قبل أن تنهي إدارة الرئيس الأميريكي دونالد ترامب شهرها الثالث عملت على زيادة التوترات في العالم بدلاً من التوجه للتعاون مع الدول الفاعلة لخفض هذه التوترات وإيجاد الحلول السياسية لها،
فكان العدوان الأميركي على مطار الشعيرات والتهديدات الأميركية لكوريا الديمقراطية وتجريب أكبر قنبلة غير نووية على الأراضي الأفغانية بحجة استهداف تنظيم (داعش) الإرهابي.
ما تريد الولايات المتحدة قوله للعالم من هذه التصرفات العدوانية: ((إما أنا أو الفوضى)) متجاهلة التبدلات الكبيرة التي أحدثها صمود سورية وشعبها بوجه أعتى حرب إرهابية قادتها واشنطن عبر حلفاء وأدوات لها في أوروبا والمنطقة.
لاشك أن الموقف الروسي القوي والمناصر لشرعة الأمم المتحدة أفقد إدارة ترامب صوابها، ولكن قد يكون غير كاف لمواجهة الغطرسة الأميركية أو لدفع الولايات المتحدة إلى القبول بوجود قوى كبرى تشاركها إنتاج القرارات في العالم، وهنا يقع اللوم على كل القوى الصاعدة التي ما زالت حتى اليوم لا تبدي مواجهة مباشرة للتصرفات العدوانية الأميركية التي لا تستثني أي دولة في العالم تريد أن تخط مستقبلها وفقاً لشرعة الامم المتحدة ومصالحها الوطنية.
إن التصرفات العدوانية لإدارة ترامب من شأنها إدخال العالم في دوامة عدم استقرار كبيرة وخطيرة، وفتح الباب أمام تكاثر سريع للتنظيمات الإرهابية التي باتت موجودة في جميع قاراته بفعل التمويل الخليجي والاستغلال الأميركي لها لتحقيق مآربها الاستعمارية والاستغلالية.
من غير المضمون الاعتماد على الدول الأوروبية لكبح جماح الولايات المتحدة، لأن هذه الدول أصبحت عاجزة عن لعب هذا الدور وهي تسير في فلك واشنطن التي تعاملها بطريقة مهينة أحياناً، والمثال الصارخ على ذلك هو رفض الرئيس الأميركي ترامب مصافحة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمام الكاميرات في عقر دارها رغم طلبها لذلك الأمر الذي اعتبرته الصحافة الألمانية إهانة كبيرة للدولة والحكومة الألمانية.
وكذلك الأمر لا يمكن التعويل على أدوات أميركا في المنطقة وخاصة دافعي الأموال الخليجيين الذين هللوا للعدوان الأميركي على مطار الشعيرات وطالبوا باستمراره، واليوم يهللون لتهديدات واشنطن ضد كوريا الديمقراطية ويبدون استعدادهم لتمويل العدوان الأميركي عليها، وأعتقد أن هذه الدول ستهلل لأي اعتداء أميركي في أي مكان حتى لو كان على دولة خليجية خوفاً من أن يأتيها الدور.
إن دفع إدارة ترامب لإعادة التفكير بسياستها العدوانية وتصرفاتها غير المحسوبة مرهون بالدول التي لديها القوة الاقتصادية والبشرية والعسكرية وهي موجودة في كل القارات مضافاً إليها الدول التي ترفض الانصياع للسياسة الأميركية وهي كثيرة، ولكن تقاعس القوى الكبرى في العالم عن مواجهة السياسة الأميركية الرعناء ينعكس سلباً على مواقف تلك الدول الأمر الذي يمنع إنتاج حالة سياسية واقتصادية دولية ضد الولايات المتحدة.
يعد الموقف الروسي المستند إلى الشرعية الدولية في مواجهته للسياسة الأميركية العدوانية مثالاً فعالاً لكل القوى الأخرى ومنها الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا لتحذو حذوه خدمة للبشرية التي تهددها الولايات المتحدة اليوم بأكبر قنبلة غير نووية وربما غداً بأكبر قنبلة هيدروجينية، ومن واجب جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تشعر بالخطر الأميركي في حال أرادت أن تحافظ على سيادتها وأمنها القومي الذي لا يعرف الحدود.
صحيفة الثورة
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: