دمشق-سانا
ناقش أعضاء مجلس الشعب خلال الجلسة الرابعة عشرة من الدورة العادية الثالثة للدور التشريعي الثاني المنعقدة اليوم برئاسة رئيسة مجلس الشعب الدكتورة هدية عباس أداء وزارة التربية والقضايا المتصلة بعملها.
وأكد عدد من أعضاء المجلس أهمية تطوير العملية التربوية ووضع استراتيجية للنظر في بناء الأجيال وضرورة رفع أجور ساعات التدريس للمعلمين الوكلاء متسائلين عن دور الوزارة في الارتفاع غير المقبول لأقساط المدارس الخاصة والإجراءات التي تتخذها الوزارة للحد من ظاهرة تسرب الأطفال من المدارس.
وطالب أعضاء المجلس نايف الحريري وريم الساعي ومهند زيد وعبدالكريم باكير ووائل ملحم بمعالجة الاكتظاظ الكبير في بعض المدارس وإيجاد حل لعملية حصر تقديم طلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوية الأحرار بمراكز المدن لما تشكله من معاناة وصعوبات في المواصلات على الطلاب وبضرورة زيادة أجور ساعات المراقبة للمعلمين.
من جانبها دعت عضو المجلس مها شبيرو إلى ” وضع فلسفة تربوية تناسب المتغيرات التي حصلت في المجتمع ” متسائلة عن خطة الوزارة في المناطق التي أعاد الجيش العربي السوري الامن والاستقرار إليها من حيث تمكين الطلاب من العودة لمدارسهم لمتابعة تعليمهم وعن دورها في الارتفاع غير المقبول لأقساط المدارس الخاصة بينما رأى عضو المجلس عصام نعيم ” أن إجحافا يطول المعلمين الوكلاء ” مطالبا بضرورة رفع أجور ساعات تدرسيهم.
وأكد عضوا المجلس ساجي طعمة ومحمد سباعي أهمية إعادة بناء الأجيال بناء متكاملا وتشكيل مجموعة عمل لوضع استراتيجية موحدة تعيد النظر في بناء الأجيال بآلية جديدة في حين تساءل عضو المجلس عمر الحمدو عن سبب عدم وجود طبيعة عمل للمرشدين النفسيين والاجتماعيين في الوزارة أسوة بباقي العاملين.
في حين طالب عضو المجلس حسين فرحو بالحد من انتشار المعاهد الخاصة المرخصة وغير المرخصة التي اثرت سلبا في العملية التربوية في المدارس الحكومية وأدت إلى تدني مستوى التعليم.
ولفت عضو المجلس سلوم السلوم إلى أهمية اتخاذ اجراءات حاسمة للحد من ظاهرة تسرب الأطفال من المدارس وزيادة حصة حلب من المدرسين في المسابقات التي تجريها الوزارة لسد النقص الحاصل في بعض الاختصاصات بينما تساءل عضو المجلس ماهر خياطة عن خطة الوزارة ورؤءيتها المستقبلية في وضع الحلول والتصورات لإعادة النهوض وتفعيل الرياضة المدرسية ومراكزها التدريبية.
ودعا عضو المجلس أنس زريع إلى تسريع الموافقة على طلبات نقل المدرسات اللواتي ينتمين لأسر الشهداء أو الجرحى بينما أكد عضو المجلس عمار الأسد أهمية تطوير المناهج التربوية وصيانة المدارس وتحديثها وزيادة التعاون والتنسيق مع منظمة اليونيسيف.
وطالب عضو المجلس فواز الجوابرة بأن يكون معدل القبول في الأول الثانوي موحدا في جميع المحافظات ” المدن والريف و ” أن يسمح لمن ” يرغب من الطلاب غير المقبولين في الصف الأول الثانوي العام التسجيل في التعليم العام الموازي بأجر تحدده الوزارة”.
وطالب أعضاء المجلس نورا حسن واسكندر حداد وسامر شيحا بزيادة عدد الشواغر المطلوب تعيينها في مسابقة الوزارة في محافظتي اللاذقية وطرطوس بينما دعا عضو المجلس ماهر قاورما إلى العمل لتأمين الطاقة البديلة في المدارس وتثبيت المعلمين الوكلاء.
وأكدت عضو المجلس شيرين يوسف أهمية تفعيل دور المرشدين النفسيين وزيادة الرقابة عليه في المدارس العامة والخاصة بينما اقترح عضو المجلس حمادي الحساني تطوير المناهج التربوية بما يتلاءم مع متطلبات العصر.
وفي معرض رده على مداخلات أعضاء المجلس عرض وزير التربية الدكتور هزوان الوز خطة عمل الوزارة خلال العام الجاري مؤكدا أن استمرار العملية التربوية ومواصلة المدارس فتح أبوابها أمام التلاميذ يمثل أكبر رسالة بأن سورية ما زالت صامدة وبخير.
وشدد الدكتور الوز على أهمية بناء الإنسان في ظل التحديات الكبيرة التي أفرزتها الأزمة في سورية موضحا أن الوزارة لا يمكنها القيام بهذه المهمة وحدها ولكن بالتعاون مع الجميع ولاسيما أعضاء مجلس الشعب يمكن معالجة أي موضوع أو قضية تربوية وأن هناك مكتبا في الوزارة مختصا باستقبال ملاحظاتهم ومطالبهم.
ولفت الدكتور الوز إلى أن الوزارة وضعت مصفوفة وبرنامجا تنفيذيا لعملها وتم التأكيد على عدد من المحاور تتمثل باستمرار العملية التربوية وتقديم ما يلزم لاستمراريتها وتعويض الفاقد التعليمي وتطوير المناهج التربوية وإعادة تأهيل وترميم المدارس.
كما أكد وزير التربية جهوزية الوزارة للتعامل مع الأطفال الذين كانوا يقيمون في المناطق غير الآمنة أو التي أعاد الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار إليها من خلال تأمين المدارس والكادر التعليمي والتربوي والمختصين بالإرشاد النفسي.
في السياق ذاته قال الوزير الوز ” إن الوزارة قطعت شوطا بالتعاون مع الجهات العامة في إعادة تأهيل مدارس الأحياء الشرقية في مدينة حلب ووضعت خطة اسعافية لترميم خمسين مدرسة ” مؤكدا أنه مع بداية العام الدراسي القادم سيكون هناك مئة مدرسة على الأقل جاهزة لاستقبال التلاميذ.
وبين وزير التربية أن دورة الإكمال الامتحانية التابعة للشهادة الثانوية جاءت نتيجة لمطالب من الجهات التربوية وأولياء الأمور والطلاب وحققت نتائج كبيرة يتم حاليا تقييمها ومعالجة ” الهنات ” التي رافقتها موضحا أن الوزارة تتابع ما يجري في مختلف دول العالم من تطوير للمنظومات التربوية الامتحانية بهدف تطوير الامتحانات والعملية التربوية.
وفيما يتعلق بتطوير المناهج التربوية بين الدكتور الوز أن الوزارة تعمل على إنجاز مناهج تربوية جديدة خلال ثلاث سنوات ولكن الامر يختلف من مادة إلى أخرى حيث تم إعداد عدد من المواد ويجري العمل على الباقي مضيفا ” لكن قبل تطوير المناهج لابد من إعادة النظر في المعايير الوطنية التيبنيت على أساسها المناهج السابقة”.
وأكد وزير التربية أنه لا يمكن تغيير المناهج التربوية بسرعة وكل دول العالم تعيد النظر في مناهجها كل سبع سنوات وقال ” أما مناهجنا السابقة فقد مضى عليها سبع سنوات والعمل جار على تغييرها وفي العام القادم سننتهي في إعداد مادة الرياضيات وسيصدر كتابان منها للصفين السادس والتاسع وهذه المناهج متفوقة على أي مناهج رياضيات في كل الدول العربية “.
ولفت إلى أن تطوير المناهج التربوية يجب أن يترافق بالتوازي مع العمل على ” تدريب وتطوير المدرسين الذين يمثلون حلقة الوصل مع الطلاب ” موضحا أن الدورات بهذا الشأن ستتكون مدتها طويلة وستنطلق بداية الشهر الخامس.
وفيما يتعلق بأداء المراكز الامتحانية أشار وزير التربية إلى ” حصول محاولات غش وإساءة خلال السنوات الماضية في عدة محافظات وتم على إثرها إلغاء نتائج ” 52 ” مركزا امتحانيا فيها ” مضيفا ” لذلك فإنه بما يتعلق بالمراكز الامتحانية لشهادة التعليم الأساسي للصف التاسع لن يسمح لأي طالب بالانتقال إلى منطقة ليست منطقته “.
وأضاف وزير التربية إنه ” تم الطلب من المحافظين والجهات المختصة ضبط المراكز الامتحانية لشهادتي التعليم الأساسي والثانوي لمنع أي اعتداء أو إساءة لها أو لمندوبي الوزارة ” مشددا على أن من غير المسموح أن يأخذ طالب ما فرصة طالب آخر.
وفيما يتعلق بالمسابقة التي أعلنتها الوزارة أمس بين وزير التربية أن نص المسابقة وشروط التقدم لها تم نشرها في وسائل الإعلام وعلى سبيل المثال بالنسبة لأبناء محافظة الحسكة بإمكانهم وفقا للإعلان التقديم في ديوان مديرية تربية الحسكة أو ديوان الوزارة.
وأضاف الدكتور الوز أما ” ما يتعلق بعدد المدرسين بمحافظتي طرطوس واللاذقية فإن هناك قرارا في الوزارة بتحديد مركز عمل في كل محافظة للمدرسين والمدرسات من جميع المحافظات ومن يتم تحديد مركز عملهم في هاتين المحافظتين سيتم نقلهم بشكل نهائي وتثبيتهم وسيكون هناك فائض ولكن يمكن قبول ذلك”.
وحول أعداد المدرسين المطلوبة في المسابقة بين الدكتور الوز أن ” لجنة من أعضاء الإدارة المركزية في الوزارة زارت المحافظات وبناء على عدد الطلاب والشعب ووفقا لمعادلة حسابية تم تحديد أعداد المدرسين المطلوبين في كل المحافظات ” .
ولفت وزير التربية إلى أن هناك ” دراسة كاملة تم عرضها في اللجنة الاقتصادية ولجنة التنمية البشرية بمجلس الوزراء بالنسبة لساعات التكليف وستصدر قريبا برفع أجرة ساعة التكليف ” موضحا أن ” المدرسين المكلفين هم أصحاب خبرة وسنوات في التدريس وسيتقدمون إلى المسابقة وينجحون بها ليتم تثبيتهم وبذلك تتم معالجة أوضاعهم”.
وأكد وزير التربية أن زوجات وأبناء وبنات الشهداء من المدرسين أو المدرسات الذين يتقدمون بطلبات لنقلهم يتم الموافقة على ذلك فورا وتأمين الشاغر لهم مباشرة لافتا إلى أن الوزارة تمكنت من خلال التعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف من إطلاق ” دليل الدعم النفسي”.
وأوضح أن هناك ” منصة حوارية مستمرة بين وزارتي التربية والتعليم العالي لإعداد المرشدين النفسيين والاجتماعيين الذين سيتم إخضاعهم لدورات خاصة بالاستفادة من الخبرات الكبيرة في هذا المجال”.
وبالنسبة لمعلم الصف بين وزير التربية أنه تم “إجراء مسابقة الأسبوع الماضي لتعيين 3100 معلم صف من جميع أبناء المحافظات لتعيينهم في عدد من المحافظات وتمت معالجة أوضاع كل من تأخرت قرارات تخرجهم لكل من راجعوا الوزارة وتم تأمين إشعارات التخرج لهم بالتعاون مع وزارة التعليم العالي “.
ولفت الوزير الوز إلى أنه ” سيتم تخصيص 70 غرفة صفية مسبقة الصنع لمحافظة درعا والعمل جار على تأمين الغرف الصفية في كل المحافظات ” كاشفا أنه ” يجري التنسيق لإحداث ورشة فنية دائمة بكل الأدوات والتجهيزات اللازمة ضمن الثانوية الصناعية في مديرية تربية السويداء لإجراء الإصلاحات الفنية مع صرف مكافآت لمعلمي الحرف والمهندسين الذي يعملون في الورشة .
وأضاف وزير التربية بالنسبة للوكلاء فليس هناك تفكير حاليا بتثبيتهم أما بالنسبة لكل خريجي المعاهد من مختلف الاختصاصات فسيتم في الشهر العاشر الإعلان عن مسابقة لهم وفقا للشواغر المتوافرة والحاجة للفئة الثانية في كل المحافظات”.
وتمنى وزير التربية على أعضاء المجلس ” زيارة مركز تطوير المناهج التربوية بالوزارة للاطلاع على الجهود المبذولة في المناهج”مضيفا ” بالنسبة للمعاهد الخاصة غير المرخصة في حلب فتمت معاقبة 161 معهدا بمخالفات بسيطة لا تتجاوز ال50 ألف ليرة وتم رفعها إلى500 ألف ليرة كعقوبة رادعة إلى جانب عقوبات مسلكية للمدرسين”.
ولفت الوزير الوز إلى أن تطوير النظام الامتحاني يجري العمل عليه بالتعاون مع مركز القياس والتقويم ولاسيما التقييم المرحلي للطالب في مرحلة التعليم الأساسي بوضع نسبة من العلامة النهائية لكل سنة دراسية.
وبمناسبة حلول الذكرى الرابعة والخمسين لثورة آذار المجيدة واليوم العالمي للمرأة توجهت رئيسة مجلس الشعب الدكتورة هدية عباس في بيان تلته في مستهل الجلسة بالتحية ل”الطليعة الواعية التي قادت شعلة الثورة والفكر الوطني التحرري المتنور ” مؤكدة أن ” سورية التي يحمل أبناؤها فكر ونهج ثورة آذار ضد التبعية والاستسلام ستنتصر بهذا الفكر والنهج”.
كما أشادت الدكتورة عباس بدور”المرأة السورية المعطاءة حفيدة الأبطال” في المجتمع مبينة أن ” المرأة لم تكتف بأنها شريك إلى جانب الرجل في عملية البناء بل أنجبت أبطالاً ميامين يحمون الوطن وقدمت فلذة كبدها على مذبح الوطن كرماً ووطنية”.
رفعت الجلسة التي حضرها وزير الدولة لشؤءون مجلس الشعب عبدالله عبدالله إلى الساعة الحادية عشرة من ظهر غد الخميس.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: