دمشق-سانا
اختار الإعلامي والكاتب مروان ناصح أربعة من الحوارات الصحفية التي أجراها خلال مسيرة عمله على مدى عدة سنوات لتكون موضوع كتابه “ساعة زمن… حوارات في الفن والادب والحياة”.
وجاء الكتاب الصادر حديثا عن الهيئة العامة السورية للكتاب على شكل دراسة ادبية سبر الكاتب من خلالها عوالم من حاورهم من أدباء وكتاب ونقاد مشيرا في مقدمة كتابه الى انه سيتبع هذه الحوارات بجزء آخر إيمانا منه بأن الحوار قوة ومتعة ومعرفة ورؤية أدبية حول أصحاب الفكر.
وأضاء ناصح في كتابه الذي يقع في نحو 120صفحة من القطع المتوسط على عوالم كل من الكتاب والادباء والنقاد الراحلين من مصر والسودان وهم “يوسف ادريس” و”لطفية الزيات” و”الطيب صالح” و”عبد الله الطوخي” مستفيضا بنقل الحوارات التي أجراها معهم في أوقات سابقة.
وفي حوار أجراه مع الأديب المصري الراحل الدكتور يوسف ادريس يبين ناصح أنه بث على أثير إذاعة دمشق بصورة غير كاملة فكان الكتاب فرصة لتقديم الحوار كاملا حيث يوضح إدريس في معرض رده على احد الاسئلة أنه كان يبحث في كتابته القصصية عن لغة خاصة هي لغة الوجدان الداخلية معتبرا أن القصة فن خطير وهذا ما يفسر قلة عدد المنتج الأدبي الذي يستحق هذه التسمية قياسا لما ينتج من ابداع روائي.
كما أشار ادريس الى اختلافه مع الاكاديميين في العالم حول تقسيم الفن الأدبي إلى أنواع منفصلة كقصص او روايات او مسرحيات ومقالات حيث يرى أن مهمة الكاتب ليست في أن يصنع أنواعا أدبية بل مقدرته على امتلاك رؤية ما والموضوع هو الذي يختار الشكل وليس الكاتب.
أما الروائية والناقدة المصرية الدكتورة لطفية الزيات فرفضت خلال الحوار معها الاتجاه السائد باستخدام مفهوم الآدب النسائي بهدف عزل أدب المرأة عن المجرى العام للادب العربي او لتكريس دونية المرأة حسب تعبيرها.
وقارنت الزيات خلال الحوار بين صورة المرأة في أدب عدد من الكتاب المصريين والعرب فهي في مؤلفات توفيق الحكيم ملكية فردية وأداة انتاج وعند إحسان عبد القدوس المرأة الشيء وعند نجيب محفوظ لا شي أمام الرجل في حين كان موقف زكريا تامر من سورية وعبد الحميد بن هدوقة من الجزائر من المرأة تقدميا وأظهر تحمسا لشخصيتها المستقلة فضلا عن كتاب آخرين كعبد الرحمن منيف والطاهر وطار.
واستثمر ناصح حضور الاديب الكبير الطيب صالح في دمشق للمشاركة في عضوية لجنة التحكيم لمهرجانها السينمائي الثامن عام 1993 ليحاوره في شؤون أدبية وفنية متعددة حيث رأى صالح ان ثمة علاقة واجبة بين مختلف أشكال الفن وفروعه اضافة الى وجود شبه بين روايات عربية ومثيلاتها الانكليزية الصادرة في القرن التاسع عشر.
ورغم ذلك فان صالح لفت خلال الحوار إلى ان الرواية العربية قامت بملء الفراغات في الخيال العربي معتبرا أنها من اعظم الانجازات في الحياة العربية المعاصرة في حين وجد ان نقل الروايات إلى السينما شبيه بعملية الترجمة إلى اللغات حيث تفقد الاصل شيئا وتكسبه شيئا آخر في آن معا.
وأبدى صالح إعجابه الشديد برواية الكاتب السوري يوسف المحمود “مفترق المطر” ووصفها بالعمل الروائي العظيم الذي كتب بطريقة بسيطة تقليدية جديرة بان تكون عملا سينمائيا او تلفزيونيا مبينا أن على الكتاب ألا ينشغلوا بالشكل الروائي على حساب أصالة المحتوى.
ويختتم ناصح كتابه بحواره مع الروائي والمسرحي والصحفي عبدالله الطوخي الذي بين ان الصحافة اثرت عليه بشكل ايجابي فكانت معينا عظيما له ليتألق في أعماله الأدبية معتبرا أن القصة الأساس الفني الذي تقوم عليه الرواية وهي التجلي الحقيقي لموهبة الفنان الروائي.
وردا على سؤال حول أدب السيرة الذاتية العربي ولا سيما أنه وضع كتابا بهذا الخصوص أوضح الطوخي انها كانت فرصة ليقدم قصة حياته ولينظر إلى مرآة ذاته منذ ولادته عام 1926 لافتا الى ان فن كتابة السيرة الذاتية لا يكتفي بالحقيقة النسبية بل يطالب بالصدق الكامل وهو أمر صعب يجعل الكاتب امام امتحان عسير امام نفسه وخاصة اذا كان يعيش في مجتمع تقليدي يخشى الحقائق.
يشار إلى أن مروان ناصح يحمل شهادة جامعية في الأدب العربي من جامعة دمشق شغل عددا من المناصب الإدارية في الإذاعة والتلفزيون السوريين وألف عدة أعمال درامية وأفلام تلفزيونية منها.. “الكابوس والفارس الأزرق” إضافة لمسلسل بعنوان “مقعد في الحديقة” وله عدة أعمال أدبية منها ديوان شعر يحمل عنوان “ما لم يحترق بعد” ومجموعة قصصية بعنوان “السر” ومجموعة من مسرحيات للأطفال وكتاب /تاريخ في لحظة حرجة .. ذكريات وتأملات في الدراما السورية” كما أنه عضو في اتحاد الكتاب العرب.
إيناس سفان
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: