دمشق-سانا
تحفل لوحات التشكيلي زهير حضرموت بمناخات مفعمة بالجمال و البساطة و العفوية معبرة عن واقع وطبيعة البيئة المنتمية لها راصدة حيوات شخوصها بكثير من التفاصيل ما يكسبها بعدا بانوراميا خاصة تلك الأعمال المعتمدة على البعد الواحد التي لا تخلو من حداثة في الأسلوب التعبيري.
ويعمل الفنان ابن مدينة حماة على تشكيل سطح لوحته بكثير من التنوع في السماكات والخامات إلى درجة تجعله في بعض الأحيان كجدارن المغاور ومن بعدها يبدأ برسم موضوعه بنثر بعض المكونات الإنسانية والزهور و أجزاء من عناصر الطبيعة الصامتة في أماكن متفرقة من اللوحة وكثيرا ما يجمع بين الإنسان والمنظر الطبيعي والطبيعة الصامتة في موضوع واحد.
وعن علاقته باللوحة يقول التشكيلي حضرموت في حديث لسانا: “عندما أهم برسم اللوحة أقف أمامها بهيبة لأن العمل الفني مسؤولية كبيرة وما أن انطلق يبدأ التفاعل بيني وبين العمل وتبدأ الرهبة بالتلاشي ضمن مسعى دائم لتجديد أسلوبي الفني ضمن المسار الذي اخترته”.
و يتابع: “استعين في التعبير عن مواضيعي بتحريف أشكال شخوص الموضوع وعناصر الطبيعة الصامتة لتصبح هذه العناصر ذات حركات تعبيرية تقترب من التعبير الإنساني برؤية مقصودة وبدقة متناهية وأحيانا ارسم بعفوية مطلقة دون قيود”.
ويقول الفنان الذي لم يتوقف عن الرسم طيلة سنوات الحرب على سورية بأن الأزمات يجب ألا توقف مسيرة الحياة خاصة ممارسة الفنون لإظهار الجمال الذي يسهم بنشر التفاؤل والتغلب على الأجواء المخيمة على البلاد جراء الأحداث المؤلمة.
ويرى حضرموت أن الحركة التشكيلية السورية في تقدم باستمرار من خلال كثرة المعارض التشكيلية في أغلب المحافظات رغم الحرب الإرهابية لافتا إلى استمرار معرضي الربيع والخريف السنويين طيلة السنوات الماضية ما يعبر عن قوة الفن التشكيلي السوري.
ويجد خريج كلية الفنون الجميلة ان وزارة الثقافة بذلت وما زالت جهودا كبيرة خلال السنوات الست الماضية في سبيل إغناء الحركة التشكيلية من خلال اقامة المعارض المنوعة والمهرجانات والملتقيات الفنية في المحافظات واقتناء الأعمال الفنية تشجيعا للفنانين.
وحول وجود هوية ثقافية و فنية محددة للفن التشكيلي السوري يؤكد حضرموت أن من الطبيعي أن تتنوع الأساليب والرؤى الفنية بين التشكيليين وليس من الضرورة أن يجمع بينهم هوية فنية مشتركة فالمهم هو المستوى الفني العالي الذي يقدموه و الذي يصب في النهاية في صالح الحركة التشكيلية السورية ككل.
حضرموت المحترف للعزف على الكمان الى جانب الفن التشكيلي يقول عن تداخل الفنين في حياته: “تتلازم لدي الموسيقا مع الفن التشكيلي منذ الطفولة فأنا أمارس الفنين معا منذ مرحلة المدرسة الابتدائية حيث ظهر جليا مزج الرسم مع الموسيقا في أعمالي من خلال أجواء اللوحة وعبر إدخال الآلات الموسيقية أو العازفين وخصوصا آلة الكمان وعازفها”.
و يرى أن الحداثة موجودة لدى الكثير من الفنانين السوريين وهذا شيء جيد ويؤثر إيجابا على هوية الفن السوري على حد تعبيره مبينا أنه قدم أسلوبا حداثويا في فترة مبكرة عبر معرض العرس الذي أقامه عام 1986 والذي مثل كل مشاهد مراسم وأجواء العرس في سورية.
ويعبر حضرموت عن تفاؤله بمستقبل الفن التشكيلي في بلدنا قائلا أن “نشاطات الفنانين الشباب وحرصهم على المشاركة في المعارض و الإقبال على دورات تعليم الفنون التشكيلية من قبل الموهوبين و الهواة يدعو للتفاؤل بمستقبل زاهر للحركة التشكيلية السورية”.
والتشكيلي زهير حضرموت مواليد حماة عام 1950 خريج كلية الفنون الجميلة عام 1974 مثل سورية في عدة ملتقيات و معارض عربية و عالمية و نال العديد من شهادات التقدير كما شارك وأقام معارض جماعية وفردية داخل البلاد وخارجها و أعماله مقتناة من قبل جهات رسمية وفردية ضمن مجموعات خاصة داخل وخارج سورية.
محمد سمير طحان
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: