دمشق-سانا
تفضل الناقدة الدكتورة وسام قباني الأدب القديم في مختلف صوره على نظيره من الأدب المعاصر والحديث فوجهت بحوثها ودراستها إلبه وتبحرت في شخصياته ومدارسه وألفت لذلك العديد من الكتب والدراسات.
وتقول قباني الحائزة شهادة الدكتوراة في الأدب الأندلسي من جامعة دمشق: “يمتلك الأدب القديم تاريخا طويلا وغنيا وتربت الذائقة الأدبية العربية عليه وبقي أساس مناهج المؤسسات العلمية والتربوية وعندما ظهرت الحداثة الشعرية في العصر الحديث لم يستطع شعراؤءها أن يكونوا في الغالب من ذوي المواهب الشعرية الكبيرة ما أسهم في حال الغربة التي تعيشها القصيدة الحداثية في هذا العصر”.
وتعتقد قباني أن “نفور” أغلب الجمهور من القصيدة الحداثية يعود لجملة أسباب منها أن النقد الأدبي قصر في تقديمها بصورة لائقة معتبرة أن الناقد اليوم يسلط الضوء على نتاجات شعرية ينتجها “أصدقاؤه” أو أحد الشخصيات المعروفة بينما تبقى التجارب الحقيقية بعيدة عن أضواء النقد.
وعلى الناقد الأدبي أن يمتلك وفق قباني القدرة على متابعة المشهد الأدبي والاطلاع الكافي على اتجاهات النقد العالمي فضلا عن التبصر بحقائق ومعطيات النقد العربي القديم إضافة إلى دقة الذوق ورقة الشعور وتيقظ الفكر والمران والممارسة والتحلي بالموضوعية والتمكن من اللغة مع التمييز بين شخصية من ينقد له وبين كتاباته.
وأشارت قباني إلى تراجع الإقبال على الثقافة عما كان في عقدي سبعينات وثمانينيات القرن الماضي نظرا لتعاظم وسائل التواصل الاجتماعي التي جذبت الجمهور وصرفته عن الآداب من الشعر والقصة والفنون ولا سيما المسرح.
وردا على سؤال حول الصورة التي يجب أن يخرج بها الشعر الحديث رأت مدرسة الأدب والنقد في جامعة دمشق أن القارئء العربي مهووس بالإيقاع لأن له صدى كبيرا في النفس الإنسانية وهو حبر الشاعر وإذا فقده خرج من ملكوت الشعر.
وأوضحت قباني أن تفرد تجربة نزار قباني الشعرية على مستوى الشعر الحديث تكمن في كونه شاعرا إيقاعيا بامتياز وقدرته على تحويل الكلمات اليومية التي تدور على ألسنة العامة إلى قصيدة دون ابتذال مشيرة إلى تأثر الكثيرين به من الأدباء والشعراء من كلا الجنسين.
وعن سبب تركيزها على الأدب الأندلسي بينت قباني أنه يلبي لديها حاجة إلى الجمال وتطلعا إلى الفن العبقري الذي لم يتكرر لا في تاريخ العربية ولا في غيرها لافتة إلى أنه لا يمكن أن نحذف الأدب الأندلسي من قاموس حياتنا لأنه جزء من الثقافة والتاريخ والهوية والواقع معتبرة أن هذا الأدب لم يأخذ حقه الكافي من البحث والدرس والتحليل.
وتدعو مؤلفة “الاعتذار في الشعر الأندلسي” إلى إنشاء مركز دراسات وأبحاث خاصة بالأدب الأندلسي ويعنى بتراثه تحقيقا ودراسة ونشرا ولا سيما أنه يحظى بمكانة مرموقة في أنظار الباحثين الغرب كما أن مفرداته أسهمت في تطور الأدب العربي مؤكدة أنه لا يقل شأنا عن الأدب الجاهلي أو الإسلامي أو العباسي.
والأدب الأندلسي كما تعتبره قباني ترك في آداب الغرب آثارا عميقة لا تزال تراءى ظلالها حتى يومنا الحالي وشعراء الأندلس الكبار من أمثال “ابن زيدون” ولادة “المعتمد بن عباد” تحولوا إلى رموز عظيمة عند الغرب ينسجون عنها القصص والحكايات.
يشار إلى أن الناقدة وسام قباني حاصلة على شهادة دكتوراة في الأدب الأندلسي والمغربي وهي مدرسة الأدب والنقد في جامعة دمشق كلية الآداب الرابعة وعضو في اتحاد الكتاب العرب صدر لها.. عامريات ابن دراج القسطلي “تجليات قصة يوسف في الشعر الأندلسي.. بين الثابت القرآني والانزياح الشعري” فلسفة الجمال بين تأريخ الواقع وتأويل الخيال- الاعتذار في الشعر الأندلسي.. الرؤيا والتشكيل- الدر المنضود من أدب الفردوس المفقود- المختار من ثمار القلوب- ابن عساكر.. محدث الشام ومؤرخها الأكبر -فصل الخطاب في بلاغة الجواب إضافة لعدد من المقالات في الأدب والنقد وعلم الجمال.
محمد خالد الخضر