الشريط الإخباري

من إنتاج آل سعود-تشرين

بعد ما جرى في العراق من هجوم إرهابي تكفيري لعصابات «داعش» على الموصل، وبسرعة غير معهودة منها، قالت مملكة آل سعود: إنها ترفض التدخل الخارجي في العراق، وتعني بذلك التدخل الأمريكي الذي ألمح إليه ولم يقرره الرئيس الأمريكي.

مملكة آل سعود ترى في احتمال ضرب الأمريكيين لإرهابيي «داعش» في العراق تدخلاً خارجياً وهي ذاتها التي طالبت بالغزو الأمريكي للعراق، ومولته وغطّت عليه سياسياً وإعلامياً، ولا تزال حتى الآن تهلل له وتتحدث عما تسميه محاسنه، فكيف يستقيم ألا يكون الغزو الأمريكي للعراق تدخلاً خارجياً ويكون مجرد احتمال توجيه الأمريكيين ضربات لإرهابيي «داعش» تدخلاً خارجياً؟! إنها معادلة زمن الكهوف.

ومملكة آل سعود هذه ذاتها هي التي طالبت الأمريكيين وتطالبهم منذ ثلاث سنوات، وتلح في مطالبتها لهم بتنفيذ غارات على سورية، وتعدهم بدفع تكاليف هذه الغارات بعد ضرب رقم التكاليف بعشرة، وحاولت افتعال مشاكل معهم إذا ما استمروا في رفض هذا الطلب، فهل هذه الغارات الأمريكية لو وقعت لا سمح الله ليست تدخلاً خارجياً في شؤون سورية؟.

ويأتي هذا الموقف غير المفاجئ من آل سعود في وقت كشفت فيه وسائل إعلام عراقية وعربية وأجنبية أن المخابرات السعودية تسرّب مجموعات من الإرهابيين عبر الحدود إلى العراق، بعد أن تمدها بالمال والسلاح وفتاوى التكفير وما يعنيه من قطع لرؤوس البشر بالسواطير.

إضافة إلى ذلك يعرف أهل المنطقة والمراقبون أن إرهابيي «داعش والنصرة والجبهة الإسلامية» هم في الأساس وهابيو الفكر والسلوك، أي إنهم من إنتاج مملكة آل سعود حصراً.

فآل سعود وأجهزتهم الظلامية هم الذين يجمّعون هؤلاء الإرهابيين، ويخضعونهم لدورات غسيل أدمغة عبر شيوخ الفتنة الموظفين عندهم، ومن يدربونهم على القتل والتكفير، ويمدونهم بالمال والسلاح، ويوجهونهم نحو العراق وسورية وغيرهما من البلدان.

إذاً وباختصار شديد فإن مشكلة العرب منذ ثلاثينيات القرن الماضي هي في تآمر آل سعود وظلاميتهم، وتكريس عائدات أموال النفط لملذاتهم وخزائنهم أولاً، وللإساءة للعرب والإسلام ثانياً، هذه حقائق يجب ألا تغيب عن بال أي عربي شريف.

بقلم: عز الدين الدرويش