السلامة والصحة المهنية أولوية يضمنها القانون لتأمين بيئة عمل آمنة

دمشق-سانا

مع الاستعداد لمرحلة إعادة الإعمار وانطلاقها تدريجيا في بعض المناطق يبرز إلى الواجهة موضوع السلامة والصحة المهنية وضرورة ضبط معاييرها لتأمين بيئة عمل آمنة في أي موقع بناء لتفادي الإصابات والحوادث.

معاون وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ركان ابراهيم يقول في تصريح لـ سانا إن الظروف التي تعرضت لها سورية أكدت ضرورة الاهتمام بمعايير السلامة والصحة المهنية” أكثر من أي وقت مضى في ظل الاستهداف الإرهابي الذي تعرضت له المنشآت والمصانع.

وأضاف ابراهيم إن ملف السلامة والصحة المهنية له أهمية قصوى أيضا في هذه المرحلة التي ستشهد اعادة الاعمار وتشغيل المنشآت بما يضمن حماية صاحب العمل والعامل والعملية الإنتاجية.

ولفت ابراهيم إلى أن سورية وخلال الربع الأخير من القرن العشرين صدقت على عدد من الاتفاقيات والتوصيات الصادرة عن منظمتي العمل العربية والدولية ذات الصلة بحماية الصحة والسلامة المهنية بهدف الوصول إلى مستويات متقدمة في مجال حماية القوى العاملة بمختلف الانشطة الاقتصادية كما قامت بإعداد وتأهيل الكوادر المتخصصة بهذا المجال لرصد مخاطر العمل وتوفير التقنيات العلمية الحديثة اللازمة لذلك.

وبين معاون وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل أن الوزارة وتماشيا مع التطورات الحالية على المستوى العربي والدولي تعمل على تطوير التشريعات العمالية الخاصة بالصحة والسلامة المهنية فضلا عن إعداد هيكلية إدارية للصحة المهنية في الإدارة المركزية وإعادة تشغيل اللجنة الوطنية ذات العلاقة.

نقيب المهندسين في سورية المهندس غياث قطيني أوضح أن السلامة والصحة المهنية مجموعة إجراءات وقواعد ونظم ومواصفات منصوص عليها ضمن اطار تشريعي يهدف إلى حماية العنصر البشري والحفاظ على مقومات العنصر المادية المتمثلة بمعدات الإنتاج والبيئة.

وعن دور نقابة المهندسين في هذا الإطار قال المهندس قطيني “لا يوجد موقع عمل وبناء يخلو من المهندسين المسوءولين عن مجموعة من العمال وبالتالي واجبهم أن يحموا أنفسهم ويحافظوا على سلامة عمالهم” مبينا ضرورة وجود لجنة في كل موقع عمل تشرف على تطبيق معايير السلامة المهنية.

ورأى نقيب المهندسين أن “هناك ثغرات في تطبيق قانون العمل رقم 17 لعام 2010 لناحية مراقبة الالتزام بمعايير السلامة والصحة المهنية في المنشآت” مشيرا إلى ضرورة تعديل بعض مواد القانون لتغطية مختلف جوانب هذه القضية.

مديرة المعهد العربي للصحة والسلامة المهنية الدكتورة رانية رشدية كشفت في تصريح مماثل عن خطة المعهد لإطلاق برنامج وطني لتدريب وتأهيل الكوادر الفنية العاملة في مجال السلامة والصحة المهنية مع بداية عام 2017 والتأسيس لدبلوم فني في هذا المجال.

ولفتت الدكتورة رشدية إلى أن قانون العمل السوري “شامل وممتاز مقارنة بالقوانين المماثلة في الدول العربية” لكن هناك بعض المواد المرتبطة بالسلامة المهنية يجب تعديلها ومنها الغرامات التي يجب رفعها لضمان التزام أكبر من أصحاب العمل.

ورأت رشدية أنه في الظروف الراهنة “لا يمكن الضغط على أصحاب العمل بشكل كبير لكن هناك حد أدنى من معايير الصحة والسلامة المهنية يجب الالتزام به” مشيرة إلى ضرورة تفعيل لجنة السلامة والصحة المهنية على المستوى الوطني وعمل المفتشين وتوعية العمال بحقوقهم.

بدوره يصف أمين سر الجمعية العلمية السورية للجودة المهندس حسين حجازي في تصريح لنشرة سانا الصحية تطبيق مواد قانون العمل المرتبطة بالصحة والسلامة المهنية في المنشآت “بالضعيف” ويحتاج إلى مراقبة أكبر من قبل الجهات الحكومية مبينا أن الجمعية تقوم بتدريب الكوادر على المواصفة القياسية العالمية أوساس 18001 الخاصة بالصحة المهنية.

رئيس لجنة السلامة والصحة المهنية في نقابة مهندسي دمشق المهندس عادل دحدل يرى أن “تطبيق معايير السلامة المهنية يحتاج إلى تغيير الذهنية لدى مختلف المفاصل الإدارية وتوزيع المسؤوليات على الجميع من مدير المنشأة إلى العمال”.

ويؤكد دحدل ضرورة تطبيق مبدأ الوقاية وعدم انتظار الحادث لإدراك أهمية الصحة المهنية معتبرا أن “غياب هذه المعايير في المؤؤسسات يعود إلى اعتبارها مجرد رفاهية ومنح الأولوية للإنتاج أو وجود نظام للسلامة المهنية على الورق وغيابه تماما على أرض الواقع”.

ويشير رئيس اللجنة إلى أن وجود نظام للسلامة والصحة المهنية في المؤسسات يحمي العمال ويوفر المبالغ المترتبة على أي حادث سواء لجهة علاج المصابين أو تأهيل أماكن الحادث وشراء تجهيزات جديدة.

وينص قانون العمل رقم 17 لعام 2010 في مواده من 233 إلى 243 على ضرورة التزام صاحب العمل باتخاذ جميع الاحتياطات المناسبة لحماية جميع عماله من مختلف الأخطار الفورية والمزمنة والمؤجلة المرافقة لطبيعة وبيئة وظروف العمل في منشاته عبر اتباع مختلف المعايير والتعليمات الخاصة بحماية عماله والمقررة بموجب القوانين والأنظمة النافذة.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency