الشريط الإخباري

جونسون.. الاعتراف بالخطأ لا يكفي.. بقلم أحمد ضوا

تجاهلت وسائل الإعلام المنخرطة في دعم الحرب الإعلامية على سورية اعتراف وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون بخطأ سياسة بلاده تجاه الأزمة في سورية، حيث لم يحظ هذا التصريح إلا بالنذر اليسير من الاهتمام من بعض القنوات، ليبدو الأمر وكأن وزير خارجية بريطانيا مثله مثل وزير خارجية البحرين أو قطر أو السعودية لا أهمية لما يقوله، ولا دور لبلاده في العالم، والواقع ليس كذلك فبريطانيا هي ذراع للولايات المتحدة والمناصر القوي لسياساتها العدوانية في كل أنحاء العالم ومنه منطقة الشرق الأوسط.‏

لا شك أن اعتراف جونسون -ليس فقط بخطأ وإنما بفشل سياسات بلاده تجاه سورية- يمثل تحولاً نوعياً في الموقف البريطاني، ويشكل انعكاساً قادماً للموقف الأميركي تجاه السياسة الأميركية في المنطقة عموماً وسورية على وجه الخصوص.‏

بالتأكيد هذا الاعتراف البريطاني بالفشل في سورية، لا يعني على الإطلاق أن التحول سيصب في مصلحة سورية بالمطلق، وإنما ستكون الحكومة البريطانية مضطرة بعد هذا التصريح إلى اتباع سياسة جديدة لن تكون بعيدة عن سياسة إدارة ترامب، فتاريخياً الموقف البريطاني إن لم يكن موافقاً لنظيره الأميركي فهو مؤيد وداعم له مع نقاش حول الأولويات والمصالح وتقسيم الكعكة.‏

والتبدل في الموقف البريطاني لم يكن حول سورية فقط بل أيضاً مع روسيا حيث دعا جونسون -الذي كان قبل أشهر من أشد المناهضين الأوروبيين للسياسة الروسية والداعي لفرض عقوبات جديدة على موسكو- إلى التفاهم مع روسيا حول مكافحة الإرهاب في سورية معتمداً على صيغة الرئيس الأميركي الجديد ترامب نفسها لشطب «داعش» من الخارطة وهذا مؤشر على دوافع التغيير في سياسة لندن الفاشلة تجاه سورية خلال السنوات الست الماضية.‏

قد ينجرف البعض ويقول إن التغيير في السياسة البريطانية ناجم عن قدوم إدارة أميركية جديدة، وهذا غير دقيق إطلاقاً ويمكن اعتبار ذلك واحداً من الأسباب، ولكن أيضاً التبدل ناجم عن فشل بريطانيا في سياستها تجاه سورية، التي صمدت وقاومت أعتى الهجمات السياسية والإرهابية المدعومة من دول عديدة بينها بريطانيا، وهو ما أقره جونسون إذ قال حرفياً إن بلاده لم تتمكن من تحقيق أهم طلب لها وهو تنحي الرئيس السوري، مقراً بأن بلاده مضطرة لمراجعة مواقفها في هذا الشأن.‏

لا شك أن تجاهل «الجوقة» الداعمة إعلامياً ودعائياً للحرب الإرهابية على سورية لما صرح به جونسون رغم أهميته، مرتبط إلى حد كبير بالمجموعة التي تديرها حتى الآن، والانتظار أكثر لاستيضاح الموقف الأميركي ونتائج الاتصالات الروسية الأميركية، وأيضاً سعياً لكسب المزيد من المال من مشيخات النفط العربي التي لا يتحمل عقلها التغير في المواقف الدولية تجاه الأزمة في سورية.‏

الموقف الذي أعلنه الوزير البريطاني جونسون هو البداية أوروبياً وستلحقه مواقف موازية تفتح الباب عريضاً للسؤال عن سبب انخراط القادة الأوروبيين في دعم التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق إضافة لتدمير ليبيا وجعلها مرتعاً للإرهابيين.‏

بالنسبة للشعب السوري من المهم جداً أن تعترف الدول الغربية بخطأ وفشل سياساتها في سورية، ولكن ذلك غير كاف إطلاقاً، وعلى هذه الدول أن تتحمل نتائج هذه السياسات على كل المستويات وخاصة منها التعويضات ليتمكن الشعب السوري والعراقي والليبي واليمني والمصري من إعادة بناء ما دمره الإرهابيون الذين كانوا يحظون بكل الدعم الغربي وأدواتهم في المنطقة وفي مقدمتها /إسرائيل/ وتركيا والسعودية وقطر.‏

صحيفة الثورة

انظر ايضاً

وزارة الإعلام تخصص رابطاً لتسهيل عمل الإعلاميين وآخر للحصول على التصريحات الصحفية

دمشق- سانا أكدت مديرية الإعلام الخارجي في وزارة الإعلام، وهي الجهة الرسمية المعنية بتنظيم وتنسيق …