الكشف عن عمليات التعذيب التي ترتكبها ال CIA بحق معتقلين مشتبه بهم

لندن-سانا

في الوقت الذي يستعد فيه مجلس الشيوخ الأمريكي لنشر تقرير يوثق برنامج التعذيب الذي تطبقه وكالة الاستخبارات الإمريكية سي آي ايه بحق معتقلين محتجزين منذ سنوات طويلة في سجون سرية كشف الكاتب البريطاني بيتر فوستر أن الوكالة الأمريكية كادت أن تقتل معتقلين مشتبه بهم خلال التحقيقات وعمليات التعذيب والاستجواب القاسية التي تمارسها بحقهم سواء في معتقل غوانتانامو أو في سجونها السرية الأخرى التي يطلق عليها اسم (السجون السوداء).

وفي مقال نشرته صحيفة ديلي تلغراف البريطانية لفت فوستر إلى أساليب التعذيب التي تستخدمها وكالة الاستخبارات الأمريكية أثناء عمليات استجواب المعتقلين في السجون التابعة لها حيث شارف بعض السجناء على الموت جراء استخدام أساليب تعذيب مختلفة وأبرزها طريقة الإيهام بالغرق.

وأوضح فوستر أن مسؤلاً أمنياً اطلع على تقنيات الاستجواب التي تتبعها وكالة سي آي ايه الأمريكية أكد أن عناصر الوكالة المسؤولين عن عمليات التحقيق مع المعتقلين المشتبه بهم اعتمدوا على طريقة الايهام بالغرق إلى حد كبير ولا سيما خلال السنوات التي اعقبت هجمات أيلول عام 2001 مشيراً إلى أن طريقة التعذيب تلك لم تقتصر فقط على إغراق رؤوس السجناء بالمياه وهم معصوبو العيون بل وصلت إلى حد تثبيتهم تحت الماء حتى يصلوا لدرجة الموت.

وتأتي هذه المعلومات في الوقت الذي يستعد فيه مجلس الشيوخ الأمريكي لنشر نسخة رفعت عنها السرية مما يسمى بتقرير التعذيب المكون من 3600 صفحة والذى يستند إلى ملايين الوثائق السرية التابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية.

ومن المتوقع أن تثير هذه الوثائق صدمة كبيرة لدى الرأي العام الأمريكي عند نشرها لما تحتويه من تفاصيل عن أساليب الاستجواب القاسية وعمليات التعذيب التي تقوم الوكالة الأمريكية بإرتكابها بحق المعتقلين في سجونها.

ووصف سياسيون أمريكيون وناشطون حقوقيون بعض أساليب الاستجواب التي تتبعها وكالة سي آي ايه/ الأمريكية بأنها عمليات تعذيب إذ أنها تنطوي على إجهاد نفسي وبدني كبيرين.

وكانت هيئات ومنظمات حقوقية عديدة انتقدت لجوء الإدارة الأمريكية إلى ممارسات التحقيق القاسية ومنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي أعربت في تموز الماضي عن قلقها بشأن ازدياد عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم في إطار ما يسمى الحرب على الإرهاب ومن ثم احتجازهم في أماكن سرية وطلبت تقديم معلومات عن هؤلاء المعتقلين ومقابلتهم لكن الإدارة الأمريكية لم تكترث بتلك المطالب.

ووفقا لوثائق وتقارير إخبارية فإن السجون الأمريكية السرية التي تديرها وكالة الاستخبارات سي اي ايه والمعروفة باسم السجون السوداء تنتشر في عدد من الدول بما فيها بولندا ورومانيا وأفغانستان وتأتي في إطار برنامج سري لنقل السجناء المعتقلين على متن طائرات إلى جهات غير معروفة وحبسهم دون معرفة أحد بوجودهم.