اللاذقية-سانا
مجموعة محاور جديدة ومنوعة يطرحها مشروع لون صيفك معنا الذي يقوم على تنفيذه مجموعة من الشباب المتطوعين بالتوئمة مع جمعية المقعدين وأصدقائهم في اللاذقية للعمل ضمن أربعة ميادين أساسية هي الدعم النفسي و الإسعافات الأولية وقواعد الصحة العامة بالإضافة لتأهيل فريق كرة قدم وآخر لكرة السلة.
وقد انطلق المشروع منتصف الأسبوع الماضي ويستمر لمدة ثلاثة أشهر مستهدفاً أطفال مركز الإقامة المؤقتة ضمن مدينة الأسد الرياضية في اللاذقية بحيث تستفيد الشريحة العمرية من 9 إلى 12 عاماً من المشروع خلال النصف الأول منه أما الفترة المتبقية فستشمل الأعمار ما بين 13 و 16 عاماً.
وفي حديث لنشرة سانا الشبابية قالت رهف هارون منسقة المشروع أن المشروع يحمل كما هائلاً من الأهداف التي يسعى الفريق إلى تحقيقها ولا سيما من ناحية زرع الإيجابية في نفوس الأطفال بالإضافة إلى توعيتهم من ناحية النظافة الشخصية وطريقة التصرف في حال حدوث أي حادث عرضي بسيط بحيث يساعدون أنفسهم ومن حولهم بطريقة تناسب أعمارهم واستيعابهم.
وتتابع في نهاية المشروع سيكون كل طفل قادراً على أن يسعف نفسه في حال تعرض لجروح أو حروق أو لسع حشرات أو أي حادث عرضي آخر كما أنه سيصبح قادراً على مساعدة من حوله من أهله وذويه.
وتشير رهف إلى أن القائمين على المشروع سيقومون في نهاية النشاط بإجراء اختبار وتقييم حقيقي لما تحقق من أهداف كما أن العمل على تأسيس فريقي كرة قدم وكرة سلة سيكون له الأثر في دفعهم لمنافسة فرق أخرى تابعة للأندية والمدارس بحيث تحصل عملية دمج حقيقية بينهم وبين المجتمع الأهلي المحلي لتعميم فكرة التنوع والإختلاف وتقبل الآخر والتعرف على ثقافة الأشخاص الآخرين منوهة بالدور الكبير الذي يلعبه متطوعو الفريق لتجاوز جميع الصعوبات وتذليلها والتعامل المتميز مع الأطفال نظراً لأن عدداً كبيراً منهم يمتلك خبرة في التعاطي مع هذه الشريحة العمرية ولديهم شهادات معتمدة في التدريب والإسعافات الأولية.
من جهته تحدث ناصر تفتافة منسق فريق الإسعافات الأولية عن تركيز فريقه على توعية الأطفال بكل ما له علاقة بنظافتهم الشخصية ولباسهم والتشديد على موضوع الغذاء وما يأكلونه مؤكداً أن تفاعل الأطفال يتصاعد تدريجياً فخلال الأسبوع الثاني من المشروع تجاوز عدد الأطفال المئة وهو رقم متميز وجيد وبداية مبشرة للفريق.
ويقول سنعمل اليوم على تعليمهم معلومات أساسية عن الحقيبة الإسعافية واستخداماتها الأساسية فنحن كمجموعة نركز على ضغط المهام وتكثيفها بحيث نمرر للمشاركين أكبر قدر من المعلومات في الأيام المحددة لقدومنا إلى المركز كما أننا نعمل على تنويع أدواتنا لنبتعد عن أسلوب التلقين فنستخدم مبدأ التعلم بواسطة
اللعب.
أما ربا عصفور منسق فريق الدعم النفسي فذكرت أن مشرفي المشروع قاموا بدراسة احتياجات مراكز الإقامة المؤقتة قبل البدء بأي خطوة أي أن الفكرة أتت من حاجة هذه الشرائح لما يطرحه المشروع مشيرة إلى أنه في حال حقق الفريق أهدافه ووصل للنتائج المرجوة ستكون الخطوة التالية تعميم الفكرة على باقي مراكز الإقامة المؤقتة.
وتضيف أن العديد من هؤلاء الأطفال تعرضوا لضغوط نفسية عديدة سنعمل على علاجها بأسلوب ينسيهم قليلاً ما مروا به من صعوبات من خلال دفعهم ليملؤوا وقتهم بأشياء مفيدة تعيدهم إلى طفولتهم الحقيقية بإستخدام ألعاب حركية تساعد على بناء أجسادهم بشكل صحيح بالإضافة إلى ألعاب ذهنية تنشط طرق تفكيرهم وأنشطة فنية لتنمية خيالهم وإطلاقه بطريقة صحيحة .
وأوضحت ربا أنه لا يوجد أي معيار لاختيار الأطفال للمشاركة ضمن أنشطة المشروع إلا تحقيق شرط العمر لإستيعاب المعلومات التي ستقدم لهم ذكوراً وإناثاً فالفريق مصر على دمج جميع أطفال المركز مع بعضهم البعض وإشاعة جو اجتماعي متميز بينهم تعمه الألفة والمحبة.
من جهتهم عبر المتطوعون عن حماسهم الشديد لتحقيق الأهداف التي يعملون عليها ولاسيما أن العمل بمجمله تطوعي صرف يقوم على رغبة الفرد برسم الإبتسامة على وجوه الأطفال وهو أقل ما يمكن تقديمه من قبلهم كشباب يجب أن يتحمل مسؤوليته في الأزمة حيث تؤكد عرفان دويدري متطوعة في الفريق أنها استفادت بشكل كبير من الناحية النفسية خلال وجودها مع الأطفال الذين تعلمت منهم وعلمتهم في الوقت ذاته لافتة إلى أن الشعور بالطفل والتعامل معه ككائن مستقل يحتاج وعياً كبيراً من قبل المتطوع الذي يجب أن يمتلك أدوات مميزة للتفاعل معه.
وتقول الأطفال بسيطون ومحببون بشكل كبير ولا تستطيع إلا أن تتعاطف معهم وتعطيهم أفضل ما لديك ولا سيما أنهم يرغبون بأن يتعلموا ويكتسبوا معارف جديدة فنحن كمتطوعين نقوم أيضا بالتحضيرات اللازمة قبل أن نأتي إليهم كي نعمل معهم بشكل أكاديمي بعيد عن العشوائية لأن أي خطأ أو تصرف غير مسؤول يمكن أن يؤذيهم.
ياسمين كروم