دمشق-سانا
المجموعة القصصية “غواية شهرزاد” للقاص أنور رجا كانت محور الندوة النقدية التي أقامها فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب في مقره بدمشق بحضور عدد من الأدباء والنقاد والباحثين.
وقرأ رجا بعضا من قصص مجموعته منها “سيدة الظلال ” التي تتحدث عن فتاة تبحث عن فتى أحلامها الذي يتمتع بالشباب والقوة والطموح وكانت تنتظره في بداية نفق وعندما رأته طارت فرحاً لتصحو بعد ذلك من حلمها الجميل على أنها امرأة عجوز في غرفتها تلملم رسائل حب قديمة.
وعن مجموعته القصصية قال رجا..”تتمحور قصص المجموعة حول تصور مختلف لكتاب ألف ليلة وليلة وبدلا من أن شهريار قرر العفو عن شهرزاد لأنها أمتعته بحكاياتها وأحبها تصبح شهرزاد في مجموعتي هي المتحكمة بأمر شهريار وتقرر قتله بصورة مجازية وبطرق مختلفة”.
وقال الدكتور عبد الكريم حسين في قراءته للمجموعة “إن هناك عوالم مشتركة بين مجموعة القاص أنور رجا وبين ألف ليلة وليلة والتشابه بينهما أن القاص وضع شهرزاد عنوانا لمجموعته وعلى روايتها للحكايات ليعطي قصصه المتعة معتبرا أن المجموعة محاولة للوصول إلى قامة ألف ليلة وليلة في الأدب العربي القصصي”.
ولفت حسين إلى أن الكاتب في قصة “غواية شهرزاد” يقدم ما يشبه أن يكون سيرته الذاتية ضمن بناء آخر مختلف في الزمان والمكان وإيقاع الحياة عن حكايات ألف ليلة وليلة مشيرا إلى أن الخيال الموجود في كلا العملين مع اختلاف واضح في لغة العصر التي اعتمدها رجا بقصصه.
أما القاص نصر محسن فرأى أن في معظم قصص مجموعة القاص رجا حضور لافت للمرأة كما جاء في سيدة الظلال/ فتاة الإعلان/ شرود/ موسيقا الأحذية/ وقصة “شرود” حيث تكون البطلة مجسماً أمام محل لبيع الألبسة لكن المارة لا يتعاملون معها على أنها مجسم أو تمثال وإنما يرونها امرأة حقيقية في حالات نفسية مختلفة حتى يسقط التمثال وتنكشف حقيقته.
ورأى محسن أن الصفة الطاغية على معظم قصص المجموعة هي تلك التداعيات والخواطر وهي تدخل عبر النسيج القصصي ولاسيما في المقدمات لتشكل عبئاً واضحاً على الحدث.
وعبرت المداخلات التي قدمها مجموعة من الادباء والنقاد عن غنى المجموعة القصصية بالمعاني الاجتماعية والانسانية التي ظهرت عبر الدلالات في كل القصص حيث كانت المداخلات وفق منهجية نقدية وثقافية تدل على محبة الادب وحضوره.
يشار إلى أن مجموعة “غواية شهرزاد” من إصدارات اتحاد الكتاب العرب لعام 2015 وتضم بين دفتيها عشرين قصة قصيرة.