قرية صميد.. آثار شاهدة على عراقتها، وشهرة في صناعة زيت البطم

السويداء-سانا

سكنت قرية صميد الواقعة إلى الشمالي الغربي من مدينة السويداء منذ نحو ثلاثة آلاف عام وشكلت بتضاريسها وصخورها البركانية بوابة اللجاة الشمالية .

وتتميز القرية عن سواها من القرى المجاورة بأن العشرات من سكانها يعملون في عصر زيت شجرة البطم مستفيدين من وجود عدد من المعاصر القديمة في قريتهم والتي أصبحت من المعالم التاريخية في منطقة جبل العرب ومن انتشار شجرة البطم التي يصل ارتفاعها لنحو 15-20 مترا والتي تعد من الأشجار الحرجية المعمرة.1

أما أصل تسمية صميد فهي مشتقة من الصمد وله عدة معان منها الصلب في الأرض الغليظة والصمد أيضا هو ماء الضباب كما يطلق لقب الصمد على الرجل القوي الذي لا يشعر بالجوع والعطش خلال الحرب وإبان الاستعمار الفرنسي أطلق عليها الفرنسيون اسم (قلعة الله) لكونها كانت عصية على الاختراق وترتبط أراضيها مع الصخور البركانية ارتباطا وثيقا على حد تعبير رئيس دائرة آثار السويداء حسين زين الدين.

ولفت إلى أن قرية صميد غنية بآثارها التي لا تزال شاهدة على عراقتها ومن بينها كنيسة رومانية قديمة كانت معبدا وثنيا قبل أن تتحول إلى كنيسة ومن ثم إلى مقام اسمه الخضر وبالقرب منه توجد معصرة بطم قديمة يقدر عمرها بحوالي مئة عام وإلى الغرب من القرية يوجد الطريق الروماني الذي استخدمته القوافل والجيوش قديما وكان يصلها بدمشق والحجاز وإلى الشرق منها يمر وادي اللوا وفي الشمال توجد المنطقة الحراجية التي تحوي أشجار البطم التي كانت تغطي أراضي القرية إلا أن الاحتلالين العثماني والفرنسي قضوا على عدد كبير منها.2

وتشتهر قرية صميد التي تتربع على أطراف محمية اللجاة حسب زين الدين بالزراعات البعلية وزراعة الأشجار المثمرة وفي مقدمتها الزيتون والتين ويعمل عدد كبير من سكانها بالزراعة وعصر زيت البطم الذي يلقى رواجا كبيرا لكونه يعد من أجود الزيوت النباتية ويستخدم في حالات علاجية وتجميلية ويتمتع بمزايا وخواص علمية وفوائد طبية عديدة ويتميز بطعم رائع المذاق يشبه إلى حد كبير طعم زيت الزيتون الأصلي الأمر الذي يتطلب مزيدا من الاهتمام بهذه الثروة والحفاظ عليها وتوعية الناس بأهميتها وبضرورة الحفاظ على أشجار البطم الحراجية من التعديات والتحطيب والرعي الجائر كونها تعتبر ثروة يمكنها أن تسهم في دعم الاقتصاد المحلي لسكان المنطقة.3

والجدير ذكره أن صناعة استخراج زيت البطم كانت منتشرة في المنطقة في منتصف القرن التاسع عشر وكان هذا النوع من الزيت هو الأكثر استخداما في تلك الفترة كما هو حال زيت الزيتون الآن وخاصة في ظل وجود معاصر قديمة لزيت البطم في قرية صميد ما زالت آثارها موجودة حتى اليوم.

يشار إلى أن قرية صميد تبعد عن مدينة السويداء 36 كم وترتفع عن سطح البحر حوالي 775 مترا.

سهيل حاطوم

انظر ايضاً

ضمن مبادرة في السويداء… تنظيف مدرجات الملعب البلدي وتزيين جدرانه باللوحات

السويداء-سانا‏ نظّم مجموعة من الرياضيين والفنانين التشكيليين اليوم مبادرة لتجميل الملعب البلدي بمدينة السويداء