كاتب أردني: الولايات المتحدة لن تستغني عن التنظيمات التكفيرية في المنطقة

بيروت-سانا

أكد الكاتب الأردني ناهض حتر أن الولايات المتحدة لن تستغني عما يسمى تنظيم داعش وجبهة النصرة الإرهابيين وغيرهما من التنظيمات الإرهابية التكفيرية باعتبارها أدوات فعالة لها لافتا إلى أن الحلف الذي تنوي واشنطن بناءه ضد الإرهاب هو مقصود لذاته لإدامة الحرب لا لإنهائها وإذا كانت مضطرة إلى توجيه ضربات محدودة فهي لمنع تنظيم داعش من التمدد خارج الخطوط المرسومة أو لأن ما أنجزه هنا أو هناك حقق المطلوب .

وتساءل الكاتب حتر في مقال له نشر في صحيفة الأخبار اللبنانية اليوم بعنوان “داعش أربع قضايا رئيسية للتفكير الحر” هل الإمبريالية الأميركية كانت تريد حقا استئصال داعش و جبهة النصرة وتنظيمات القاعدة وسواها من التنظيمات التكفيرية الإرهابية في المنطقة العربية…وهل لها مصلحة حقيقية في التخلي عن الإرهابيين .

وأوضح الكاتب أن فكرة الاستعانة بالميليشيات التكفيرية الإرهابية نشأت في نهاية السبعينيات من القرن الماضي انطلاقا من ضرورة أميركية هي تلافي الاشتباك المباشر بقوات أميركية على الأرض وهو ما كان بالغ الخطورة إضافة إلى أن الزمن الفاصل عن حرب فيتنام لم يكن يسمح بعد بالانخراط بحروب وفي المقابل كانت تجربة الجهاديين في استنزاف القوات السوفييتية في أفغانستان ناجحة.

وتابع حتر “إنه بعد الحرب الأميركية على العراق نشأ وضع انكفائي كالذي تبع حرب فيتنام وقد وجدت إدارة الرئيس باراك أوباما في تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي حليفا فيما يسمى ثورات الربيع العربي في الدول الصديقة وفي المقاتلين الإسلاميين سلاحا فعالا لإسقاط الدول والقوى المعادية لها كليبيا وسورية وحزب الله والعودة إلى التحكم في القرار العراقي وتهديد إيران وكل ذلك من دون أن تضطر إلى التدخل العسكري المباشر بل من خلال منح الغطاء السياسي لأنظمة رجعية كتلك الحاكمة في قطر والسعودية وتركيا لتحشيد التكفيريين الإرهابيين وتدريبهم وتسليحهم وتمويلهم ودفعهم نحو الحروب التي تريد واشنطن خوضها بلا أي كلفة”.

وأضاف الكاتب حتر “إن إحدى القضايا المتصلة بالموقف الدولي من تنظيم داعش الإرهابي تتعلق بإمكانية ضم سورية إلى الحلف الأميركي المضاد للإرهاب..فهل يمكن ذلك مع بقاء سورية مستقلة وعضوا أساسيا في حلف المقاومة ودولة ذات نزوع قومي تنموي علماني وأي فاتورة يستوجب تسديدها للانخراط في ذلك الحلف ذلك إذا لم يكن الهدف الأميركي بالأساس استمرار الحرب على سورية واستنقاعها وتهميشها” وقال “هل هناك بديل عن الاعتماد على الذات والحلفاء”.

وشدد الكاتب الأردني على ضرورة القيام بثورة تقدمية في الفكر الديني معتبرا أن أفكار تنظيم داعش الإرهابي وممارساته درس في المناهج العربية وكرست بمئات المسلسلات التلفزيونية بصيغة مخففة هنا أو صريحة هناك لكنها موجودة بل محفورة في الوجدان الجماهيري وربما يكون هذا واحدا من الأسباب التي تحول بين الأغلبية وبين الصدمة إزاء وحشية هذا التنظيم الارهابي فهي في الواقع تحظى بالقبول الضمني على نطاق واسع.