دمشق-سانا
ينحو الفنان التشكيلي هشام المليح في منحوتاته الفنية إلى التجريد المطلق والرمز الموغل في العمق مع التركيز على الحركة في العمل الفني ما يجعل نتاجه يتسم بنمط فني يميزه.
وعن سبب اختياره للمدرسة التجريدية في معظم منحوتاته يقول المليح: “بدأت مسيرتي مع النحت بأعمال نحتية واقعية لكن العمل على عناصر من الواقع وإخراجها بطريقة واقعية بدت لي لاحقا مسألة مملة ووصلت إلى مرحلة شعرت فيها أنه لم يعد لدي شيء لأقدمه للواقعية فانتقلت إلى التجريد” معتبرا أن مناحي الفن جميعها واقعية التوجه لأن فكرة العمل الفني مستمدة من الواقع لكن إخراجها يختلف من التجريدية إلى السريالية وغيرها.
ويرى المليح الحائز على الجائزة الأولى في معرض الربيع 2016 أن الفن حالة فردية وليس حالة جماعية لذلك لا يفضل التوجه في العملية الإبداعية الفنية إلى مواكبة الاحساس والتوجه الجمعي المشترك لأن الفنان حالة خاصة متفردة يقدم احساسه هو.
ويؤمن المليح بمقولة الفن لأجل الفن وعن ذلك يقول: “الفن ليس نصاً أدبياً ليحمل فكرة بل هو مسألة تعود إلى طبيعة الفنان فهناك فنان متفاعل متأثر بالمجتمع يقدم في عمله الإحساس والرسالة معاً وآخر يعيش أجواءه الخاصة وطقوسه الحياتية الخاصة بعيداً عن أعراف وأنماط الحياة الاجتماعية حوله”.
ويوضح المليح فكرته بالقول “عندما يقدم الفنان نتاجه لأجل الفن وليس لغايات عامة فلا يكون ما قدمه ذا طابع تربوي أو توعوي أو ما شابه بل ليفرغ طاقة كامنة داخله بطريقة يرضي فيها الفن بحد ذاته” مبينا أن العملية الفنية قد تأخذ هنا مناحي تخدم فيها المجتمع وتسعى إلى الارتقاء به.
وعن دور البيئة التي ينشأ فيها الفنان في التأثير على أسلوبه الفني يرى النحات المليح أن الحالة التي يعيشها الفنان في المدينة من الفوضى البصرية والسمعية وطبيعة العلاقات الاجتماعية المعقدة والمركبة تنعكس على أعماله الفنية وتجعله يعيش أشكالا من الصراع الداخلي والقلق اليومي أكثر من ابن الأرياف وينعكس ذلك على علاقة النحات بشكل خاص مع الكتلة والشكل.
ويعتبر المليح الذي تأثر بالنحاتين السوريين العالميين لطفي رمحين ومجيد جمول وشارك مؤخرا في مشروع حكاية شجرة بحديقة المنشية بإشراف الفنان موفق مخول مع الفنانتين صفاء ورجاء وبي هذا المشروع من أكبر الأعمال النحتية السورية في القرن الحادي والعشرين.
والفنان هشام المليح من مواليد دمشق سنة 1983 تخرج من أكاديمية الفنون قسم النحت المعارض الفردية عام 2011 وهو مدرس ومشرف على مادة النحت في المركز التربوي للفنون التشكيلية وعضو في اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية اقتنت وزارة الثقافة عدداً من أعماله النحتية التجريدية وكانت له مشاركات في عشرات المعارض في دمشق والعديد من المحافظات وفي بيروت وقبرص واليابان.
محمد خالد الخضر
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: