعنت بفضل الدعم الأميركي والخليجي ولذلك فإن دعوة أوباما فقدت مصداقيتها وواقعيتها إلا أن هناك أمراً ما مبيتاً لدى أذهان صناع القرار الأميركي يريدون تنفيذه في المنطقة ولم يجدوا ذريعة أفضل من أن يضعوا داعش في الواجهة لأن محاربتها اليوم تحظى بدعم كل الشعوب التي اكتوت بنار هذا التنظيم الإجرامي ولكي تحصل من خلال ذلك على تعاطف أبناء المنطقة معها.

ولفتت الصحيفة إلى أن أوباما وقع في تناقض كبير عند إعلانه محاربة الإرهاب فهو يرغب في محاربته في العراق ودعمه تسليحياً في سورية من خلال إعلان البيت الأبيض أن السعودية وافقت على فتح معسكرات تدريبية للتنظيمات المسلحة في سورية على أراضيها.

وتساءلت الصحيفة هل أن الإرهاب في ذهنية أوباما يحمل لونين أحدهما أبيض والآخر أسود أم كيف أمكن له أن يشخص أن تنظيم “داعش” في العراق إرهابي وفي سورية غير إرهابي .

وقالت الصحيفة: “إن حالة النفور من أميركا قد وصلت حداً لدى شعوب المنطقة بحيث لم تتمكن من تحقيق أي من اهدافها التي رسمتها ما يشكل تقهقراً للمصداقية الأميركية ولذلك لابد لها من أن تندفع نحو مسرحية تمثيلية من أجل إعادة ما فقدت من مصداقيتها لذلك لم تجد بداً من أن تركب موجة مكافحة الإرهاب والتي تحظى بالقبول لدى شعوب المنطقة لتحقق تلك المآرب المشؤومة.”

ورأت الصحيفة أن العقد أو التحالف الذي اعتمد عليه أوباما في مشروعه قد أخذ ينفرط فها هي الحليفات الاستراتيجية بريطانيا وإيطاليا وألمانيا قد أعلنت أنها لن تشارك في هذا التحالف كما تحفظت فرنسا على الموضوع وكذلك بعض دول المنطقة أعلنت عدم اشتراكها في هذا التحالف كتركيا ما يعكس أن هذه الأطراف أدركت أن الموضوع لا يتعلق بتنظيم “داعش” الإرهابي بل إنه يذهب بعيداً فقد يطول استقلال وسيادة بعض البلدان.

وأكدت أن أوباما اليوم يعيش حالة من التناقض والتشويش الكبيرين بحيث لم يعد ستطيع أن يقنع أحداً بخطته ولذلك فإنه وضع لها التوقيتات الطويلة الأمد والمرحلية والمهم في الأمر والذي أسقط ما في يد أوباما هو أن الشعوب عرفت كيف تواجه الإرهاب وبالطريقة التي ستقتلع بها جذوره من الأساس.