الشريط الإخباري

أمهات الشهداء في عيد أبنائهن: سورية تستحق أغلى التضحيات لتبقى أرضا للمحبة والسلام

اللاذقية-سانا

مع انقضاء ست سنوات من الحرب الإرهابية على سورية قدم فيها الشعب السوري يوميا الغالي والنفيس من دماء أبنائه .. يعود يوم السادس من أيار من جديد كمحطة تاريخية يستذكرون فيها عظمة هذه التضحيات التي يخطها الشهيد نصرا بلون دمه.

فالسوريون عندما اختاروا هذا اليوم عيدا لشهدائهم..تخليدا لذكرى قاماتهم الوطنية التي أراق دماءها سفاح السلطنة العثمانية في ساحات دمشق وبيروت في العام1916 كانوا يدركون أن هذه الدماء رسمت بداية الطريق للتخلص من الظلم والإستبداد العثماني الذي دام أكثر من أربعة قرون..ليتابعوا بعدها خطا أبائهم وأجدادهم في تقديس الشهادة إيمانا منهم بان الشهداء هم حماة استقلال وطنهم ووحدة ترابه.

ومع كل لحظة منذ بدء الحرب الإرهابية على وطنهم في آذار 2011 يضيف السوريون إلى عيد الشهداء ألقا وإلى تراب وطنهم الذي تخضبه دماء شهدائهم مزيدا من النقاء.. تدفعهم غيرتهم وكرامتهم وأمهات ربين أولادهن على حب الوطن والتضحية لأجله.

” فالشهيد سياج للوطن..يدفع عنه أطماع المعتدين وعن أبنائه هول الإرهاب وجرائمه..” كما تصفه حسيبة عربية مستذكرة ابنها الشهيد مظهر ديوب..” الذي اختار أن ” يثبت بسلاحه في أحد المواقع بمدينة البوكمال..يواجه الإرهابيين والموت ويؤمن نجاة باقي أصدقائه”.

عربية ترى أنه ” يحق للسوريين دون غيرهم تخليد يوم الشهداء والاحتفاء به..فهم يثبتون للعالم بصمودهم وقوتهم وتضحياتهم خلال هذه الحرب رغم ما يرافقها من حصار وتزييف للحقائق..أنهم يناصرون الحق وأنهم صناع نصر”.
وتجمع سعاد جنيدي ذاكرتها لتقبض على اللحظة الأخيرة التي جمعتها بابنها قبل أن يودعها..ورغم تأكيده انه سيعود ملفوفا بالعلم الوطني..كانت تنتظر أن تطلق زغاريد الفرح بعرسه..بيد انه اختار أن يكون عرسه للوطن.

جنيدي أم الشهيد النقيب علي أحمد..تعود لتطلق زغاريد شوقها إلى عريس الوطن وتقول على أكتاف كل أحبته مضى ” علي” إلى طريق الخلود..ترك لنا ابتسامة وأملا بالنصر واخذ معه محبة أهله وجيرانه وحفنة تراب من وطنه.

وتضيف..” الوطن يستحق منا كل التضحيات ليبقى دائما كما أحببناه واحة محبة وسلام وخير”.

قبل ثلاث سنوات زفت جنيدي ابنها الآخر ميماس إلى الخلود.. ” التحق علي بأخيه ..رويا معا تراب حلب الغالي دفاعا عن سورية..وعن كل هذا الجمال في هذه الأرض التي تحتفي بجسديهما ” فيما يهم والد الشهيدين بزراعة أرضه رغم تقدمه بالعمر ويقول..” سنبقى هنا نزرع هذه الأرض..ونحافظ عليها..لأن كل حبة تراب فيها تحكي قصصنا وتضحياتنا”.

في مكان آخر من محافظة اللاذقية لكنه لا يختلف بتفاصيله عن بقية أحيائها وأريافها التي تزدان بصور الشهداء..تتعانق أمام منزل ” حميدة ابراهيم ” صورة الشهيدين نزار علي وابنه باسل..فالأب قضى على يد الإرهابيين أثناء ادعائهم ” بسلمية تحركهم ” فيما نال الابن الشهادة حاملا سلاحه بوجه الإرهاب التكفيري بريف دمشق.

ابراهيم التي أفقدتها الحرب الزوج والابن ترى في الشهداء عناوين وجود السوريين ومصدر الهام باقي ابناء الشعب السوري بالقوة والعزيمة مؤكدة الاستمرار بتقديم التضحيات لتحقيق النصر وفاء لدماء الشهداء الطاهرة التي روت تراب سورية لتبقى عزيزة وشامخة.

ومن الحسكة تتحدث مديحة قناص الخرابة احدى الأمهات بقوة وشموخ وعبارات الفخر لم تفارق مفرداتها التي حاولت انتقاءها بعناية وللحظات تنساب عباراتها دون تفكير مزجت حديثها الحزين بالفخر والإصرار لعلمها أن كل ما يقدم في سبيل الوطن يبقى قليلا.

وتقف الخرابة التي لم تنل الأزمة من عزيمتها فكلها أمل وثقة بالمدافعين عن الوطن أبطال الجيش العربي السوري في تحقيق الأمن لسورية لتعود كما كانت أرضا للمحبة والعطاء تتامل للحظات عناصر الجيش العربي السوري عند نقاطهم لتتذكر بطولات أبنائها الثلاثة الذين قدموا أرواحهم في سبيل الوطن وتبقى لها ولد وحيد يقبع حاليا تحت حصار تنظيم “داعش” الإرهابي في دير الزور.

الأم مديحة وبعبارات ممزوجة بالضعف والقوة أحيانا تقول لمراسل سانا في الحسكة “قدمت أبنائي الثلاثة شهداء للوطن كما أن زوج ابنتي ارتقى شهيدا لينالوا جميعا شرف الدفاع عن أرضهم إلى جانب رفاقهم في السلاح والكرامة”.

وتتابع.. أول الشهداء من أبنائي يدعى فرحان الأطرش 50 عاما كان في صفوف قوى الأمن الداخلي متزوج وله ثلاث بنات ارتقى شهيدا أثناء مشاركته إلى جانب الجيش العربي السوري في التصدي للمجموعات الإرهابية التكفيرية في الحسكة والثاني كان حسن من مواليد 1993 وهو عنصر في الجيش العربي السوري ارتقى شهيدا في دير الزور والشهيد الثالث محمد مواليد 1981 ارتقى أيضا في مواجهة الإرهاب التكفيري بدير الزور … وتضيف تأثرت كثيرا لخبر استشهاد محمد كونه كان الأقرب ويقيم معي بالمنزل نفسه وكان متطوعا في صفوف القوى الجوية ليلحق بهم زوج ابنتي احمد الحلبي الذي كان عنصرا في صفوف الجيش العربي السوري وهو من مواليد 1993 وارتقى شهيدا في دير الزور أيضا.

وتؤكد مديحة أن سورية منتصرة بدماء شهدائها وصمود قيادتها وشعبها داعية كل أبناء سورية لتلبية نداء الوطن والدفاع عنه “فالأرض لا تصان إلا بدماء أبنائها الذين سيطهرون ترابها من الإرهاب”.

وبالرغم من قوتها إلا أن مشاعر الأمومة كانت تطغى عليها فتنهال دموعها و تتوقف للحظات عن الحديث لتتابع من جديد “كلهم ارتقوا خلال هذا
العام”.

على دروب التضحية لأجل سورية ينهل السوريون من آبائهم وصدور أمهاتهم ليكونوا كما عهدهم الوطن ..أبطالا يصنعون النصر بدمائهم ومنها يرنون إلى المستقبل.. أبطالا جعلوا من تراب سورية الأغلى بعد ان رووه بدمائهم وزكته ارواحهم وهم يدفعون عن وطنهم تآمر أكثر من 80 دولة بمرتزقتهم وارهابييهم واموالهم واعلامهم ..فكانت دماوءهم سياجا على جنباته اسقط كل أطماع وأحلام المعتدين.

بسام الابراهيم

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

بمناسبة عيد الشهداء… تكريم أسرة 300 شهيد في حمص

حمص-سانا كرمت محافظة حمص اليوم بالتعاون مع مديرية شؤون الشهداء والجرحى والمفقودين