شعبة ثقافة الطفل باللاذقية: أنشطة متنوعة لتعريف الطفل بتراثه المحلي

اللاذقية-سانا

تهتم شعبة ثقافة الطفل المتحفية والأنشطة المدرسية المحدثة مؤخراً في دائرة آثار اللاذقية بتشجيع الأطفال على القراءة والحوار ومناقشة مختلف القضايا بأسلوب حضاري يقوم على طرح الرأي والرأي الآخر وتأسيس مبادرات حوارية لخلق جيل متفاعل له علاقة بناءة مع المتحف الوطني والمواقع الأثرية والتراث الوطني.

وأشار المهندس ابراهيم خير بك مدير آثار اللاذقية إلى أن الشعبة تسعى لزيادة وعي المجتمع المحلي بأهمية الآثار وحمايتها ما يخفف أعباء وزارة الثقافة في حماية وصون مواقعنا الأثرية.1

ويضيف في حديث لنشرة سياحة ومجتمع في مرحلة الطفولة تبدأ الروح الجماعية في الظهور ويتعرف الطفل على الصواب من الخطأ ويتدرب على الإمتثال للقوانين والواجبات وتدفعه مهاراته إلى محاولة الخلق والابتكار كما يدرك الطفل مفهوم الزمان والمكان والقديم والحديث ومن هنا تأتي مهمة المتحف الوطني لمساندة وزارة الثقافة بتوعيتهم ببعض المفاهيم الجغرافية والتاريخية والتراثية لزيادة ثقافتهم في مجال التراث وهي مهمة وطنية تساهم في رسم وبناء علاقة الطفل بالتراث وتحديد هوية هذه العلاقة في المستقبل باستقطاب أكبر عدد ممكن من أطفال المدارس في حدائق متاحفنا ومواقعنا وخلق علاقة ثقافة ومحبة بين الطفل والآثار وهذا يحتاج إلى تنسيق مستمر مع جمعيات رعاية الطفولة والمدارس العامة والخاصة واتحاد الشبيبة والكشافة بالإضافة لاستثمار حصة الطلائع والنشاط لكل صف أو حتى لكل شعبة ولو لمرة واحدة في العام على مستوى مدارس المحافظة .

وتم تكليف المهندسة  وفاء دريوس تسيير أعمال شعبة ثقافة الطفل المتحفية والنشاطات المدرسية وكان باكورة أعمالها في حديقة المتحف الوطني باللاذقية بالتعاون والتنسيق مع فرع اتحاد شبيبة الثورة باللاذقية إقامة ملتقى رعاية المواهب الفنية تحت عنوان الشباب والفنون حضارة المستقبل حيث تؤكد دريوس أن أنشطة الشعبة تلبي حاجات نفسية واجتماعية تشمل أكبر شريحة ممكنة من فئة الطفولة من طلاب المدارس وأبناء الشهداء وأطفال المهجرين من المحافظات الأخرى لمختلف الفئات العمرية.4

وأشارت إلى ضرورة التعاون مع المرشدين النفسيين في المدارس والمراكز المختلفة لمساعدة الأطفال على تجاوز الظروف الصعبة التي مروا بها خلال الأزمة كي لا تترك لديهم آثارا نفسية سلبية في المستقبل القريب .

وتتابع دريوس لا بد من إيلاء الناحية النفسية لدى الطفل كل اهتمام وهنا يأتي دور الشعبة بالتعاون مع مديرية التربية في المحافظة للتخفيف عن هؤلاء الأطفال واحتوائهم تعليميا ونفسيا عن طريق بناء الثقة بين الطفل ومن حوله إضافة الى إخراجه من الجو التلقيني في المدرسة وإتاحة فرصة أكبر للأنشطة اللاصفية التي تمكنه من زيارة المتاحف والمواقع الأثرية والحدائق وتنشيط المسرح المدرسي والتعرف على مهن تراثية تعطي مهارات للطالب تفيده في حياته المستقبلية.

وأكدت دريوس أن شعبة ثقافة الطفل تحاول التنسيق مع جميع الفعاليات والمؤسسات الحكومية والخاصة في المحافظة إضافة إلى الجمعيات والمدارس والمنظمات وفرق الكشافة لإتاحة المجال لأكبر عدد ممكن من الأطفال للقدوم إلى المتحف الوطني وزيارة الأماكن الأثرية المختلفة ولاسيما أن هناك أنشطة عديدة سيتم طرحها لاحقاً لينخرط بها الأطفال كتعليمهم أصول التنقيب عبر أحواض رملية صغيرة توضع ضمن المتحف وتعريفهم بأصول صناعة الفخار باستخدام أسلوب التعلم عن طريق اللعب إضافة إلى تنمية ثقافة الطفل التراثية وأسس الحفاظ على البيئة والآثار .

بدورها أشارت المدربة  ريم خضور رئيسة أكاديمية إعداد القادة التي زارت مع الأطفال الأكاديميين ربوع المتحف لتعريفهم بأهم القطع والمقتنيات التي يحتويها إلى أن عدداً كبيراً من الأطفال لم يكن لديهم أدنى فكرة عن المكان وهذا حال شريحة كبيرة من أقرانهم في مثل سنهم .2

وتضيف يعتبر منهاج الأكاديمية داعما للمنهاج المدرسي بشكل كبير ونظرا لوجود نقص واضح للأنشطة الميدانية ضمن المدارس نحاول أن نملأ هذا الفراغ بطريقتنا وأسلوبنا الخاص وتأتي زيارتنا إلى المتحف الوطني لتعزيز مبادئ أساسية نقوم بترسيخها في نفوس الأطفال حيث نعمل حاليا على مفهوم المواطنة الفاعلة ولعل التعرف على المواقع الأثرية الموجودة في المحافظة يعزز الأمر الذي نسعى إليه ولا سيما أن الطفل تعرف على مبادئ أساسية للحفاظ على اللقى والقطع الأثرية وقام المعنيون بالمتحف بتنفيذ جولات تعريفية أجابوا خلالها عن مختلف أسئلة الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين 9 و11 عاماً وهي مرحلة عمرية هامة لتعزيز قيمة الانتماء للوطن والاعتزاز بأجدادنا وتاريخنا وهذا ما نعمل عليه بالتعاون مع الجهات التي لها نفس توجهاتنا.

وتشير المدربة خضور إلى أن الزيارات الميدانية تحقق فائدة كبرى في دعم وعي الأطفال سواء في الحدائق العامة والمواقع الأثرية وهذا ما تركز عليه أكاديمية إعداد القادة لتعزيز الوعي البيئي لدى منتسبيها وتوعية المحيط في الوقت عينه بنشر لافتات يصممها الأطفال أنفسهم في المكان الذي يتواجدون به ففي نهاية الزيارة إلى المتحف قام الأطفال بانجاز لوحات توضح أهم ما تعلموه من زيارتهم إلى المتحف في فقرة الرسم الحر والتي نفذت ضمن حديقة المتحف .

ياسمين كروم