في ذكرى تأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية.. 66 عاماً من البناء والنضال والتحدي

دمشق-سانا

تصادف اليوم التاسع من أيلول الذكرى السادسة والستون لتأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والذي جاء بعد نضال طويل وشاق خاضه الشعب الكوري بقيادة زعيمه الراحل كيم ايل سونغ ضد القوى الامبريالية والاستعمارية وبعد تضحيات كبيرة قدمها لنيل حريته وبناء دولته وكيانه الوطني.

ويأتي الاحتفال بهذه الذكرى وسط تواصل الحصار الجائر الذي تفرضه الدول الامبريالية الغربية على الجمهورية ووسط استمرار الأعمال العدائية والاستفزازية التي تقوم بها الولايات المتحدة وحليفتها حكومة كوريا الجنوبية ضد سيادة واستقلال هذا البلد وذلك في ظل تمسكه بمبادئه وسياساته الثابتة القائمة على رفض الهيمنة الامبريالية والوقوف في وجه المخططات الاستعمارية ومساندة القضايا العادلة لشعوب العالم.

شكلت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية منذ تأسيسها نموذجا لنظام سياسي واقتصادي واجتماعي متميز حيث تبنت الاشتراكية فكراً ومنهجاً واعتمدت على مجموعة من النظريات التي تؤكد أن جماهير الشعب هي صاحبة الثورة والبناء وهي التي تملك القوة الدافعة لهما إضافة إلى إعطاء الأولوية لبناء جيش قوي قادر على الدفاع عن استقلال البلاد وسيادتها.

وبناء على هذه الأفكار والقدرة الخلاقة التي امتلكها الشعب الكوري بقيادته التاريخية ممثلة بالزعيمين الراحلين كيم ايل سونغ وكيم جونغ ايل استطاعت كوريا الديمقراطية أن تواصل التقدم إلى الأمام رغم كل العواصف التي واجهتها والمصاعب التي اعترضت طريقها وعلى الرغم من كل المؤامرات التي حيكت ضدها وحاولت حرفها عن مسارها الداخلي وثنيها عن تبني سياسات مناصرة لحقوق الشعوب المضطهدة في العالم.

ووفق المحللين فإن العامل الأساسي في حالة الصمود الذي تبديه كوريا الديمقراطية في مواجهة الحملات الشرسة التي تتعرض لها من قبل قوى الهيمنة الامبريالية تمثل في الوحدة الفكرية والروحية الكفاحية التي يعيشها شعبها وجيشها وفي قدرتهما على التغلب على الصعوبات الناجمة عن الحصار الجائر والضغوطات الاقتصادية الهائلة المفروضة على البلاد حيث نجحت كوريا الديمقراطية في بناء أسس متينة للاقتصاد المستقل الذي تخطى المصاعب اعتمادا على تقنياتها وقواها الذاتية تكريسا لنهج حزب العمل الكوري الذي يرى في الاعتماد على النفس أسلوباً كفاحياً وجزءا من التراث الكوري.

كما استطاعت كوريا الديمقراطية أن تتابع مسيرتها في بناء الدولة القوية المزدهرة حتى في أقسى الظروف التي عانت فيها من الحروب والاعتداءات الخارجية حيث استطاعت أن تلحق الهزيمة بأعدائها وأعادت بناء نفسها بعد الحرب التي شنت عليها من قبل الولايات المتحدة وحلفائها عام 1950 وحتى عام 1953 وأدت إلى تدمير كبير للبنى التحتية والإمكانات الاقتصادية وسقوط أكثر من مليون ومئتي ألف ضحية من أبنائها لتصبح إحدى الدول المؤثمرة على الصعيدين الاقليمي والدولي.

وتشير المعطيات في هذا السياق إلى أن الشعب الكوري تمكن من إعادة إعمار بلده في غضون سنوات ثلاث فقط بعد الحرب كما نجح في إنجاز التصنيع وتطوير قدراته الصناعية خلال مدة لا تزيد عن 14 عاما فقط لينمو الناتج الصناعي بمعدل 1ر19 بالمئة سنويا وهو معدل لم تستطع أكبر الدول أن تصل إليه ولتتابع فيما بعد تقدمها السريع لتبلغ في السنوات الماضية مراحل متقدمة في كافة المجالات الاقتصادية والتقنية والعسكرية.

ويكفي أن نشير إلى أن كوريا نجحت في اطلاق قمر صناعي وإجراء تجارب نووية بقواها الذاتية التي مكنتها من الدخول إلى مصاف الدول الفضائية والنووية القوية إضافة إلى الإنجازات الكبرى على صعيد تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء من خلال استصلاح وتطوير حقول وأراض واسعة لتحقيق الأمن الغذائي والحفاظ على السيادة الوطنية من الاستغلال الامبريالي الغربي.

وعلى الرغم من كل الصعوبات واصلت الجمهورية تطبيق سياساتها الشعبية كتطبيق نظام العلاج المجاني العام ونظام التعليم المجاني العام وإلغاء الضرائب وبناء المساكن على حساب الدولة وتقديمها للسكان دون مقابل وتطبيق نظام الإجازة مدفوعة الأجر ونظام الاستجمام والراحة على نفقة الدولة.

واليوم وفيما تستمر الهجمة الامبريالية الشرسة ضد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية يواصل الشعب الكوري بقيادة زعيمه كيم جونغ اون التمسك بمبادئه ورفض الخضوع للهيمنة الامبريالية حيث تستمر مسيرة التقدم والبناء والتطور الاقتصادي والعلمي والتقني وتستمر سياسة التحدي ورفض الإملاءات الخارجية والتأكيد على الجاهزية للرد على أي اعتداء خارجي يطول سيادة واستقلال البلاد كما يستمر الالتزام بدعم القضايا المحقة لشعوب العالم.

وضمن هذا الإطار تأتي المواقف الثابتة التي أعلنتها كوريا الديمقراطية في الوقوف إلى جانب سورية في مواجهة المؤامرة والعدوان الإرهابي الذي يشن عليها منذ أكثر من ثلاث سنوات وكذلك الالتزام بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومساندته في مختلف المحافل الدولية وصولاً إلى تحقيق مطالبه المشروعة في بناء دولته المستقلة ورفض العدوان الاسرائيلي المستمر على الدول العربية ورفض الاعتراف بالكيان الاسرائيلي المحتل.

يضاف إلى ذلك مواقف كوريا الديمقراطية تجاه مختلف القضايا الدولية والقائمة على رفض المشاريع الاستعمارية وضرورة مواجهتها بكل السبل والوسائل وصولا إلى بناء عالم قائم على العدل والمساواة واحترام حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة واستقلال.