موسكو-سانا
أكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو أن العدوان الأمريكي على سورية هو انتهاك للقانون الدولي مشيرة إلى أنه نفذ دعما للتنظيمات الإرهابية.
وقالت ماتفيينكو في تصريحات للصحفيين بعد محادثاتها مع رئيسة مجلس الشعب الدكتورة هدية عباس في موسكو اليوم “ليس هناك شك في أن هذا عمل عدواني ضد دولة ذات سيادة وانتهاك فظ للقانون الدولي ولم تكن هناك أي أسس للقيام بمثل هذه الضربة”.
وأضافت ماتفيينكو “يمكن اعتبار هذه الضربة بمثابة إشارة لدعم الإرهابيين” مشيرة إلى أن روسيا تصر على اجراء تحقيق فوري فيما جرى في خان شيخون التي يزعم الغرب أنه وقع فيها هجوم كيميائي.
وأكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي أن موقف روسيا لا يزال ثابتا فيما يخص ضرورة تضافر الجهود في مكافحة الإرهاب في سورية وأن موسكو ستبذل كل الجهود لدعم الشعب السوري في مكافحة الإرهاب معيدة إلى الأذهان أن أعضاء مجلس الاتحاد الروسي سيتبنون في جلستهم العامة يوم غد بيانا يدينون فيه عدوان الولايات المتحدة على سورية.
وكانت جولة مباحثات جرت اليوم بين الوفدين الروسي والسوري برئاسة ماتفيينكو وعباس أكدت خلالها رئيسة مجلس الاتحاد الروسي على الاهتمام البالغ الذي يعيرونه في روسيا لزيارة رئيسة مجلس الشعب والوفد المرافق لها إلى موسكو لما لها من أثر كبير على تطوير العلاقات البرلمانية بين البلدين.
وقالت ماتفيينكو خلال لقائها وفد مجلس الشعب السوري في موسكو إن “العلاقات الروسية السورية متينة جدا لأنها مبنية على أسس الصداقة العريقة بين بلدينا.. وروسيا كانت ولا تزال تعمل على مكافحة الإرهاب الدولي وعلى تسوية الأوضاع في سورية” داعمة قولها بالمثل الشعبي أن “الصديق عند الضيق”.
وأكدت ماتفيينكو أن روسيا تقف دائما إلى جانب القانون الدولي وتشجب التدخل الخارجي في الشؤون السيادية للدول الأخرى وتؤكد أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في سورية ولا بد من الحل السياسي لها عبر المحادثات.
وأشارت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي إلى أن سورية اصطدمت بواقع الإرهاب الدولي لذا ينبغي توحيد الجهود في محاربته لأن خطره لا يهدد سورية بمفردها وإنما يهدد مختلف بلدان العالم.
وأعلنت ماتفيينكو أنها قبلت دعوة رئيسة مجلس الشعب للقيام بزيارة إلى سورية مشيرة إلى أن الجانبين اتفقا على توقيع مذكرة حول التعاون البرلماني قريبا.
وذكرت ماتفيينكو أن روسيا تواصل تنظيم زيارات مع نواب البرلمان الأوروبي إلى سورية كي يتمكن هؤلاء من تقييم الوضع على الأرض فيها مؤكدة أن مجلس الاتحاد ومجلس الدوما الروسيين يعملان كل ما بوسعهما كي يدرك برلمانيو العالم حقيقة الوضع في سورية وخاصة ان الكثيرين منهم أعطوا “تقييمات مختلفة تماما” بعد زياراتهم إلى سورية.
من جهتها أشارت الدكتورة عباس إلى أن العدوان الأمريكي الأخير على مطار الشعيرات ليس الأول من نوعه على سورية مذكرة باعتداءات على الجيش العربي السوري في مواقع عدة وفي عدة محافظات موضحة أن هذا العدوان مدان ويشكل انتهاكا لسيادة الدول وللقانون الدولي.
وأضافت “بالنسبة لمزاعم استخدام السلاح الكيميائي فهذه مسرحية اختلقتها أمريكا ولا يوجد لديها أي دليل تقدمه حتى تتهمنا بمثل هذه الاتهامات ونحن نرفض تماما استخدام مثل هذا السلاح لأنه مناف للقيم الإنسانية”.
وتابعت عباس إن “العلاقات السورية الروسية علاقات تاريخية أثبتت جدارتها وأهميتها في هذه الظروف التي تمر بها سورية وخاصة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب التكفيري والحرب الإرهابية الظالمة التي شنت من قبل إرهابيين من أكثر من تسعين دولة ولكن ورغم ذلك كله يمكن القول إنه وبدعم الأصدقاء الروس انتصرنا على هذا الإرهاب الظالم ونحن بانتظار اليوم التاريخي الذي نعلن فيه عن الانتصار التاريخي الكبير على هذا الشر الإرهابي”.
وأوضحت الدكتورة عباس أن التعاون السوري الروسي أثبت أهميته في جميع المجالات ولا سيما في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية كما جرى تطوير العلاقات البرلمانية على أعلى المستويات وتقدمنا بمشروع لاتفاقية تعاون برلماني وسيتم التوقيع عليها قريبا جداً لما فيه مصلحة البلدين والشعبين والبرلمانين.
وأعربت رئيسة مجلس الشعب عن التعازي بضحايا الهجوم الإرهابي في مترو الأنفاق في مدينة بطرسبورغ مشيرة إلى أن هذا الإرهاب هو ذاته الذي يضرب سورية وشعبها منذ ست سنوات.
وبينت الدكتورة عباس أن أهمية العلاقات البرلمانية بين سورية وروسيا تظهر في محاربة المجموعات الإرهابية التي تتلقى التسليح والتمويل من دول عربية وإقليمية مثل السعودية وقطر وكيان الاحتلال الإسرائيلي وتركيا مشيرة إلى أن المعركة ضد الإرهاب هي معركة موسكو ودمشق ونحن في مجلس الشعب مهتمون بتطوير العلاقات البرلمانية بيننا ونثمن عاليا جهود البرلمانيين الروس والدبلوماسية البرلمانية في دعم سورية في المحافل الدولية كما نقيم عاليا دور البرلمانيين الروس في المجال الإنساني لتخفيف المآسي عن الشعب السوري.
عباس خلال لقائها المطران إيلاريون: الشعب السوري كان دائما محبا للسلام وينبذ الكراهية
وخلال لقائها والوفد المرافق لها رئيس قسم العلاقات الكنسية الخارجية في بطركية موسكو وسائر روسيا للكنيسة الأرثوذكسية الروسية المطران إيلاريون في موسكو اليوم أكدت رئيسة مجلس الشعب أن الشعب السوري الذي يتصدى للإرهاب الدولي كان دائما محبا للسلام والأمن والأمان ومثالا يحتذى به للكثير من شعوب العالم.
وقالت عباس إن “الشعب السوري دخل منذ ست سنوات في حرب ضد الإرهاب طالته في شتى المجالات وشردت الملايين من أهله إلى مناطق أخرى” مضيفة إن “سورية لم تقدم للعالم إلا رسائل المحبة والسلام لأن الشعب السوري كان دائما محبا للأمن والأمان والسلام وينبذ الكراهية وكان مثالا للكثير من شعوب العالم”.
وأعربت عباس عن شكر الشعب السوري للكنيسة الروسية كما قدمت الشكر للشعب الروسي على كل ما يقدمه لسورية وشعبها من تأييد ودعم ومساعدة.
وأشارت عباس إلى الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية بحق الشعب السوري وبحق الإنسانية جمعاء منوهة بالمسؤولية التي تقع على عاتق الشخصيات الكبيرة والقامات الروحية لفضح تلك الجرائم والتعاون حتى تحقيق الانتصار على الإرهاب الدولي الذي يهدد البشرية بدعم من بعض القوى التي لا تتوانى عن ارتكاب الجرائم.
وأشادت عباس بدور الكنيسة الروسية وبقية المرجعيات الدينية في مواجهة الحملة العدوانية على سورية وقالت إن “الشعوب ترتبط دائما بمرجعياتها الدينية وهذه المرجعيات هي اليوم أمام امتحان كبير”.
وحول استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية أوضحت عباس أن الإشاعات حول استخدام تلك الأسلحة بدأت منذ اليوم الأول لبداية الحرب الإرهابية عليها مشيرة إلى أن ذلك يندرج ضمن التضليل الإعلامي الذي رتب لمخططات عدوانية ضد سورية.
وأكدت عباس أن سورية لا تمتلك أي سلاح كيميائي وأنها لم ولن تستعمل هذا النوع من السلاح لأنه مناف للقيم الأخلاقية والإنسانية مشيرة إلى أن التنظيمات الإرهابية هي من استخدم هذا السلاح ضد المواطنين الأبرياء.
بدوره أكد المطران إيلاريون أن سورية صمدت بشعبها وجيشها في وجه الإرهاب الدولي والتدخلات الخارجية.
وأضاف المطران إيلاريون أن “زعزعة الاستقرار في سورية ودول أخرى في الشرق الأوسط تجري بذرائع مختلقة وبحجة نشر الديمقراطية في المنطقة.. وقد لاحظنا ما الت إليه الأمور في العراق وليبيا وربما كان مصير سورية كذلك لولا صمود الشعب السوري وجيشه ودعم روسيا وأصدقائها لها”.
وتابع المطران إيلاريون “نحاول في الكنيسة الروسية تعزيز علاقاتنا الروحية مع كل المرجعيات الدينية والرسمية السورية ونعمل على تقديم ما يمكننا من مساعدات للشعب السوري الذي أصبح ضحية للحرب الإرهابية” مشيرا إلى رغبته بزيارة سورية بعد أن تتخلص من الإرهاب.
وعبر المطران إيلاريون عن ترحيبه بالدكتورة عباس والوفد المرافق لها مشيرا إلى أن مسؤوليات كبيرة تترتب عليها لكونها أول امرأة تترأس مجلس الشعب في سورية.
وكانت رئيسة مجلس الشعب وضعت مع الوفد المرافق إكليلا من الزهور صباح اليوم على ضريح الجندي المجهول عند أسوار الكرملين تكريما وتخليدا لأرواح الشهداء ومنهم الجنود الروس الذين ضحوا بحياتهم في سورية خلال الحرب ضد التنظيمات الإرهابية.
وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو أكد امين سر مجلس الشعب خالد العبود أن العدوان الإرهابي على سورية لم يقتصر على الجانب السياسي أو الاقتصادي فقط بل تعداه إلى مستويات متعددة أهمها المستوى الأخلاقي المعنوي.
وحول المساعدات المادية الإنسانية التي ترسلها الكنيسة الارثوذكسية الروسية إلى الشعب السوري قال العبود إن “التركيز على المؤسسة الدينية سواء كانت مسجدا أو كنيسة له دوران احدهما معنوي والآخر مادي لأن هذه المؤسسات قادرة على الوصول إلى أماكن لا يصلها الآخرون وبالتالي فإن لهذه المساعدات الإنسانية دورا مهما في أكثر من مكان وأن التركيز عليها مهم من هذه الناحية”.
وأضاف العبود “عندما نتحدث عن مؤسسات دينية وروحية روسية فإننا ندرك أنها على الرغم من كونها مسيحية إلا أنها على تواصل مع جميع مكونات المجتمع السوري دون تفريق بين مسلمين ومسيحيين وهكذا نفهم الدين وهكذا نفهم دور المؤسسة الدينية”.
حضر الفعاليات السفير السوري في موسكو الدكتور رياض حداد.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: